حدثان متميزان عرفتهما مدينة سبع عيون مند عدة أسابيع يبدو أنهما مرتبطان أشد الارتباط فيما بينهما، فقد تم تعليق الأشغال بالسوق الأسبوعي الجديد الذي شرع في بنائه مند أزيد من ثلاث سنوات دون أن تعرف الأشغال نهايتها الطبيعية، كما تم إغلاق مجزرة السوق الأسبوعي التي تباشر فيها مختلف عمليات الذبيحة على طول أيام الأسبوع تقريبا، وهو ما أثار علامات استفهام حول توقيت العمليتين ومدى ارتباطهما ببعضهما. لكن سرعان ما تتبدد خيوط الغموض التي تلف الموضوع بمجرد قراءة سريعة في تفاصيل القضية، فعملية كراء السوق الأسبوعي توقفت مند ما يقارب السنة وشرع المجلس البلدي في استخلاص واجبات السوق بشكل مباشر، وهو أمر تحبذه جماعة من المنتفعين من أرزاق السوق، ويكفي المقارنة بين ما يجنيه المكتري وبين ما تستخلصه البلدية ليظهر الفارق الشاسع بين المبلغين، وهو ما يدفع المستفيدين من الأمر إلى الضغط من أجل استمرار الوضع على ما يوجد عليه وعدم كراء السوق، رغم أن عملية الكراء نفسها تعرف عدة تجاوزات. ولعل قرار عامل الإقليم القاضي بتوقيف الأشغال بالسوق الجديد دون ذكر أسباب دلك، يصب في مصلحة الجهة المذكورة، والتي تتحجج بكون عملية كراء السوق لا يمكن أن تتم في ظل اقتراب إتمام بناء السوق الجديد، بينما تدفع في اتجاه تأخير عملية إتمامه لتستمر في الاستفادة من عملية الاستخلاص المباشر. وبينما اشتد غضب سكان مدينة سبع عيون من جراء التأخر في بناء السوق الأسبوعي الجديد، ازداد غضبهم بسبب الوضعية الكارثية للمجزرة، التي لا تتوفر على مجاري لتصريف الواد الحار وتسبب مخلفاتها أضرارا كبيرة بالبيئة وبالسكان المجاورين، وعلى وجه الخصوص تلاميذ إعدادية ابن سينا المجاورة، كما تعالت أصوات جريدة بيان اليوم في أكثر من مناسبة لرفع الضرر عن المواطنين قبل أن يتوصل عامل إقليم الحاجب بقرص مدمج من جمعية «المدينة للتنمية المستدامة» فقام بزيارة للمدينة أعقبها قرار الإغلاق لكون المجزرة لا تتوفر على الشروط الصحية إضافة إلى الأسباب السابقة. لتتحول عملية الذبح إلى المركز الفلاحي بالمدينة لتصبح عملية نقل اللحوم أقل احتراما لشروط السلامة من قبل. وإذا كان المجلس البلدي لمدينة سبع عيون قد عجز طيلة عدة سنوات عن حل مشكل بسيط لمجزرة السوق الأسبوعي، فإنه نجح لحد الآن في إطالة أمد بناء السوق الجديد، ونجح في إضاعة فرص استفادة المدينة من مبالغ مالية مهمة مقابل كراء السوق، ونجح في تأجيل استفادة السكان من سوق جديد يقع على الطريق الوطنية الرابطة بين فاس ومكناس، ونجح أيضا في تأخير استفادة المدينة من موقع السوق القديم بإنجاز مشاريع استثمارية مكانه تعود بالنفع على المدينة ككل. وإذا كان مجلس بلدية سبع عيون يحقق النجاحات في اتجاه تبذير أموال المدينة وتضييع فرص التنمية على سكانها، فبئس النجاح وبئس صانعوه.