خلق محمد فاتيحي، رئيس الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين، المفاجأة داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل عندما قدم ترشحه للتنافس على رئاسة المركزية النقابية ضد الكاتب العام السابق عبد الرحمان العزوزي، الذي كان المرشح الوحيد لهذا المنصب. ولا تستبعد مصادر نقابية مطلعة أن تحدث مفاجآت أخرى بإعلان قيادات أخرى من المركزية النقابية عن رغبتها في تقلد منصب الكاتب العام. ومن المنتظر أن يحسم المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل نهاية الأسبوع المقبل في اسم الكاتب العام الجديد للمركزية النقابية وانتخاب أعضاء المكتب المركزي الجديد. وكانت الفيدرالية قد عقدت مؤتمرها الوطني الثالث نهاية شهر نونبر الماضي ببوزنيقة تحت شعار «وحدة وديمقراطية العمل النقابي دعامة لتعميم الحماية الاجتماعية والحقوق النقابية»، وتعذر عليها استكمال انتخاب باقي مؤسسات المركزية من مكتب مركزي وكاتب عام جديد. واستدعت رئاسة المؤتمر الوطني أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي المنتخبين خلال ذلك المؤتمر إلى الاجتماع يوم الأحد 26 دجنبر على الساعة الثالثة بعد الزوال بالمقر المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة الدارالبيضاء. ولا يعرف ما إذا كانت المركزية النقابية ستعمد إلى انتخاب أعضاء المكتب المركزي من قبل المجلس الوطني الفيدرالي الديمقراطي، ثم يتم فيما بعد اختيار كاتب عام من بين أعضاء المكتب المركزي، أم سيتم اعتماد منهجية ديمقراطية بانتخاب كاتب عام جديد بشكل مباشر من قبل أعضاء المجلس الوطني. وقالت مصادر مطلعة لجريدة «المساء» إن هناك أطرافا داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحاول أن تفرض اسم محمد فاتيحي لترؤس المركزية النقابية، فيما تفضل أطراف أخرى أن يستمر عبد الرحمان العزوزي لولاية ثانية وأخيرة على رأس الفيدرالية الديمقراطية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن محمد فاتيحي أظهر خلال ترؤسه الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين أو خلال تدخلاته أنه يمتلك القدرات والمؤهلات للظفر بهذا المنصب، لكنها أشارت في نفس الوقت إلى أن عبد الرحمان العزوزي يمتاز هو الآخر بخصال حسن الاستماع إلى الآخرين وبديمقراطيته ولا يسعى أبدا إلى فرض آرائه على الآخر. يشار إلى أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تأسست في أبريل من عام 2003 بعدما انسحبت قطاعات واسعة من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل التي يرأسها نوبير الأموي، بسبب الاختلاف حول طريقة تدبير وتسيير شؤون المركزية النقابية.