إجراء فحوصات طبية وتوزيع أدوية على فئات معوزة في حاجة للتطبيب حركية غير مسبوقة عاشها دوار أكرسواك بجماعة تدرارت القروية (حوالي 120 كيلومتر شمال أكادير المركز)،يوم الأحد الماضي، روالمناسبة هي حلول قافلة طبية يفوق عدد أفراد طاقمها 25 فردا يتوزعون مابين الأطباء والممرضين، يترأسهم الدكتوران محمد بوتباوشت مدير المستشفى الإقليمي بإنزكان والدكتور إدريس بوحا حي طبيب المستعجلات بنفس المؤسسة. هذه المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة والتي احتضنتها المدرسة المركزية لمجموعة مدارس حليمة السعدية التابعة لنيابة أكادير إداوتنان والتي استفاد من خدماتها الطبية المئات من ساكنة الدواوير التابعة للجماعات القروية لتدرارت وتقي وأزيار،كانت وراءها جمعية «يدي في يديك» التي تترأسها زهرة المنشودي، والتي تكون بهذه الالتفاتة الإنسانية قد أوفت بوعد من وعودها التي قطعتها مع ساكنة المنطقة خلال زيارتها السابقة في شهر مارس الماضي، لما قامت الجمعية بعمل خيري لا يقل أهمية عن هذا الفعل الإنساني، حيث تم خلاله توزيع كمية كبيرة من الملابس والأحذية على سكان المنطقة من مختلف الأعمار ومن الجنسين ومجموعة من الأدوات واللعب المدرسية على تلامذة المؤسسات التعليمية ،وعلى هامش عملية التوزيع ومن خلال دردشات ولقاءات جانبية مع الحاضرين، وكانت إحصائيات تم القيام بها بموازاة مع نشاط تضامني، قد كشفت أن الساكنة في حاجة ماسة إلى تدخلات وفحوصات طبية مكثفة ومتنوعة بالنظر إلى طبيعة واختلاف الأمراض المتفشية في صفوف هؤلاء المعوزين،المغلوبين على أمرهم،وهذا ما تأتى لهم بالفعل من خلال هذه القافلة التي وقف من خلالها الأطباء المشاركين في هذا العمل التضامني، على كل الاختلالات الصحية التي تؤرق بال التنانيات والتنانيين، هؤلاء استفادوا أيضا من الأدوية الضرورية، كل حسب طبيعة ونوعية الحالة التي يعاني منها .وخلال مباشرة اصحاب البذلة البيضاء المتطوعين لعملهم الإنساني، هذا وقفوا على حالات مرضية مستعصية قارب عددها العشرين، وقد رتبت لهم في عين المكان، مواعيد في المستشفى الإقليمي بإنزكان من أجل تلقيهم فحوصات سريرية دقيقة وإجراء تحاليل والخضوع للتصوير بالأشعة أو بالرنين المغناطيسي للوقوف لتشخيص الدقيق لأمراضهم التظاهرة الخيرية هذه، حضرها إلى جانب النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان،رؤساء بعض المصالح بذات النيابة وكذا مجموعة من المسؤولين على الشأن المحلي بالمنطقة، بالإضافة إلى بعض المغاربة المقيمين بأوروبا وبالخليج العربي،تشجيعا منهم ومساندة لهم لمثل هذه المبادرات الخيرية المتميزة التي لقيت استحسانا كبيرا من قبل كل سكان المنطقة المنتشين بما قدم لهم من خدمات طبية أدخلت الفرحة والسرور إلى أنفسهم، بحيث نوهوا بالمجهودات المبذولة لإنجاح هذا العرس الخيري، وأشادوا بدور المساهمين في هذه الخطوة الإنسانية القيمة (الطاقم الإداري والتربوي لمجموعة مدارس حليمة السعدية ،أعضاء جمعية يدي في يديك، جمعية أكرسواك للتنمية والتعاون والطاقم الطبي الذي تكبد عناء التنقل قاطعا عشرات الكيلومترات بين مرتفعات جبال إداوتنان الملتوية المسالك). جدير ذكره، أن هذا النشاط يعتبر الرابع من هذا الحجم الذي يتم تنظيمه خلال الموسم التربوي الحالي في مركزية أكرسواك التابعة لمجموعة مدارس حليمة السعدية التي تعتبر في السنوات الأخيرة، بؤرة إشعاع حقيقي بمنطقة إداوتنان ومركز انفتاح على المحيط بامتياز تربويا واجتماعيا وتعبويا، هذه المركزية ستكون في بداية يوليوز المقبل مسرحا لقافلة طبية أخرى خاصة بعمليتي ختان أطفال هذه المنطقة والفحوصات الطبية الخاصة بأمراض العيون سيتكلف بهذه العملية الدكتور بوتباوشت، مدير المستشفى الإقليمي بإنزكان بتنسيق مع جمعية «يدي في يديك» المنظمة للنشاط الأخير.