حركية غير مسبوقة ودينامية استثنائية وجحافل من النساء والرجال والأطفال حجوا من كل حدب وصوب ومن كل المداشر والدواوير والقرى المجاورة إلى مقر تعاونية " تكمات أزيار" النسائية والفلاحية الأكثر نشاطا وحيوية بالإقليم الذي يقع على بعد 100 كيلومتر شمال أكادير، والمناسبة، تنظيم قافلة طبية مجانية متعددة التخصصات من طرف التعاونية المستقبلة بتعاون وتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة بأكادير إداوتنان وبمشاركة جمعية "الأمل" تغانمين. مبادرة إنسانية واجتماعية وصحية بامتياز، استحسنها الجميع واعتبرها كل المتتبعين للشأن المحلي بالمنطقة، التفاتة وعمل خيري غير مسبوقين بالنظر لحجم وكثافة المشاركة ولقيمة الأدوية الممنوحة وكذا الأغطية والملابس الموزعة على الساكنة وجودة الخدمات المقدمة ولعدد المستفيدات والمستفيدين الذين تجاوز 700 مستفيدة ومستفيد حسب تسجيلات المنظمين. وقد استهدفت الجهة المنظمة لهذه القافلة الطبية التي شارك فيها واحد وعشرون طبيبة وطبيبا، موزعين على مجموعة من التخصصات من بينها الطب النفسي والطب العام وجراحة الأطفال والجراحة العامة وطب الكلي والعظام والمفاصل والأسنان وأمراض القلب والشرايين وطب النساء والتوليد. كما ساهم في تخفيف آلام وأوجاع المرضى خمسة وثلاثون ممرضة وممرضا وأطر شبه طبية وصيادلة وناشطات وناشطون جمعويون ومتطوعات ومتطوعون. وعن فكرة تنظيم هذه المبادرة الخيرية، صرح محمد بوخنفر، الرئيس العام للمجموعة التعاونية والعضو في المجلس القروي لأزيار والعنصر النشيط في العمل الجمعوي الجاد والهادف بالمنطقة ل"بيان اليوم" بأن هذه القافلة جاءت في وقت مناسب جدا، أي في فصل الشتاء، حيث البرد القارس وقساوة الطبيعة هما السائدان في أعالي ومرتفعات إداوتنان، من أجل التخفيف من آلام المرضى وتقديم كل المساعدات الممكنة للتخلص من معاناتهم حتى يتمكنوا من مجابهة قساوة المناخ في هذه الفترة في أحسن الظروف، منوها بالمجهودات الكبيرة التي قام بها كل أعضاء التعاونية والجمعية وكل المساهمين في تنظيم هذا العرس الطبي والاجتماعي الإنساني بامتياز، والذي عرف نجاحا باهرا ولقي تجاوبا كبيرا من طرف الجميع، مشيدا بالأهمية القصوى التي أولاها كل المتدخلين والمساهمين في إنجاح هذه الخطوة النبيلة واعدا أهالي جماعة أزيار بالمزيد من المبادرات ذات البعد الإنساني والخيري والاجتماعي، في انتظار استفاقة المسؤولين على تدبير الشأنين المحلي والإقليمي الذين غضوا الطرف على تأهيل وتنمية المنطقة الآهلة بالسكان، والدليل، يضيف المستشار الجماعي ، هو غياب أو تغييب تام لمبدإ العدالة الاجتماعية مادامت نفس الجهات تغدق بإكراميات حاتمية لمناطق مشابهة وأقل كثافة وهشاشة . أما يامنة أكموض، مديرة تعاونية "تكمات أزيار" المنظمة للحدث، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة بأكادير إداوتنان وجمعية "الأمل" تيغانمين، فقد ثمنت عاليا "الإنزال الطبي" الإيجابي والخيري بالمنطقة، لإدخال الفرحة والطمأنينة إلى قلوب تلك الجحافل البشرية التي تئن في صمت تحت وطأة المرض والفقر والعوز وفي غياب أية رعاية طبية وأمام إكراه قصر ذات اليد، مؤكدة على إصرارها الكبير على الاستمرار على نفس النهج لمساعدة هؤلاء المستضعفين والمقهورين والذين يعانون الإقصاء والتهميش والإهمال من طرف أهل الحل والعقد شاكرا في ختام كلمتها بالمناسبة كل الساهرين والمساهمين في إنجاح هذا العرس الاجتماعي والطبي بامتياز. وقد أسفرت الفحوصات الطبية المنجزة خلال هذه القافلة على 35 حالة مستعصية ستتكفل التعاونية بنقلهم إلى المركزين الاستشفائيين بأكادير وإنزكان بتوجيه من الدكتورين عزيز مخلوف المندوب الإقليمي للصحة بأكادير إداوتنان وعبد العزيز الريماني مدير المستشفى الإقليمي بإنزكان من أجل تعميق الفحوصات الضرورية وإجراء العمليات اللازمة، مما سيكون له الأثر الإيجابي، لامحالة، على نفسية المرضى وعلى ذويهم. جدير ذكره، أن تعاونية "تكمات أزيار" النسائية، تعتبر من المؤسسات التعاونية المتخصصة في إنتاج وتصدير المواد الغذائية والتجميلية ذات الاستخلاص الطبيعي لمنطقة إداوتنان المعروفة بإنتاج العسل وزيت الاركان واللوز ومشتقات هذه المنتوجات، وتقوم بتشغيل العشرات من اليد العاملة، غالبيتها من النساء القرويات المتخصصات مقابل تعويض مادي شهري قار يجابهن به متطلبات الحياة اليومية الكثيرة.