عبر عدد من القياديين داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل عن استيائهم مما اعتبروه «تدخل الإعلام العمومي» من خلال القناة التلفزية الأولى في الصراع الجاري داخل هذه المركزية النقابية من أجل الفوز برئاسة الفيدرالية. وأوضحت مصادر نقابية فيدرالية أن أعضاء الفيدرالية الديمقراطية للشغل رأت في استدعاء برنامج «حوار»، الذي ينشطه الصحفي مصطفى العلوي، لرئيس الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين محمد فاتيحي، لإجراء حوار معه، بالرغم من أنه مرشح لرئاسة المركزية النقابية، «تدخلا مفضوحا في الشؤون الداخلية للنقابة». وأضافت المصادر ذاتها أنه كان بالإمكان أن يتم استدعاء رئيس المؤتمر الوطني الثالث للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عبد العزيز الرغيوي، باعتباره الناطق الرسمي للمؤتمر إلى غاية انتخاب مكتب مركزي وكاتب عام جديد للمركزية النقابية، مشيرا إلى أن محمد فاتيحي لم يستشر أعضاء الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين أو رئيس المؤتمر عبد الرغيوي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه كان حريا ببرنامج «حوار» أن يستدعي على سبيل المثال الميلودي المخارق الذي انتخبه المؤتمر الأخير للاتحاد المغربي للشغل رئيسا له عوض أن يستدعي شخصا مرشحا لرئاسة لمنظمة نقابية لم يستكمل بعد انتخاب أجهزتها القيادية. ومن جهته، وصف عزوز بابا حميدة، عضو المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال مع «المساء»، تخصيص برنامج «حوار» لمحاورة محمد فاتيحي بأنه «مؤامرة كبيرة»، وبأن هناك «مخططا للهروب بالفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى جهة معينة». كما أشار إلى «وجود أياد خفية» تعمل في هذا الاتجاه، لكنه لم يرغب في الكشف عنها باستثناء إعلانه عن تدخل أحد أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يشغل حاليا منصب وزير في الشؤون الداخلية للمركزية النقابية من خلال «تسهيل مرور محمد فاتيحي في برنامج حوار» في هذا التوقيت بالذات. وإذا كان عزوز بابا حميدة قد أشار إلى الدور الذي قام به العضو القيادي بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فقد أكد بالمقابل أن الاتحاد الاشتراكي «التزم الحياد رغبة منه في الحفاظ على استقلالية النقابة وعدم التدخل في شؤونها، على الرغم من أن أعضاء اتحاديين داخل المجلس الوطني الفيدرالية طالبوا الحزب بالتدخل لحل هذا الخلاف، إلا أنه فضل النأي بنفسه عن التدخل في شؤونها». وأشار عزوز إلى أنه «إذا لم يحسم الخلاف، فإن الفيدرالية الديمقراطية للشغل ستتجه نحو الباب المسدود»، مضيفا أن «قطاعات كثيرة داخل الفيدرالية ترغب في أن يتولى عبد الرحمان العزوزي رئاسة النقابة لولاية ثانية وأخيرة». يشار إلى أنه من المنتظر أن يحسم المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل نهاية الأسبوع الجاري في اسم الكاتب العام الجديد للمركزية النقابية وانتخاب أعضاء المكتب المركزي الجديد. وكانت الفيدرالية قد عقدت مؤتمرها الوطني الثالث نهاية شهر نونبر الماضي ببوزنيقة تحت شعار «وحدة وديمقراطية العمل النقابي دعامة لتعميم الحماية الاجتماعية والحقوق النقابية»، وتعذر عليها استكمال انتخاب باقي مؤسسات المركزية من مكتب مركزي وكاتب عام جديد.