دفعت الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعرفها الجزائر منذ مدة، العديد من المواطنين الذين كانوا حتى الأمس القريب يصنفون من الطبقة المتوسطة التي تستطيع تغطية وتوفير احتياجاتها الأساسية، إلى الاستعانة بطرق تقليدية قديمة من أجل توفير لقمة العيش في ظل الأوضاع الاجتماعية السيئة التي يتخبطون فيها بسبب سياسة النظام الجزائري ورموزه الذي يستولون على ثروات البلاد. ونشرت جريدة الشروق أونلاين مقالا مطولا، يتحدث فيه كاتبه عن معاناة الجزائريين بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي نتجت عنها أزمات معيشية تنذر بوقوع الكارثة مستقبلا، حيث اضطرت العديد من الجمعيات إلى اللجوء لمبدأ تدوير المنتجات والسلع بين المواطنين، لاسيما ما تعلق بالكتب المدرسية والملابس وبعض الأثاث المنزلية والتجهيزات الكهرومنزلية. واضاف كاتب المقال بأن موجة غلاء الأسعار التي تعرفها البلاد في مختلف المجالات دفعت المواطنين والعائلات إلى تعديل نظام استهلاكها العام بما يحافظ على ما تبقى من قدرتها الشرائية المنهارة، حيث تخلت عن تحضير عديد الأطباق التي تدخل في مكوّناتها عناصر غذائية مرتفعة الثمن. فحتى البطاطس التي كانت على مدار الفترات السابقة غذاء المواطنين العاديين لم تعد في المتناول وقاطعوها بسبب غلائها بعدما تجاوز سعرها عتبة 100 دينار جزائري، ناهيك عن بعض الخضر الأخرى واللحوم البيضاء التي استبدلتها العائلات بالهياكل (العظام) لتحسين مذاق الطعام بنكهة اللحوم. وأكد كاتب المقال، بأن مجموعة من المواطنين يعودون من التسوّق خائبين بقفف فارغة بعد أن بلغت أسعار مختلف الخضر والفواكه والسلع اليومية مستويات عالية جدا، فيما غاب الذهاب والعودة عن كثير من الأسواق والمحلات التي كانت إلى وقت قريب جدا تعج بالزبناء خاصة النسوة اللواتي كن يجدن في التسوّق متنفسا لهن من روتين الحياة اليومي. وأوضح العديد من أرباب العائلات لكاتب المقال، بأن قدرتهم الشرائية انهارت وأنّ غلاء الأسعار في مختلف المجالات وارتفاع تكاليف الخدمات أيضا جعلهم يتنازلون عن كماليات عديدة و"بريستيج" عوّدوا عليه أولادهم، بل إن منهم من بات يعتمد على ملابس إخوته أو أقارب من عائلته أو ما يعرف بتدوير الملابس والأدوات المدرسية من أجل تخفيف العبء عليه والتمكن من توفير أساسيات أخرى أكثر أهمية على غرار العلاج والغذاء ومستحقات الكراء، حتى الأثاث القديم بات وجهة للبعض لمواجهة غلاء الأثاث الجديد. وتعاني جزائر تبون الجديدة التي لا يتردد في وصفها بالقوة الإقليمية الضاربة، من مشاكل اقتصادية كبيرة تنذر بانهيار وشيك بالبلاد، بعدما عجز عن توفير أبسط ظروف العيش الكريم للجزائريين، رغم أن البلاد تتوفر على ثروات طبيعية مهمة كالبترول والغاز، والتي يستغل الجنرالات عائدتها لتسليح ودعم عصابة البوليساريو ضد المغرب مقابل تفقير الشعب الجزائري.