وعد لوران غباغبو الجمعة «بعدم الإذعان» لضغوط الأسرة الدولية أو لمنافسه الحسن وتارا الذي أمهله حتى منتصف الليل للتخلي عن رئاسة ساحل العاج. وقبل ساعات من بدء العام الجديد, قال غباغبو في خطاب ضمنه تهانيه للأمة «لن نذعن للضغوط», منددا «بالمحاولة الانقلابية التي تجري تحت راية المجتمع الدولي». إلا أنه مد يده للحسن وتارا الذي اعترفت به الأممالمتحدة ودول عدة خصوصا افريقية, رئيسا. وقال «ولى زمن الحرب, اليوم هو زمن الحوار». وأعلن غباغبو عن إنشاء «لجنة مكلفة بوضع حصيلة أعمال العنف التي تلت الانتخابات». وأوضح أن «هذه اللجنة ستضع تقريرا مفصلا قدر الإمكان حول انتهاكات حقوق الإنسان على كل الأراضي الوطنية قبل وخلال وبعد الاقتراع». وتقول الأممالمتحدة إن أعمال العنف أسفرت عن سقوط 197 قتيلا منذ ديسمبر واستهدف خصوصا المؤيدين لوتارا. أما معسكر غباغبو فيؤكد أن عدد القتلى هو 35 منذ نهاية نوفمبر بينهم 41 من أفراد قوات الأمن الموالية له. وكان وتارا أمهل غباغبو حتى منتصف ليل الجمعة السبت (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) للتخلي عن السلطة مقابل «ضمانات» بعدم المساس به. واستبعد غيوم سورو زعيم حركة التمرد السابقة القوات الجديدة ورئيس حكومة وتارا احتمال انسحاب غباغبو بهدوء, مؤكدا انه «مقتنع بان القوة وحدها» يمكن أن تبعده. وأضاف سورو الذي كان يتحدث في الفندق الكبير الذي تحول مقرا لوتارا «نجحنا في فرض قبول حكم صناديق الاقتراع في بلدنا أي في إحلال الديمقراطية», محذرا من أن «الفشل في إحلال الديمقراطية في ساحل العاج يمكن أن يتحول حكما على إفريقيا بأكملها». ويفترض أن يعود وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يومه الاثنين إلى أبيدجان. ويضم هذا الوفد رؤساء البنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما والرأس الأخضر بيدرو بيريس. وحذرت سيراليون من أن اللقاء المقبل مع غباغبو سيكون «الأخير». وكانت مجموعة غرب إفريقيا هددت غباغبو باستخدام القوة ضده في حال رفض التخلي عن السلطة وبدأت الاستعداد لتدخل عسكري محتمل «كخيار أخير» للإطاحة به. ومع أن الغلبة تبقى للحوار, أعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري الكولونيل محمد يريماه أن القادة العسكريين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «التقوا الثلاثاء والأربعاء لبدء الإعداد للعملية». وتابع «إذا فشلت جميع وسائل الإقناع السياسية» فان المجموعة «ستنتزع بالقوة السلطة من لوران غباغبو وتمنحها للحسن وتارا». إلا انه أكد أن ذلك سيكون «الخيار الأخير». لكن لا يبدو أن أيا من الخصمين سيتراجع. فغباغبو يكرر بانتظام دعوته إلى الحوار لكنه يعتبر انه الرئيس الوحيد بموجب إعلان للمجلس الدستوري بينما يريد وتارا الفائز بحسب اللجنة الانتخابية أن يتحرك الوسطاء «بسرعة» ليتولى الرئاسة. وفي المدى القريب تبقى مخاطر المواجهة مرتفعة جدا إذ لا يزال الوضع الميداني شديد التوتر بعد أعمال العنف التي استمرت أسبوعين وبالرغم من التراجع الكبير في عدد التصفيات في الأيام الأخيرة. وأعلن شارل بليه غوديه وزير العمل والشباب واحد أكثر القادة الموالين لغباغبو نفوذا, أمام الآلاف من أنصاره الخميس انهم سينطلقون ابتداء من السبت الأول من يناير من اجل «تحرير» فندق غولف الذي يقيم فيه وتارا مع أنصاره. ويتمركز حوالي 800 عنصر من قوة الأممالمتحدة في ساحل العاج حول الفندق. لكن القوى المناصرة لغباغبو قطعت كل الطرق المؤدية إلى الفندق. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي أنصار غباغبو من مهاجمة الفندق مؤكدا أن «الهجوم على فندق غولف يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف على نطاق واسع قد تعيد البلاد إلى الحرب الأهلية». وذكر بان بأن بعثة الأممالمتحدة للسلام في البلاد مفوضة باستخدام «جميع الوسائل اللازمة لحماية موظفيها وموظفي الدولة والمدنيين الآخرين في الفندق». من جانبه قرر الاتحاد الأوروبي الجمعة فرض عقوبات على 95 شخصا من المقربين من غباغبو, أصبحوا ممنوعين من الحصول على تأشيرات دخول لدول الاتحاد الأوروبي. وكانت سلسلة أولى من العقوبات دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي تستهدف غباغبو و81 شخصا آخر. من جانبها شددت الولاياتالمتحدة على أن «الوقت حان لرحيل غباغبو الذي نأمل أن يختار انتقالا سلميا».