تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.        مباراة الزمامرة والوداد بدون جماهير    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعياد الميلاد... دعوات سلام وسط عنف متزايد
نشر في بيان اليوم يوم 27 - 12 - 2010

المسيحيون العراقيون يحتفلون بميلاد أكثر أمنا في كردستان
فر عمار ابلحد من بغداد إلى إقليم كردستان بشمال العراق الأسبوع الماضي فقط وهو عازم على الاحتفال بعيد الميلاد مع زوجته وطفله الرضيع دون خوف من الهجمات. وقال ابلحد المهندس المدني البالغ من العمر 32 عاما وهو واحد من آلاف المسيحيين العراقيين الذين فروا إلى الشمال الأكثر أمنا بعد هجمات قاتلة وتهديدات متكررة وجهها المتشددون للسكان العراقيين المسيحيين الذين يتناقص عددهم يوما بعد يوم أن الفارق بين بغداد والشمال كبير جدا.
وفي أسوأ هجوم وقع مؤخرا قتل 52 شخصا في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في 31 أكتوبر عندما اقتحمت قوات الأمن الكنيسة بعد أن احتجز متشددون رهائن داخلها أثناء قداس الأحد.
وقال البابا بنديكت في رسالته السنوية بمناسبة عيد الميلاد انه يأمل أن تحمل هذه الايام المباركة السلوى للمسيحيين في العراق والشرق الأوسط حيث يخشى الفاتيكان أن تؤدي أحداث عنف كهجوم أكتوبر في إثارة هجرة الجماعية.
وخوفا من المزيد من إراقة الدماء حث العديد من قادة الكنائس في مدن عراقية مثل بغداد التي ما زالت تشهد هجمات بشكل شبه يومي المسيحيين على التزام الهدوء وعدم المبالغة في احتفالاتهم هذا العام وقصرها على الصلوات والقداس.
وأدى التهديد بشن المزيد من الهجمات بقوات الأمن العراقية إلى إقامة جدران خرسانية عالية واقية من الانفجارات تعلوها الأسلاك الشائكة حول العديد من الكنائس في العاصمة العراقية. وغابت إلى درجة ملحوظة زينات عيد الميلاد.
لكن على بعد حوالي 300 كيلومتر إلى الشمال في عين كاوه وفي مدن كردية أخرى فالأجواء احتفالية. فقد تزينت الكنائس بمصابيح ملونة ولافتات التهنئة بعيد الميلاد وموسيقى العيد تتردد في الشوارع.
وكردستان واحة من الهدوء النسبي في العراق منذ 1991 عندما أصبحت المنطقة جيبا شبه مستقل يتمتع بحماية الغرب. وحصل الإقليم على سمعة جيدة كملاذ امن في العراق الذي يسوده الخطر.
وتجمع ألاف المصلين عشية عيد الميلاد في كنيسة مار يوسف في عين كاوه وساحتها الخارجية التي تزينها الأضواء البراقة وشجرة عيد ميلاد كبيرة.
ووقف عشرات من رجال الشرطة المسلحين بالبنادق الآلية خارج الكنيسة لحراستها. وقال الملازم رواز أزاد مدير شرطة مرور عين كاوه إن السلطات صعدت من إجراءاتها الأمنية وأقامت نقاط التفتيش خارج المدينة لتفادي وقوع أي هجمات.
وخارج كنيسة مار يوسف زحفت السيارات وسط الزحام المروري بينما ترددت نغمات أغنية تقليدية لعيد الميلاد من مذياع سيارة من السيارات العابرة. وغطت الزينات عددا كبيرا من السيارات بينما وضع بعض أصحاب السيارات مجسمات لبابا نويل في أماكن ظاهرة فيها.
وفي بعض الشوارع الكبيرة في عين كاوه وقف الأطفال معا في انتظار بابا نويل. وفي كل عام يقود رجل من سكان المدينة سيارة نقل صغيرة وهو يرتدي ملابس بابا نويل ويقوم بتوزيع اللعب على الأطفال.
وفي أربيل عاصمة كردستان العراق تزينت المراكز التجارية الكبيرة مثل بأشجار عيد الميلاد ورفعت لافتات عليها تهنئة بالعيد. وقال ابلحد إن من المستحيل أن يحدث ذلك في بغداد.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي إن ما يقرب من 1000 أسرة مسيحية عراقية أي ما يصل إلى 6000 شخص فروا إلى كردستان من بغداد والموصل ومناطق أخرى. وكان تعداد المسيحيين في العراق يوما ما يصل إلى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الآن إلى حوالي 850 ألف نسمة.
وقالت بيان أوديش (50 عاما) إن حتى جيرانها المسلمين يشعرون ببهجة عيد الميلاد. وقالت وهي تقوم بجولة شراء متأخرة في متجر بوتو بازار «لقد اشتروا شجرة عيد ميلاد أيضا».
لكن نظرات الأسى في وجوه بعض المسيحيين على حياتهم التي تركوها خلفهم تعني أن عيد الميلاد لم يعد مصدرا للبهجة في حياتهم.
وقالت حكانوش حركون الأستاذة الجامعية السابقة من بغداد وهي تشتري بعض الملابس الشتوية لبناتها الأربع إنها لن تحتفل بعيد الميلاد لأنها لا تملك ما يكفي من المال. وأضافت أن زوجها يعمل حارس امن لكنيسة وانه المصدر الوحيد للدخل للأسرة.
أجواء الميلاد تغطي آسيا البوذية والمسلمة
على غرار كل موسم عيد ميلاد, لا تقاوم آسيا غير المسيحية أجواء العيد التي تجتاحها وتجتاح أسواقها, من اليابان وكوريا الجنوبية والهند وصولا إلى الصين التي طردت سانتا كلوز من ساحة تيانانمن. ففي بانكوك البوذية, او كوالامبور المسلمة, حركة نشطة للمتاجر المزينة التي تصدح فيها أغاني الميلاد. وفي اليابان هذا العام «نسخ مائية» من سانتا كلوز, يطعمون السمك ويلعبون مع الدلافين.
في سيول, يرتدي خمسون عاملا زي سانتا كلوز ويوزعون هدايا الميلاد على الاطفال الفقراء في المدينة. وستنصب كوريا الجنوبية شجرة لعيد الميلاد للمرة الأولى منذ العام 2004 على الحدود مع جارتها الشمالية. ويأتي ذلك بعد حوالي شهر على إطلاق المدفعية الكورية الشمالية 170 قذيفة باتجاه جزيرة كورية جنوبية التي تبعد بضعة كيلومترات عن سواحلها مما أدى إلى مقتل أربعة كوريين جنوبيين.
ورغم أن نسبة المسيحيين لا تزيد عن 2% في الهند التي يتخطى عدد سكانها مليار نسمة, إلا أن سانتا كلوز أصبح ذا شعبية هناك أيضا, إذ تبيع المتاجر هدايا للعيد مثل أقنعة سانتا كلوز.
وفي الصين, وضعت على أبواب المتاجر أشجار عيد الميلاد المزينة وكذلك روبوتات سانتا كلوز لاستقبال الزوار. ويجري الأمر نفسه على أبواب المباني والمكاتب والمطاعم الكبرى في المدن الرئيسية.
ويعتبر عيد الميلاد مهما جدا بالنسبة إلى صانعي الألعاب والمصدرين من الصين, التي تحولت فعلا إلى اكبر مصنع للألعاب في العالم.
لكن سلطاتها لم تستسغ أن ترى العشرات من سكان بكين, لا سيما الأجانب منهم, وقد ارتدوا زي سانتا كلوز واجتمعوا في ساحة تيانانمن, فما كان من الشرطة إلا أن أبعدتهم معتبرة أن وجودهم لا يحترم جلال المكان.
أما كوالالمبور فأجواؤها احتفالية, إذ زينت المراكز التجارية الكبرى أشجار عيد الميلاد, فيما تملأ المأكولات الخاصة بالعيد مراكز التسوق والمطاعم.
وفي هذا الإطار, تقول ايفي اريغسامي مالكة احد المطاعم في العاصمة الماليزية «أحضر الطعام لاحتفال كبير ينظمه أشخاص غير مسيحيون, وكلهم متحمسون لأكل الديك الرومي مع البطاطس».
في تايوان, الإقبال على المطاعم في عيد الميلاد كبير جدا. وبحسب سيندي لو المتحدثة باسم «غراند فورموزا ريجنت تايبي» احد فنادق العاصمة فإن «حوالي 90% من الأماكن في مطاعمنا السبعة محجوزة بالكامل لسهرة عيد الميلاد».
في فيتنام, وتحديدا في مدينة هو شي مينه, تضيء ندف الثلج الضخمة جادة في وسط المدينة فيما ينتظر أطفال التقاط صور لهم مع سانتا كلوز الذي يرتدي زيا من المخمل الأزرق.
وتقول لام كيم أنيه البالغة من العمر 54 عاما, والتي ترافق حفيدتها ذات الأعوام الأربعة إلى جلسة التصوير هذه «لسنا من الكاثوليك, ولا نحتفل بعيد الميلاد, لكنني أحب فقط الزحمة وأجواء عيد الميلاد».
في سييم ريب, المنطقة السياحية في كمبوديا وعلى مقربة من معابد انغكور, وضع احد الفنادق هناك شجرة عيد ضخمة مصنوعة بالكامل من مواد الصيد مثل الشباك المنسوجة يدويا.
وهناك, تختلف أغاني عيد الميلاد قليلا, وكذلك سانتا كلوز الذي ترك مزلاج الشتاء الشهير وامتطى سيارة «توك توك» صغيرة التي أكثر تآلفا مع المظاهر المحلية.
أربعون قتيلا في أعمال عنف عشية عيد الميلاد في نيجيريا
خلفت موجة اعتداءات غير مسبوقة بالقنابل والهجمات على الكنائس 38 قتيلا عشية عيد الميلاد في نيجيريا, على ما أفادت السلطات التي تحاول احتواء أعمال العنف.
وأعلنت الشرطة مقتل 32 شخصا وجرح 74 آخرين كان معظمهم يشترون ما يلزم للاحتفال بعيد الميلاد في سبعة تفجيرات في مكانين من مدينة جوس (وسط) التي هي بمثابة حدود بين الشمال الآهل بأغلبية من المسلمين والجنوب حيث الأغلبية من المسيحيين.
وأعلن الجيش أن عناصر يشتبه في انتمائهم إلى حركة إسلامية متطرفة هاجموا ثلاث كنائس في مدينة مايديغوري (شمال) واحرقوا إحداها ما أسفر عن سقوط ستة قتلى.
وللوهلة الأولى لم يتبين أن هناك علاقة بين مختلف أعمال العنف التي وقعت عشية عيد الميلاد في البلد الإفريقي الذي يعد اكبر عدد من السكان وحيث يتفاقم التوتر بين المسيحيين والمسلمين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل.
وفي رد أولي, وعد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان بان الحكومة «ستقوم بكل ما هو ضروري من أجل إحالة المسؤولين عن التفجيرات القاتلة في جوس أمام القضاء».
وكان التوتر على أشده في هذه المدينة التي شهدت في الماضي اضطرابات إثنية خلفت مئات القتلى هذه السنة. وغداة أعمال العنف, حاولت الشرطة تهدئة الوضع بعد أن أشار السكان إلى أن مجموعة من الشبان أقامت حاجزا على الطريق المؤدية إلى مكان احد الانفجارات وأحرقت خمس سيارات.
وأعلن المفوض عبد الرحمن اكانو من شرطة ولاية بلاتو وعاصمتها جوس «أنها المرة الأولى التي تستعمل فيها متفجرات بهذه القوة» يبدو أنها من مادة الديناميت. وأكد أن الشرطة لم تحدد بعد من يقف وراء هذه الاعتداءات.
وأضاف أن «الناس كانوا يتبضعون» وان «المكان المستهدف يتردد عليه الناس من كافة الانتماءات من مسلمين وغير المسلمين».
وأكد حاكم ولاية بلاتو جونه دافيد أن «هدف مدبري (الاعتداءات) هو إثارة المسيحيين على المسلمين لتفجير موجة جديدة من أعمال العنف تبلغ ذروتها بتخريب الاستعدادات للانتخابات».
وفي شمال البلاد, نسبت آخر الهجمات على كنائس في مايدوغوري إلى حركة «بوكو حرام» التي أسفر تمردها السنة الماضية ومواجهاتها مع قوات الامن عن سقوط مئات القتلى. وصرح اللفتنانت ابو بكر عبد الله «قتل خمسة مصلين وكاهن في هجوم على كنيسة معمدانية».
وفي مكان أخر من المدينة نفسها التي تعتبر «معقلا» إسلاميا, قتل عناصر آخرون من «بوكو حرام» حارسا وهاجموا كنيسة أخرى, كما أضاف ناطق عسكري. وأضاف الناطق أن جنودا نيجيريين تمكنوا من صد هجوم اخر كان يستهدف كنيسة ثالثة في مايدوغوري.
وصرح اللفتنانت عبد الله لفرانس برس أن «عددا غير محدد من المسلحين أطلقوا النار في محيط الكنيسة فردت عليهم دورية عسكرية كانت متمركزة في المنطقة وأن تبادل إطلاق النار استمر بضع دقائق». إلا انه أكد أن كنيسة معمدانية أحرقت مع منزل كاهن قريب منها.
وقتل رجال يشتبه في انتمائهم إلى حركة «بوكو حرام» أكثر من خمسين شخصا بينهم شرطيون وجنود ورجال دين واعيان محليون وسياسيون في مايدوغوري خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. وتهدف حركة «بوكو حرام» إلى إقامة دولة إسلامية «حقيقية».
بطريرك اللاتين في الأراضي المقدسة يحث على السلام في منطقة تمزقها الصراعات
احتفلت الأراضي المقدسة, مهد المسيحية, الجمعة بعيد الميلاد وسط منطقة أحزنتها هذه السنة مجزرة المسيحيين في العراق ونزوحهم منه, وتواجه مرة أخرى مأزق الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية التي ارتفعت فيها زينة الميلاد وأعلام الفاتيكان, أقام بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال قداس منتصف الليل التقليدي (00,21 ت غ) في كنيسة القديسة كاترينا الكائنة إلى جانب كنيسة المهد في حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى ومؤمنين أتوا من دول عدة وحتى من كوريا الجنوبية.
وقال احد هؤلاء المؤمنين, هيرفيه وهو فرنسي جاء مع زوجته وأطفاله الثلاثة من ليون «انه حلم الكثير من المسيحيين. انه وقت مقدس. إحياء ليلة الميلاد في بيت لحم, إنها ليلة الاتحاد مع العالم بأسره».
وقال البطريرك طوال في عظته «أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطي بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الأوسط الجريح».
وأضاف «أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة, أن تصبح القدس الشريف, ليس فقط عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية), وإنما أيضا نموذجا حضاريا لعيش مشترك بين الأديان الثلاث على اساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء».
وفي ما يتعلق بالأراضي المقدسة حصرا, تحدث بطريرك اللاتين عن «ألمه» حيال تعثر مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية, مكررا القول «لا يجوز أن نتوقف عند هذا الفشل أو نشعر باليأس».
وقد توقفت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين منذ الفشل الذريع لمبادرة الولايات المتحدة التوصل إلى تجميد جديد للاستيطان الإسرائيلي.
وتلقى الفلسطينيون هدية الميلاد خلال القداس اعترافا بدولتهم من الإكوادور التي أعلنت اعترافها بفلسطين دولة «حرة ومستقلة».
وأضاف البطريرك طوال «نؤمن بان هناك رجالا ذوي إرادة طيبة من الطرفين ومن الجماعة الدولية يريدون وضع طاقاتهم في خدمة السلام».
ودعا البطريرك فؤاد طوال (70 سنة) الذي يرعى الطائفة الكاثوليكية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وقبرص إلى حوار الأديان باعتباره «حتمية مصيرية مطلوبة على المستوى العالمي, لأنه الحل لمعظم مشاكلنا الحياتية والاجتماعية».
وذكر ب»الآلام والهواجس المستمرة» وفي طليعتها مصير المسيحيين في العراق الذين ينزحون من بلادهم منذ مجزرة بغداد.
وقال «في عالم يمزقه العنف والتطرف ويشرعن الأعمال السيئة حتى الاغتيالات في الكنائس, يأتي طفل بيت لحكم ليذكرنا بان الوصية الأولى هي الحب. يعلمنا التسامح والمصالحة وحتى مع أعدائنا».
وقال «صعقنا للمذبحة» التي تمت في بغداد داخل كنيسة سيدة النجاة معتبرا أن الضحايا الذين سقطوا هم «امتداد لآلاف ضحايا العنف والأصولية التي تضرب أينما كان».
وفي 31 أكتوبر الماضي, أسفر هجوم أعلن مسؤوليته عنه تنظيم القاعدة, على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة وسط بغداد, عن مقتل 44 شخصا وكاهنين, مما أدى إلى «نزوح» الآلاف من مسيحيي العراق, كما ذكرت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويبلغ عدد المسيحيين في العراق اليوم نصف مليون في مقابل 800 ألف إلى 2,1 مليون في 2003.
وبيت لحم التي ولد فيها المسيح, تزدحم بالزوار والسائحين الذين يتهافتون حتى الآن بالآلاف إلى ساحة المغارة. وتفيد الإحصاءات الفلسطينية ان بيت لحم استقبلت حوالي 5,1 مليون زائر في 2010, والأراضي المقدسة أكثر من ثلاثة ملايين (رقم قياسي).
وأبدى البطريرك فؤاد طوال هذا الأسبوع في رسالة الميلاد ارتياحه لهذه النتيجة «التي تعكس البعد الكوني للقدس وبيت لحم والناصرة».
وأوضح «اتبنى كلمات البابا بنديكتوس السادس عشر: (...) أجدد ندائي كي تكون تضحية هؤلاء الإخوة والأخوات بذرة سلام وولادة جديدة وكي يجد جميع الذين يعملون من أجل المصالحة والتآخي والتضامن دافعا للعمل من اجل تحقيق الخير».
وأضاف المونسنيور طوال «نأمل ان يعود السلام حتى الى العراق وان يتمكن البعض من العودة الى بلادهم ومنازلهم وكنائسهم وقراهم».
وعلى الصعيد الأمني, تلقى الجيش الإسرائيلي الأمر بتسهيل مرور الزوار المسيحيين على الحواجز, ومنهم فلسطينيو الأراضي المحتلة والعرب الإسرائيليين, خلال أعياد الميلاد.
وقررت السلطات الإسرائيلية منح اذونات مرور خاصة إلى فلسطينيي الأراضي المحتلة المسيحيين (7 ألاف شخص) وغزة (500 شخص) لتمكينهم من التوجه إلى بيت لحم وزيارة عائلاتهم المقيمة في مناطق عادة ما تكون محظورة بما في ذلك في داخل إسرائيل.
وللمرة الأولى, سمحت إسرائيل ل200 مسيحي من بلدان عربية لا تقيم معها علاقات دبلوماسية (باستثناء مصر والأردن) بدخول الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود الأردنية.
والطوائف المسيحية في الأراضي المقدسة تحتفل بعيد الميلاد في مواعيد مختلفة في 24 و25 ديسمبر للكاثوليك, وفي بداية يناير للارثوذكس. وكتبت على لافتات في شوارع بيت لحم «صلوا من اجل حرية فلسطين».
مسيحيون سودانيون يحتفلون بالميلاد الأخير قبل استفتاء قد يفضي إلى الانقسام
أضاء شعاع رفيع من الضوء وجه الأب دانيال في غرفة متواضعة جدرانها متهالكة وسقفها من الزنك في ضاحية فقيرة من الخرطوم حيث تحلق سودانيون جنوبيون للاستماع إلى عظة آخر عيد ميلاد قبل الاستفتاء الذي يرجح أن يفضي إلى تقسيم السودان.
وقال الكاهن الايطالي متحدثا بالعربية الرائجة في جنوب السودان أمام نحو مئة من السودانيين الذين تجمعوا في القاعة «أين الذهاب؟ وما العمل؟ يسوع معنا, فلا تخافوا. انه نور ومحبة, إنه أمير السلام».
وفي ركن من ملعب ترابي في سوبا المحطة, المخيم السابق للاجئين السودانيين خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقدين وانتهت في 2005, تحولت غرفة التدريس الصغيرة التي زينت بشرائط ملونة وشجرة ميلاد صغيرة بلاستيكية, إلى كنيسة لأداء قداس منتصف الليل.
وفي هذه الغرفة المتواضعة التي أضاءتها بعض الشموع ونور مصباح خفيف, ترددت أصداء أناشيد فرقة المغنين التي رافقها قرع على الطبول. وأنشدت الفرقة «هللويا» وتبعتها أصوات المصلين التي رافقتها زغاريد النساء باثوابهن الملونة.
وقال جوزف الذي يحلم بمغادرة الخرطوم للعودة ال توريت, موطن أهله في جنوب السودان, «نحن نصلي من اجل السلام مع الاستفتاء القادم. لا نريد إراقة مزيد من الدماء».
ومع اقتراب موعد الاستفتاء في 9 يناير, عاد عشرات الالاف من السودانيين المسحيين المقيمين في الشمال إلى الجنوب, ولكن العودة ليست سهلة بالنسبة لكثيرين ممن عاشوا بعيدا عن أرضهم طيلة عقدين.
ويستعد آلاف الجنوبيين للتوجه إلى الجنوب بعد الاستفتاء الذي يرجح أن يؤدي إلى تقسيم اكبر بلد إفريقي يدين معظم سكانه في الشمال بالإسلام, وغالبية سكانه في الجنوب بالمسيحية.
وقال ابونا دانيال إن «الأرقام تقوم انه كان يعيش نحو 500 ألف مسيحي في الخرطوم, أي ما يعادل 10% من سكان المدينة, ولكن عددهم تراجع الآن».
ومنذ انتهاء الحرب الاهلية في 2005, عاد نحو مليوني جنوبي الى ولايات الجنوب. وشهدت البلاد موجة جديدة من النزوح في الخريف مع اقتراب الاستفتاء. ويتوقع المحللون والسكان وحتى السياسيون في الشمال أن يختار الجنوبيون الانفصال, لكن شبح الحرب يخيم على النفوس. وقال الأب دانيال «الخوف يستحوذ على عدد كبير من المؤمنين, ونحن نعمل على تهدئتهم».
وبدأت الخرطوم التي تعد خمسة ملايين نسمة وتضم عددا كبيرا من الضواحي تخلو من سكانها الجنوبيين الذين يشكلون غالبية مسيحيي العاصمة حيث تعيش كذلك طائفة من المسيحيين الأقباط.
والأسبوع الماضي أكد الرئيس السوداني عمر البشير الذي يظهر في المناسبات العامة إلى جانب كبار رجال الدين المسيحيين ولا يتردد في مرافقة الأناشيد المسيحية, أن الشريعة ستصبح المصدر الوحيد للتشريع في شمال السودان في حال انفصال الجنوب.
وبعد الحرب الأهلية اتفق الشماليون والجنوبيون على دستور مؤقت تنتهي صلاحيته في 2011 ويقر بالتعددية الاتنية والثقافية والدينية للسودان.
وأثارت تصريحات البشير الخوف لدى العديد من المسيحيين وكذلك المسلمين الذين يخشون من قيام دولة إسلامية.
وقال الشاب كورنيليوس السوداني الجنوبي الذي يعيش في الخرطوم «آمل أن لا يطبق الرئيس ما توعد به. فحتى قبل ذلك, حضر عدد اقل من المسيحيين قداس الميلاد هذه السنة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.