قررت رئاسة المؤتمر الوطني الثالث للفيدرالية الديمقراطية المقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تأجيل أشغال الدورة التي كان من المقرر أن تعقد أول أمس الاثنين لانتخاب الكاتب العام للمركزية النقابية وأعضاء المكتب المركزي، إلى الثاني من شهر يناير القادم. وكانت رئاسة المؤتمر قد استدعت أعضاء المجلس الوطني المنتخبين في المؤتمر الوطني الثالث، والبالغ عددهم 217 عضوا، إلى عقد دورة أول أمس الأحد بالمقر المركزي للنقابة بالدار البيضاء، بيد أن «صعوبات بالغة حالت دون إنجاح الدورة حيث تعثرت الأشغال في بدايتها بعد نقاشات ومقترحات متباينة تعذر التوفيق بينها.وبالتالي لم تجد رئاسة المؤتمر بدا من إعلان التأجيل، مانحة فسحة زمنية للفدراليين من أجل إعادة ترتيب الأوراق. ويرى أعضاء بالفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن تأجيل أشغال الدورة لأسبوع فقط «غير كاف لتحقيق التقارب المنشود». إلا أن عبد المجيد بوبكري، رئيس المؤتمر، استبعد هذا التحليل وقال في تصريح لبيان اليوم، «إن الأيام المقبلة ستخصص لإعادة النظر بشكل شامل، في كل القضايا الخلافية من أجل تعبيد الطريق أمام استكمال أجهزة المركزية النقابية التي اتفق عليها في المؤتمر الثالث سيما أن نجاح هذا المؤتمر تمثل في انتخاب أعضاء المجلس الوطني، وفق ما صودق عليه لتمثيلية القطاعات و الحساسيات السياسية المشتغلة داخل النقابة كحزب التقدم و الاشتراكية وحزب اليسار الأخضر وحزب اليسار الاشتراكي الموحد، في حين تم إلحاق حساسيات أخرى بتوصية من المجلس الوطني. وبحسب بوبكري، فإن الأسباب الرئيسية لتأجيل أشغال دروة المجلس الوطني تتلخص في» تعذر إيجاد طريقة متوافق عليها لانتخاب الجهاز التنفيذي للنقابة، وهو ما دفع برئاسة المؤتمر إلى البحث عن مخرج التوافق الذي لم يكن بدوره ممكنا. وبعد شد وجذب، قررنا تأجيل الدورة لمنح مهلة زمنية لأنفسنا نعيد فيها النظر في كل شيء، وسنلجأ، في حال بروز إشكاليات جديدة، إلى صناديق الاقتراع كأسلوب ديمقراطي». وأفاد قيادي بالنقابة ذاتها، أن عبد الحميد فاتيحي، رئيس الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين، الذي سبق أن خلق «المفاجأة» داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل عندما قدم ترشحه للتنافس على رئاسة المركزية النقابية ضد الكاتب العام السابق عبد الرحمان العزوزي، الذي كان فيما يبدو، مرشحا وحيدا لهذا المنصب، سحب أول أمس، ترشيحه في ظل الأجواء غير المناسبة التي شهدتها الدورة المؤجلة للمجلس الوطني، سيما أن قيادات أخرى تحدثت عن إمكانية إعلانها عن عزمها في الترشح للتنافس على الكتابة العامة للفيدرالية الديمقراطية للشغل. كما أوضح مصدرنا أن هناك أطرافا من خارج النقابة، «تحاول أن تفرض اسم فاتيحي كزعيم للمركزية النقابية، فيما فضلت أطراف أخرى أن يستمر عبد الرحمان العزوزي لولاية ثانية وأخيرة على رأس الفيدرالية الديمقراطية». لكن رئيس المؤتمر، بوبكري، لم يؤكد هذه المزاعم، واكتفى بالقول بأن اسم فاتيحي ما يزال مدرجا على قائمة المتسابقين نحو الكتابة العامة للفيدرالية إلى جانب العزوزي، في انتظار أن يحسم المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل، يوم الأحد المقبل، في اسم الكاتب العام الجديد للمركزية النقابية، وانتخاب أعضاء المكتب المركزي الجديد. ويشار إلى أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي تأسست في أبريل من عام 2003 بعدما انسحبت قطاعات واسعة من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عقدت مؤتمرها الوطني الثالث نهاية شهر نونبر الماضي. وتعذر عليها، خلال أيام المؤتمر، استكمال انتخاب باقي مؤسسات المركزية من مكتب مركزي وكاتب عام جديد.