ذكرت مصادر متطابقة، أن وفاة أحمد القايد صالح، رئيس أركان الجيش السابق، أحدثت ارتباكاً في صفوف جبهة “البوليساريو” الانفصالية، حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تأجيل الكيان الوهمي الإعلان عن نتائج مؤتمره الخامس عشر، الذي كان مقررا اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تمديد أشغال المؤتمر ليومين إضافيين. وحسب ما يسمى بإعلام الجبهة الانفصالية، فإنه كان من المنتظر أن تعلن قيادتها عن فوز إبراهيم غالي الزعيم الكرتوني للكيان، ذلك لأنه ينافس نفسه من أجل خلافة نفسه على رأس هذه الجبهة، إلا أن انتقال قايد صالح إلى جوار ربه حال دون ذلك، ما يبين أن الجبهة لا تمتلك أي قرار في تعيين من يمثل انفصالها، وأنها مسيرة عن بعد من طرف جنرالات الجزائر. ومن جهته، دخل منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، المعروف اختصاراً بإسم “فورساتين”، ووصف إجماع المؤتمرين لتجديد العهدة لإبراهيم غالي، كأمين عام لجبهة “الوهم”، قبل الانتخابات، وإعلان الأصوات ب”الفضيحة” التي يتخبط فيها المؤتمرون، الذين اختيروا بعناية فائقة من طرف زعماء الجبهة. وكشف ذات المنتدى أنه عاين حالة من الحصار العسكري على محيط المؤتمر، مع الإشارة إلى عسكرة كل الطرق المؤدية إليه، مشيراً إلى أنه وقف على منع الزيارات، والتحجج بعدم وجود أسماء الزوار على لوائح معدة مسبقا لمن يسمح لهم بالاقتراب من مكان انعقاد المؤتمر، علماً أن هذا المؤتمر يموله ويقوم على خدمته جنرالات الجزائر المعادين للوحدة الترابية للممكلة. ومعلوم أن المملكة المغربية كانت قد قدمت فيما سبق احتجاجاً رسميا لدى الأممالمتحدة، ضد مؤتمر “البوليساريو”، الذي نظمته في منطقة تيفاريتي، التي تعتبر بمثابة المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، والتي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية أممية بين المغرب والجبهة الوهمية.