استعد مسيحيو الشرق الأوسط الجمعة الماضية للاحتفال بعيد الميلاد حيث يحيي البعض هذه المناسبة وسط مخاوف من أن تستهدفهم اعتداءات كما هي الحال في العراق والبعض الآخر في تكتم تام كما هي الحال في السعودية. ففي العراق أرجئت قداديس الميلاد الجمعة إلى صباح السبت الموالي لدواع أمنية اثر تهديدات وجهها تنظيم القاعدة لمسيحيي البلاد. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حيث شيدت جدران للحماية ونشر عدد إضافي من الجنود والشرطيين في محيط الكنائس لتجنب تكرار مجزرة 31 أكتوبر عندما اقتحمت فرقة كوماندوس من القاعدة كنيسة سيدة النجاة خلال القداس وقتلت 44 مصليا وكاهنين. وقال أسقف كركوك (شمال) المونسنيور لويس ساكو «إننا نعيش اليوم في العراق تجربة مؤلمة كان أوجها مجزرة كاتدرائية سيدة النجاة التي روعت المسيحيين والمسلمين على حد سواء، لكن علينا المثابرة». وقرر مجلس كنائس العراق الذي يجمع الطوائف المسيحية كافة أن يتم الاكتفاء بالميلاد «لأسباب أهمها الحذر والحزن، باحتفال روحي». وستجري قداديس الميلاد كالمعتاد فحسب في كردستان العراق (شمال) حيث تندر الهجمات. ففي أربيل وزعت رئاسة كردستان هدايا على أطفال العائلات التي فرت من أنحاء العراق الأخرى. ومن أصل 800 ألف إلى مليون مسيحي كانوا في العراق قبل الاجتياح الأميركي عام 2003 لم يبق إلا النصف بحسب الأممالمتحدة، وما زالوا يهاجرون. أما في السعودية حيث تمنع ممارسة شعائر أي ديانة غير الإسلام فيتم الاحتفال بالميلاد بتكتم كبير. ويمكن للمسيحيين التزود بديك رومي في بعض المتاجر الكبرى في الرياض، التي اجتاحتها الجمعة حشود من الجالية الفيليبينية واغلبها من المسيحيين ويفوق حجمها المليون نسمة في المملكة. وأوضح فالنتان الموظف الفيليبيني «وضعت قناديل الميلاد في شقتي وصنعت شجرة ميلاد(...) لأنه لا يمكن شراؤها في السعودية». وجرت بعض المراسم الدينية ولكن بتكتم شديد. فشركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة التي تشغل الآلاف من غير المسلمين سمحت بإقامة قداديس في مواقع تخضع لمراقبة أمنية مشددة. لكن بالنسبة إلى أغلبية المسيحيين فسيكون يوم الميلاد كأي يوم آخر حيث يبدأ الأسبوع يوم السبت في المملكة. وفي دول الخليج الأخرى اكتظت المراكز التجارية الكبرى مؤخرا بزبائن بحثوا عن أدوات الزينة وهدايا الميلاد. في القدس ترأس بطريرك القدس لطائفة اللاتين المونسيور فؤاد طوال قداس منتصف الليل في بيت لحم بالضفة الغربية. وقررت إسرائيل منح تصاريح خاصة للفلسطينيين المسيحيين من الأراضي المحتلة وقطاع غزة للتوجه إلى بيت لحم أو زيارة عائلاتهم المقيمة في مناطق لا يمكنهم الوصول إليها في العادة. وفي لبنان الذي يشكل احد الدول النادرة في المنطقة التي يتمتع فيها المسيحيون بالحرية الكاملة لممارسة شعائرهم، تشمل الاحتفالات بعيد الميلاد جميع الطوائف، حيث يضع العديد من العائلات المسلمة شجرة ميلاد في صالونات منازلهم. وفي سوريا تحولت الجادات التجارية الرئيسية في العاصمة دمشق إلى واجهة ضخمة لمعروضات الميلاد من الألعاب إلى ملابس بابا نويل والحلويات. وفي مصر تحتفل أغلبية الأقلية القبطية التي تشكو بانتظام من تعرضها للتمييز في مطلع يناير معتمدة التقويم اليولياني او الجولياني.