استعرض وزير الصحة خالد أيت الطالب، اليوم الثلاثاء، الإستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كورونا، أمام لجنة القطاعات الإجتماعية بمجلس النواب، حيث استهل عرضه بالحديث عن السياق العام لظروف الجائحة بالمملكة، وعن ارتفاع عدد الإصابات وتنامي عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مع مواصلة الجهود للتكفل الطبي بالحالات إضافة الى العواقب الإجتماعية والإقتصادية الوخيمة لهذه الجائحة، وضرورة الحفاظ على استمرارية الأنشطة الإجتماعية والإقتصادية، وكذا الخدمات العلاجية والإستشفائية الضرورية، مما يفرض الشروع في اتخاذ اجراءات وقائية كفيلة بكبح جماح هذا الفيروس، عن طريق التلقيح لوقف انتشار الفيروس وتفادي تزايد عدد الوفيات. وأوضح الوزير أيت الطالب، أن المملكة المغربية اتخذت مجموعة من الإجراءات الاستباقية لمواجهة جائحة كوفيد-19، منذ بدايتها، حيث تم توقيع اتفاقية مع الشركة المصنعة للقاحات الصينية "سينوفارم" والتي تشمل ثلاثة مجالات تهم بالأساس نقل التكنولوجيا والمشاركة في التجارب السريرية للقاحات والتزويد باللقاح. إضافة إلى توقيع اتفاقية أخرى مع شركة "أسترازينيكا" البريطانية السويدية، وإحداث لجنة وطنية علمية وتقنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد. وفي معرض تدخله أكد وزير الصحة، بأن المغرب شارك بفعالية في التجارب السريرية المتعددة المراكز للمرحلة الثالثة من تطوير اللقاح المضاد لكوفيد -19 وهي سابقة في تاريخ المغرب، مضيفا بأن البحوث البيوطبية في المغرب تخضع للإجراءات القانونية اللازمة، ويتم إجراؤها وفقا للمقتضيات الدولية، حيث جرت هذه التجارب السريرية في 3 مواقع بمشاركة 600 متطوع، تم إعطاء اللقاح حسب جدول تطعيم من جرعتين، في اليوم الأول وفي اليوم الحادي والعشرين، وذلك بهدف تقييم المناعة وسلامة اللقاح لدى السكان الذين يبلغون من العمر 18 عاما فأكثر، مؤكدا بأنه ولحد الآن لم يتم تسجيل أي آثار جانبية خطيرة، فقط تسجيل آثار جانبية موضعية، مثل ألم في موضع الحقن، طفح جلدي، صداع في الرأس، وتعب، كما هو الشأن بالنسبة للقاحات أخرى. وخلال حديثه عن الإستعدادات للحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19، قال وزير الصحة، بأن جلالة الملك محمد السادس، أعطى يوم 09 نونبر المنصرم، توجيهاته السامية لإطلاق عملية تلقيح واسعة النطاق ضد كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة، كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس، من خلال استهداف المواطنين البالغين من العمر 18 سنة فما فوق وذلك بالتدرج حسب الأولوية، من خلال البداية بالعاملين بالخطوط الأمامية مثل الطاقم الصحي، والسلطات العمومية، وقوات الأمن وموظفو التعليم؛ ثم الأشخاص المسنين والفئات الهشة ثم باقي المواطنين، حيث سيتم اعتماد مجانية اللقاح ضد وباء كوفيد-19 لصالح جميع المغاربة المستهدفين بتعليمات من الملك محمد السادس. وأوضح وزير الصحة خالد أيت الطالب، بأن الهدف الرئيسي من إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 هو حماية الصحة العامة وتقليل التأثير الإجتماعي والإقتصادي لكوفيد-19 وتقليل عدد الوفيات، أما الهدف العملي فهو ضمان نسبة تغطية لا تقل عن 80 ٪ من سكان المغرب الذين تفوق أعمارهم 18 سنة (حوالي 25 مليون شخص)، بواسطة لقاح آمن وفعال. أما بخصوص طريقة التلقيح فقد أكد الوزير أنه سيتم تنظيم حملة وطنية للتلقيح في فترة قصيرة لا تتجاوز3 أشهر، مع اعتماد مبادئ عامة متمثلة في المجانية والشفافية والتضامن والتطوع، حيث سيتم أيضا تنفيذ استراتيجية التلقيح على مدى 12 أسبوعا (بوتيرة 6 أيام من العمل في الأسبوع)؛ من خلال 4 فترات، تبلغ كل منها 21 يوما، وبمعدل يبلغ ما بين 150 و 200 لقاح في اليوم لكل عامل صحي، مع الحرص على وضع نظام مداومة لضمان السير العادي للخدمات الصحية الأخرى. أما بخصوص الفضاءات التي تم اعتمادها لتنظيم هذه الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19، فأكد أيت الطالب بأنه تم إحداث محطات للتلقيح، عبارة عن وحدات ملحقة بالمراكز الصحية، تقدم خدماتها عبر نمطين، النمط القار سيتم استقبال الساكنة بمحطة التلقيح، والنمط المتنقل حيث ستنتقل الفرق الملحقة بمحطة التلقيح، وفقًا لبرنامج محدد مسبقا، للنقاط المعدة لهذه العملية على سبيل المثال المستشفيات والجامعات ومعاهد التدريب والمدارس الداخلية والمساكن الجامعية والسجون، مع الحرص على ضرور الإمتثال الصارم للتدابير الصحية والوقائية ضد فيروس كوفيد-19. وأشار الوزير أنه ونظرا لما تكتسيه هذه العملية الكبرى من أهمية على المستوى الوطني، ومن أجل تيسير التفعيل الميداني على المستوى الترابي، فقد تم وضع لجنة تقنية مشتركة تضم وزارتي الصحة والداخلية، تجتمع بصفة مكثفة ودورية من أجل الإستعداد لحملة التلقيح، وتدقيق الجانب الميداني للعملية، من أجل إنجاحها