دعا الحسن وتارا الذي يعترف به المجتمع الدولي رئيسا منتخبا لساحل العاج أول أمس الخميس إلى عملية كوماندوس تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للإطاحة بخصمه لوران غباغبو الذي قال عنه أيضا إن «يديه ملوثة بالدماء», فيما تزداد حدة التوتر في البلاد مع أعمال عنف قبلية في الغرب. وقال وتارا في مؤتمر صحافي في مقره العام في فندق «غالف اوتيل» في ابيدجان الخاضع لحصار القوات الموالية للنظام «إذا بقي على عناده, سيكون على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن تتخذ الإجراءات الضرورية التي تتضمن القوة الشرعية». وأضاف وتارا «إن القوة الشرعية لا تعني قوة ضد أبناء ساحل العاج. إنها قوة للإطاحة بلوران غباغبو وقد سبق أن حدث ذلك في أماكن أخرى في إفريقيا وفي أميركا اللاتينية».وتوقع وتارا أيضا أن «يرحل لوران غباغبو قبل نهاية شهر يناير. لدي سلسلة إجراءات ستؤدي إلى سقوطه مثل الثمرة, ليس مثل الثمرة الناضجة, وإنما مثل الثمرة الفاسدة», من دون توضيحات أخرى. وبعد وساطة جديدة غير مثمرة الثلاثاء, هددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا غباغبو مجددا بشن عملية عسكرية قيد الإعداد للإطاحة به إذا رفض التخلي عن السلطة لخصمه في انتخابات 82 نوفمبر. كما اتهم وتارا منافسه غباغبو بان «يديه ملوثة بالدماء». وقال وتارا بلهجة اعنف من المعتاد في حديث لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية اجري معه يوم الأربعاء ان «يدي لوران غباغبو ملوثة بالدماء». واكد ان «مرتزقة وميليشيات غباغبو» ارتكبوا جرائم «اغتصاب واغتيال», مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية سترسل «خلال أيام» بعثة تحقيق إلى ساحل العاج. وكانت حكومة غباغبو التي وجهت إليها الأممالمتحدة أصابع الاتهام أكثر من مرة, أشارت إلى سقوط 35 قتيلا منذ الانتخابات الرئاسية بينهم 14 من قوات الدفاع والأمن التابعة لها. وقال سايمون مونزو رئيس قسم حقوق الإنسان في عملية الأممالمتحدة في ساحل العاج أن عدد الضحايا ارتفع إلى 210 قتلى منذ منتصف ديسمبر الماضي مع مقتل 31 شخصا الأسبوع الماضي. لكنه أوضح أن هذه الحصيلة تشمل 41 قتيلا سقطوا في بداية الأسبوع في أعمال عنف تندرج في إطار عداوات قبلية قديمة في البلاد وليس في إطار الصراع بين غباغبو ووتارا. ومنذ مطلع الأسبوع الحالي, تشهد مدينة دويكويه التي تبعد نحو 500 كلم عن ابيدجان غربا «أعمال عنف قبلية اثر مقتل امرأة في هجوم مسلح» أسفرت عن مقتل 41 شخصا من قبيلتي غيريه ومالينكه. وأضاف «ما حدث في دويكويه يعكس التوتر والعنف القبلي» السائد في هذه المنطقة التي تقطنها قبائل مختلفة وأجانب. وقال الأب سيبريان اهوريه في اتصال هاتفي من ابيدجان ان «نحو 15 ألف شخص» لجؤوا إلى البعثة الكاثوليكية في المدينة خوفا من أعمال العنف متحدثين عن «احراق منازل وأعمال سلب ونهب». وقال الطبيب موازي تيكي في مستشفى دويكويه إن هناك «41 جريحا أصيبوا بالرصاص أو الأسلحة البيضاء», مشيرا إلى ان «الهدوء عاد الى المدينة الا ان التوتر لا يزال مخيما». وتزيد أعمال العنف هذه الوضع تفاقما في حين لا توجد اي بوادر عن انفراج قريب للازمة. إلا ان وتارا قال «إنني على ثقة بأننا سنتسلم قريبا السلطة كاملة», متوقعا ان يحدث ذلك «خلال يناير» ومؤكدا أن «الوقد قد حان لرحيل غباغبو». إلا أن الرئيس المنتهية ولايته لا يزال متمركزا في القصر الرئاسي كما انه يسيطر على الجيش وعلى الإدارة. ومع استعداده للتباحث من أجل إيجاد «مخرج سلمي» لا يبدو غباغبو مستعدا لرفع الحصار عن «غالف اوتيل» طالما أن عناصر حركة التمرد السابقة «القوات الجديدة» التي تحميه لم تنسحب من المكان كما حذر وزير خارجيته السيد جيدجيه. واستبعد هذا الوزير المقرب من غباغبو أي عرض ب»العفو» مقابل الرحيل كما طرح مبعوث الاتحاد الإفريقي رايلا اودينغا رئيس الوزراء الكيني, رافضا فكرة اللجوء إلى الولاياتالمتحدة. وكان مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو حذر في 16 ديسمبر الماضي بملاحقة أي شخص كان تثبت مسؤوليته عن أعمال العنف في ساحل العاج.