أعلنت فرقة "روافد للمسرح" (من جهة الداخلة وادي الذهب) أنها ستمثل المغرب في الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 17 دجنبر الجاري.. وجاء في بلاغ للفرقة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن مشاركتها ستكون بتقديم عرض مسرحي بعنوان "حب وحرب" من إخراج الفنان المسرحي عزيز أبلاغ. وأضاف ذات البلاغ أن هذه المسرحية "تعتبر منتوجا فنيا إبداعيا يعرف بالتراث الثقافي الحساني كرافد من روافد التراث المغربي الأصيل، وكأول عمل مسرحي حساني يشارك بمهرجان دولي خارج المغرب". ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي تنظمه سنويا بمنطقة "الكهيف" إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة تحت رعاية حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يستضيف كل سنة عددا من الفرق المسرحية التي تشتغل على تيمة الصحراء، ولأول مرة سيعرف مشاركة المغرب بعرض مسرحي من خلال فرقة "روافد للمسرح" بجهة الداخلة وادي الذهب. وتشارك في هذه الدورة، إلى جانب الفرقة المغربية "روافد"، فرق مسرحية من الإمارات العربية، وموريتانيا، وسلطنة عُمان، بعروض مسرحية تستلهم موضوعاتها من البيئة الصحراوية، وتستند فنياً إلى عناصر مثل السرد والربابة والتشخيص وسواها من أشكال التعبير الفني التي طورّتها مجتمعات الصحراء العربية. كما يشارك في الدورة نخبة من المسرحيين العرب من مختلف الأجيال والتجارب، من بينهم الدكتور عبد الكريم برشيد الذي سيشارك في المسامرة الفكرية التي ستتمحور حول موضوع "مضامين المسرح الصحراوي وأساليبه: بين الكائن والممكن"، كما سيكون الناقد والكاتب المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي من ضيوف هذه الدورة. العرض المسرحي المغربي "حب وحرب" عمل درامي جديد من إبداع وإنجاز نخبة من الممثلين والفنانين الصحراويين، بقيادة الفنان خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، المخرج عزيز أبلاغ الذي أعد المسرحية دراماتورجيا عن فكرة للفنان أكريميش الغالي. وشارك في التشخيص كل من سيدي أحمد الشكاف، وتوفيق شرف الدين، والغالي اكريميش، وعبد الله ديدة، ومريم العلوي، ومحمد الأنصاري.. الموسيقى من أداء الفنانين عثمان سيدي الهيبة ومصطفى السيواكي؛ والسينوغرافيا من توقيع الفنانة لينة ابن المواز السليماني الحساني؛ ويقود تقنيات الصوت الفنان أحمد بنميمون. جدير بالذكر أن مشاركة فرقة "روافد للمسرح" من مدينة الداخلة تأتي بعد أسابيع قليلة من الخطاب الملكي السامي في الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، والذي ركز فيه جلالة الملك على ضرورة العناية بالموروث الثقافي الحساني باعتباره أحد روافد الهوية المغربية، مع التركيز على أهمية صيانة التراث الشفهي للأقاليم الجنوبية ودعم كل المبادرات الرامية إلى إحيائه والتعريف به وطنيا ودوليا. ****************************** هذا وتتواصل التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الدورة الثالثة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وتعقد اللجنة المنظمة للمهرجان سلسلة من الاجتماعات في موقع المهرجان، برئاسة أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة ومدير المهرجان وبحضور ومشاركة رؤساء اللجان التنظيمية والفنية، حيث تم التأكيد على اكتمال كافة الترتيبات التقنية الخاصة باستقبال عروض المهرجان وضيوفه وأنشطته المصاحبة. وتم تصميم مكان المهرجان في هيئة جمالية مستوحاة من جغرافيا البادية العربية، حتى يماثل بنائيا قرية صحراوية، وقد توزعت على جنباته مصادر الضوء والصوت، إضافة إلى المداخل والمخارج وكل المستلزمات التجهيزية الأخرى. ويستضيف المهرجان أكثر من 100 مشارك وضيف من كافة الدول العربية على مدار لياليه الأربع التي ستعرف، إلى جانب العروض المسرحية جملة من الأنشطة الفكرية والفنية مثل المسامرات النقدية والمسابقات المكرسة لإبراز الثقافة الصحراوية والاحتفاء برموزها واستعاراتها وأيقوناتها. وقال أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام ومدير المهرجان، إن "المهرجان يحظى بدعم حاكم الشارقة ويسترشد بتوجيهاته ورؤاه في تطوير الفن المسرحي، وذلك بالارتكاز على المرجعية الثقافية العربية واستعادة ما تكتنزه من أنماط حكائية وأدائية ثرية، وتسليط الضوء على ما تضمنه من قيم وتقاليد وأعراف النبل والأصالة، عبر الاشتغال المسرحي البنّاء والرشيد، ومن خلال الوسائل والأدوات المبتكرة، التي تعمق من وقع جمالياتها ودلالاتها وتحببها لجمهور اليوم وتضمن لها مكانها ومكانتها في فرجات عصرنا". وأبرز بورحيمة أن "فكرة المهرجان وجدت ترحيبا واسعا من قبل الفاعلين المسرحيين في كل مكان، وخاصة المتطلعين منهم إلى استكشاف إمكانيات وتحديات جديدة تثري الممارسة المسرحية المعاصرة"، مشيرا إلى أن الدورة الجديدة ستشهد حضور العديد من الأسماء المسرحية العربية، الراسخة والشابة من الإماراتيين والعرب. وأضاف أحمد بورحيمة "إن مداخلات المسامرة الفكرية تسعى إلى قراءة ما أُنجز من عروض فى الدورتين السابقتين، من الناحتين الفنية والدلالية، وتحاول أن تستشرف ما يمكن تقديمه من موضوعات، وما فى وسع صناع المسرح ابتكاره من أساليب تناسب هذا اللون المسرحى وتزيد من جاذبيته وتأثيره، فى المستقبل". مؤكدا أن هذا النشاط الفكرى "يأتي ليدون التاريخ الخاص بهذا المهرجان ويعمق مكانته ويزيده رسوخا وامتدادا وهو يستكمل الجهود النظرية التى رافقت التظاهرة منذ انطلاقتها". ويشارك فى هذه المسامرة التى ستعقد فى فضاء المهرجان كل من عبد الكريم برشيد (المغرب)، وعبيدو باشا (لبنان)، وناصر كرمانى (الكويت)، وأحمد خميس (مصر)، ونواف يونس (سوريا). وينظم المهرجان في يومه الأول "اللقاء التعريفي" الذي يجمع الفرق المشاركة ووسائل الإعلام، وفي كل ليلة من لياليه يحتفي المهرجان بالثقافة الصحراوية للبلدان المشاركة، في حين تحفل روزنامة الأنشطة المصاحبة بالعديد من البرامج ذات الطابع النظري، ومن أبرزها المسامرة الفكرية التي ستأتي بعنوان "مضامين المسرح الصحراوي وأساليبه: بين الكائن والممكن" بمشاركة نخبة من المسرحيين العرب. كما سيتم تنظيم ندوات تطبيقية تعقب تقديم العروض مساء كل يوم، إضافة إلى ملتقى تعريفى لمخرجى العروض المشاركة، فضلا عن معارض فلكورية يومية تعكس جانبا من ملامح الثقافة الصحراوية لدى البلدان المشاركة، كما يدشن المهرجان أول كتاب حول فكرته، تحت عنوان "المسرح والصحراء" ويتضمن مداخلات ورؤى حول تجربة المهرجان ومستقبله، إضافة إلى قراءات في بعض عروضه وفعالياته السابقة. ويحتفى مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوى، الذى يمزج بين الفنى والاجتماعى والفلكلورى، بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، وهو بمثابة دعوة لجميع المسرحيين العرب لاستكشاف واستلهام هذا الفضاء الثقافى والاجتماعى، واختباره كتابةَ وتوليفا وارتجالاً وأداء تمثيليا وإخراجيا.