الجزار سعيد السالمي هو واحد ممن تتفرق عنده تقييمات ومواقف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب! والسؤال المفرق والجامع في نفس الوقت الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا هو: هل من حسن الحظ أو من سوئه أن يكون شخص بمستوى سعيد السالمي محسوب على "المعارضة" الافتراضية ببلادنا؟ فكثيرون هم من يجزمون بأن من حسن الحظ والطالع أن يكون رجل تافه مسرف في الشعبوية، مثل الجزار سعيد السالمي، يمارس "المعارضة" الافتراضية ويستعرض العضلات الفايسبوكية ضد المغرب، وحجتهم في ذلك أن الرجل التافه لا يمكنه أن يفتي في أمور قاطني الإعلام البديل ولا أن يؤثر فيهم، وبالتالي فإن خربشاته الفايسبوكية تكاد تكون هي والعدم سيان، ولا يمكنها إلا أن تبقى حبيسة فضاء السيد مارك زوكربيرج دون أي تأثير يذكر. وفي مقابل هؤلاء الذين يعددون محاسن الحظ في "المعارضة" الافتراضية التافهة التي يمارسها الجزار سعيد السالمي، هناك فريق آخر يأسى على واقع المعارضة التي تتجسم في هذا الجزار الفايسبوكي ومعه فؤاد عبد المومني والإرهابي محمد حاجب وفتيحة أعرور ووهيبة خرشش، بل ويعتبر هذا الفريق أن الأسماء المذكورة هي من تجليات سوء الحظ ومدعاة للتنمر على المستوى المنحط لهذه الفئة من المغاربة في المنصات التواصلية ووسائط الاتصال الجماهيري. فمن المؤسف بل من العار، حسب هذا الفريق، أن تختزل أو تتجسم "المعارضة الافتراضية" في جزار تقطعت به السبل في الغربة، فلم يجد سوى تمويلات الأمير الأزرق وأعمدة الفضاء الأزرق ليفرغ كرهه وحقده في تدوينات وتعليقات يقدمها لنفسه دون غيره على أنها رؤية تحليلية ورؤيا استشرافية لمستقبل المغرب، وكأني بالجزار سعيد السالمي يتوسم في المغرب محلا لبيع السجق والنقانق ومشتملات بولفاف المغربي. ومن الخزي أيضا، حسب فريق الأسى دائما، أن يمارس المعارضة الافتراضية شخص مثل فؤاد عبد المومني، الذي حول آهات اليسار إلى أصل تجاري مدر للربح، واليوم ها هو يحاول العودة من بوابة الفايسبوك، وفي الوقت بدل الضائع، لإعادة تكرار نفس سيناريو الابتزاز الحقوقي. أما حال فتيحة أعرور فليس بأحسن حال من سابقها، فهي التي اشتغلت على "الحكمة" سابقا في الهاكا بعائدات المال العام، قبل أن تتقطع بها السبل وتصير معارضة عرضية وبالصدفة بعد الموت السياسي لحاضنها غير الشرعي. أما "توليب" المعارضة في المنصات والشبكات التواصلية المغربية، فهو بامتياز نجل بديعة وحمادي الإرهابي محمد حاجب. فالرجل يحمل في رصيده كل سكيزوفرينيا العالم المعاصر، فهو إرهابي في السجلات القضائية وفي أرشيف المخابرات المغربية والألمانية والأمريكية وهو أيضا حقوقي في تصنيفاته الذاتية، وهو في جانب آخر معتقل في قضايا التطرف وشخص مولع بتنظيم القاعدة، بيد أنه يتوهم نفسه سياسي ينافح عن قضايا حقوق الإنسان! إنها عينة سيكوباتية لنموذج "المعارض" المغربي في الشبكات التواصلية. أليس هذا من سوء حظ رواد الإعلام البديل بالمغرب؟ ولتكتمل "البهية"، فقد تعززت المعارضة المغربية في اليوتيوب مؤخرا بالشرطية المعزولة وهيبة خرشش، أو مدام soleil في نسختها المغربية. فهذه الأخيرة هي العنوان الأبرز لسوء الحظ وبذاءة المعارضة الافتراضية، لأن من يتنكر لأولاده ويبيع إعاقتهم لا يمكن أن يكون مصدر إلهام أو نموذج للآخرين. ومن يمارس الرذيلة على مسمع ومرأى من ابنته القاصر لا يمكن أن يكون مصدر قدوة أو اقتداء. ومن اعتاد صناعة وفبركة ملفات الجنس لا يمكنه أن يعارض بالأفكار لأنه لا يملك سوى إيحاءات الجسد. وفي المحصلة، فإن كل من سعيد السالمي ووهيبة خرشش وفؤاد عبد المومني وفتيحة أعرور والإرهابي محمد حاجب نجل بديعة.. ليسوا في الحقيقة معارضين بالمفهوم الاصطلاحي والسياسي للكلمة، وإنما هم مجرد شخصيات سيبيرانية أو بروفايلات افتراضية تزجي وقتها في التدوين في كل شيء وفي اللاشيء، وغالبا ما ينتهي بها المطاف إما إلى "الانتحار السيبراني" مثل مصطفى أديب ومحمد راضي الليلي والكوبل الفيلالي، أو أنهم سيدخلون غياهب "الموت المعلوماتي" ويطالهم النسيان ويقترن اسمهم دوما بالجنون مثل "المعارض" الشهير ريشارد عزوز.