شهدت عدة مدن جزائرية كالجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، تلمسان، جلفا، عنابة، سطيف، تيزي وزو، بويرة، بجاية، مستغانم، طيبة، الدارالبيضاء، العود، ميلا، الخضرة، مسيلة، وتياريت، وسيدي بلعباس، توافد مئات الآلاف من المحتجين الذين جابوا شوارع هذه الولايات للتأكيد على مطالبهم الرئيسية، والتي تتجلى في مغادرة النظام المتواجد حاليا على هرم السلطة. وردد المتظاهرون عدة شعارات مثل "دولة مدنية ماشي عسكرية، الشعب يريد إسقاط النظام، تبون مزور جابوه العسكر، مكانش الشرعية كليتو البلاد السراقين، نتوما كورونا نتوما الإرهاب دراهمنا فين مشات؟ في السوخوي والصفقات والباقي سلحنا بيه البوليساريو بالدبابات والنتيجة.. الجزاير تسعى اللقاحات تطلب من الصين الصدقات والجرعات، ها فين وصلنا حكم العسكر والجنرالات وشكارة الحليب صارت أحلى المتمنيات، هوما ساكنين في الصنوبر والمحميات واحنا على حفنة سميد في قائمة الانتظارات، باراكا من النهب وتضخيم الفاتورات، وكفاية من تعذيب "عبلة" والمخابرات وأبو الدحداح كشف لينا كل المؤامرات" . وفي الجزائر العاصمة، تم نشر عدة وحدات من الشرطة في مختلف الشوارع، حيث أقيمت حواجز عدة عبر الطرق المؤدية إلى العاصمة، فضلا عن المروحيات التي حامت فوق وسط العاصمة. ورغم ذلك، فقد تمكن المتظاهرون من تخطي الطوق الذي فرضته الشرطة في "ساحة أوديان" والانضمام إلى المتظاهرين في "ساحة البريد الكبرى". غير أنه في نفس البلدة تم تفريق المتظاهرين الذين حاولوا التصدي للطوق المقام على مستوى السينما "الجزائر" بطريقة عنيفة، مما أدى إلى اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وقد أجرت قوات الأمن أيضاً عدة عمليات إيقاف وعدة اعتقالات في البويرة، بما في ذلك مزيان شعبان، عضو الجمعية الشعبية لهذه الولاية، كما تم اعتقال نحو 20 شخصا في "ساحة البريد الكبرى" وسط الجزائر العاصمة، في حين تم إخضاع المارة إلى عمليات تفتيش كما تم التأكد من هوياتهم. كما أفادت عدة تقارير إعلامية باعتقال علي بلحاج (أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، عندما كان في طريقه للمشاركة في الاحتجاجات، بينما تعرض الناشط السياسي رشيد نكاز في مستغانم لاعتداء من قبل الشرطة ليتم نقله بعدها صوب المستشفى. ووفقاً ل "اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين"، فقد تم إيقاف فتيتحي غريس منسق "الحركة الديمقراطية والاجتماعية"، ووحيد بنحلة (عضو في نفس الحزب) بالجزائر العاصمة، بالإضافة إلى اعتقال عدد من نشطاء "الحراك" في ولاية الجزائر (شريف غسول، أسامة السعيدي، محمد مشري ونبيل فرطا، عمر بوجمعه، صديق لحويشي، يوفا عمارة، يزيد واري، عبد الوهاب ولمم، عثماني فتح، مسيلا (علي صحراوي)، وهران (ووري فلحي) من تياريت وعددهم 20 شخصا. هذا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، هناك أربعة هاشتاغات تتطرق إلى الحراك مثل "الحراك مستمر"، و"الحراك هو الحل"، و"خارجين_22_فيفري" تم الدفع بها إلى قمة الصدارة بكل من "تويتر" من طرف مستخدمي الإنترنت الجزائريين، يطالبون من خلالها ب"إنشاء مجتمع مدني" و"الحد من المحسوبية والفساد المستشري المتوطن بموجب قواعد النظام العسكري". وقد تم نشرها على أكثر من 8000 مرة خلال هذا الصباح، حيث حصدت هذه الهاشتاغات ما مجموعه 20341 إعجابًا و46021 مشاركة، وهذا رقم هام يتوافق مع الوفرة في الاحتجاجات التي لوحظت على أرض الواقع في عدة ولايات في الجزائر.