إدماج ثقافة الصورة في المنظومة التربوية المغربية عاشت مدينة خريبكة المغربية حدثا ثقافيا متميزا، ويتجلى في إقدام ثانوية الموحدين التاهيلية، وبتعاون مع نيابة وزارة التربية الوطنية، وجمعية آباء وأولياء التلاميذ، على وضع اللبنات الأولى للملتقى الأول للفيلم الوثائقي، بالمركب التربوي التابع لنيابة وزارة التربية الوطنية بخريبكة، وذلك على امتداد يومي 21 و22 ماي. ولقد كانت الغاية واضحة، وتتجلى في إثارة الانتباه إلى أهمية الصورة في المدرسة المغربية بشكل عام. بولادة هذا الملتقى، وبجانب المهرجانات الوطنية للفيلم التربوي، بكل من مدينة فاس، التي ستحتفل السنة المقبلة بالعدد المركب الأول، أي الدورة العاشرة، (باعتبار هذه المدينة سباقة ومدشنة لهذا الاهتمام بالفيلم التربوي)، ومدينة البيضاء التي ستقص شريطها السادس، بالإضافة إلى مدينة مكناس، التي قصت شريطها الأول مؤخرا، وملتقى الخميسات التربوي الذي ودع نسخته الثانية، في انتظار دورته الثالثة، ناهيك عن مهرجانات وملتقيات أخرى تهتم بشكل أو بآخر بثقافة الصورة، يكون المغرب التربوي، قد بدأ يعمق الأسئلة الكبرى الخاصة بالصورة، على الأقل من خلال، إثارة أسئلة هامة، داعية إلى الالتفات لثقافة الصورة. وللتذكير فان ملتقى خريبكة الأول للفيلم التربوي، عرف عرض العديد من الأفلام التربوية، ممثلة للعديد من الأكاديميات المغربية في سياق خارج عن مسابقة رسمية، كما تم تقديم فيلم وثائقي افتتاحي حول مدينة خريبكة للاستاذة فكاك والاستاذ اكويس، كما كان الحضور المتميز، مع موعد لندوة علمية فكرية، لامست العديد من القضايا المتعلقة بالصورة، داخل المدرسة المغربية، في كل أبعادها التربوية والتنشيطية والاستيتيقية، بمشاركة السادة الاساتذة، حمادي كيروم وعبد اللطيف الركاني والحبيب ناصري. إن توسع دائرة الاهتمام بثقافة الصورة، يوحي بمدى تعطش جميع عشاق الصورة، إلى إدماج ثقافة الصورة في المنظومة التربوية المغربية، ليس من موقع جعلها أداة تنشيطية موازية فحسب، بل من موقع جعلها مادة دراسية مستقلة بذاتها، أو جعلها شعبة مستقلة بموادها وأطرها ومناهجها وامتداداتها الجامعية والمهنية. انه الحلم الذي يراود العديد من المهتمين بآفاق الفعل التربوي المغربي، في ظل البحث، عن معان جديدة لمدرسة مغربية تعيش العديد من المقاربات والاكراهات والأحلام.