لم يستطع رمطان العمامرة أن ينطق باتفاق الصخيرات المغربية، وتفادى أي إشارة لها في مؤتمر باريس حول الازمة الليبية. وفضل في تدخله أمام المؤتمرين، تعويم القضية من خلال الحديث عن «اللقاءات والمؤتمرات السابقة» التي ساهمت في «تعزيز الإجماع الدولي حول رفض منطق العنف»! ... و إذا كان ذلك الملتقى فصلا آخر من فصول العداء المستحكم فيه، فإنه كان أكبر من ذلك، محاولةً رديئة في التغطية عن الإهانات المتكررة التي كان يحملها حضوره: الإهانة الأولى هي أن يكون بلده قد استدعى أوائل الشهر الماضي سفيره في باريس وأغلقت سلطاته العليا مجاله الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وتداعت وسائل الاعلام الى كل انواع الحروب، ومع ذلك يحضر مؤتمرا في البلاد التي توعدوها بالويل والثبور! الاهانة الثانية، تلقاها عندما جلس الي نفس المائدة مع الذي استكثر على الجزائر كيان أمة ، و هو رئيس المؤتمر ورئيس فرنسا ايمانويل ماكرون الذي تساءل في وقت سابق تساؤلا استنكاريا : «هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ ذلك هو السؤال" مضيفا: "لقد كان هناك مستعمرون آخرون». الاهانة الثالثة: أن يعتبر عبد المجيد تبون أن كرامته « نيفه« أحسن من كرامة/«نيف» رمطان لعمامرة، ولهذا كلفه بأن يبتلع الاهانات مكانه وتغيب هو عن الحضور.. وترك له إعلان ذلك :«رئيس الجمهورية لن يمثل الجزائر في هذا الاجتماع لأن الظروف ليست كافية لمشاركته شخصيا في هذه الندوة..«! كان عليهما معا أن يتأملا جيدا موقف المغرب، ملكا وحكومة وشعبا،عندما تم المس بالمصالح الوطنية من طرف ألمانيا ودعت الى عقد مؤتمر برلين الشهير، فقاطعها المغرب، بدون أي عقدة نقص، ثم قاطع كل ما جاء من جهة ألمانيا دفاعا عن لكرامة والعزة الوطنية.. هل كنا نأمل فعلا أن ينتفض تبون ولعمامرة ل«نيفهما» الوطني المنفوخ؟ في الواقع ان تطلب من العكسر الجزائري ان يحترم ما يعلنه من قيم وطنية ومن «نيف» إزاء فرنسا ، فذلك يشبه مطالبة الفيل بالطيران... فقضية ال«نيف» التي رفعها في وجهنا منذ نصف قرن، ويرددها في كل حين ووقت، سرعان ما تحولت الى قضية «ذقن» ، وضحك عليه..َ ! ولعل أكبر الاهانات هو أن يعلن الموتمر ، ومن ورائه 30 دولة و الأممالمتحدة، أن مقررات الصخيرات هي الأصل في الحل وهي المنتهى. المشاركون،كل المشاركين استحضروا الاتفاق الليبي المبرم بالصخيرات، والذي اعتبره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «الإطار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا».، عبر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد في خارطة الطريق السياسية الليبية.، والتي رسمها الليبيون باستقلالية تامة في المغرب.. والعالم يعول على أن «الانتخابات بوسعها تحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم وتحقيق التسوية النهائية لمسألة الشرعية ووضع حد لازدواجية المؤسسات في ليبيا» بتعبير السيد ناصر بوريطة. ومن الأكيد أن العالم، عبر مجلس الأمن زاد من غيض وزير العسكر في الخارجية عندما تبنى جملة وتفصيلا ذلك الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبييين.. ليتأكد أن المغرب ربح، بدون أجندة خاصة به ولا نية في الربح.. وستدفعه خاتمة الامور الى تعلم العد من جديد بعد ان يعود كل الى دولته: وبعد أن يحسب كل مشارك في المؤتمر الربح والخسارة ويحسب كلحاضر ، السلب والإيجاب ، لن نسأل وزير الجارة سوى عن مهازله.. حتى سيف الإسلام القذافي الملاحق قضائيا في ليبيا ومن المحكمة الجنائية الدولية سيعتبر نفسه رابحا، لأن المناسبة سمحت له بتقديم ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية الشهر المقبل.!! تركيا ذاتها،التي اعْتُبرت قوات أجنبية ،وجدت ما تقوله للأتراك والعالم ودول المنطقة ، حيث صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بإن«حضور بلاده في ليبيا يمثل قوة استقرار»... وبعد الإهانه، مرغ لعمامرة خطابه في تناقضات مهولة، في سبيل الحديث عن الدفاع عن وحدة ليبيا وترابها، حيث قال إن « الجزائر تدعو جميع الأطراف الخارجية لاحترام سيادة ليبيا ووحدة اراضيها واستقلالية قرارها»!عكس ما يعمل عليه منذ عودته الى الخارجية، وما يعمله نظام العسكر منذ نصف قرن! ولم يقف التناقض عن هذا الحد بل تعداه عندما «أدان تواصل التدخلات الاجنبية وتورط اطراف خارجية في خرق حظر توريد الاسلحة»، في نفس اليوم الذي كشفت فيه الصحافة الاسبانية تزويد الجزائر للبوليزاريو بعتاد كبير ومتطور .. وتسليح ميليشياته ضد وحدة المغرب وترابه.... لقد برع لعمامرة في الجمع بين الخِزْيَين:الاهانة ... والتناقض!