كانت هند زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي مضربا للجمال في عصرها، وفي يوم من الايام كانت هند تسرح شعرها امام المراة ولم تكن تعلم بوجود الحجاج خلفها. وكانت وهي تسرح شعرها تقول: و ماهند الا مهره عربيه سلائل افراس تحللها بغل فان انجبت مهره فلله درها وان انجبت بغلا فبغل على بغل فسمعها الحجاج وهي غافلة عن وجوده في غرفتها، فغضب لذلك غضبا شديدا وطلقها بعد ان سمع ذلك. وفي حين الحجاج اميرا على العراق، كان الخليفه انذاك هو الوليد بن عبدالملك الذي وبعد مرور بعض الوقت، بلغه نبأ طلاقهما، كما لطالما سمع عن جمال هند ورزانة عقلها، فخطبها بعد ان طلقها الحجاج، فوافقت ولكن بشرط ان ترحل من بغداد (من دارها) الى الكوفه ( دار الخليفه الوليد بن عبدالملك) على هودج يقود ناقته الحجاج بنفسه ومشيا على الاقدام من بغداد حتى الكوفه. فكان لها ذلك، وفي اثناء هذه الرحله القت هند دينارا على الارض، وقالت لوصيفتها ان تخبر الحجاج بأن هند سقط منها درهم فليبحث عنه،فبحث الحجاج ولم يجد الدرهم ووجد دينارا على الارض، فقال لهند انما وجدت دينارا وهو خير من الدرهم. فقالت هند: الحمد لله الذي ابدل الدرهم بالدينار. وكان مقصدها ان الله بدل لها الدرهم (الحجاج ) بالدينار ( الوليد ) فكانت قصه تسير بها الركبان، واصفة دهاء هند الذي نكس طغيان الحجاج وجبروته.