في خطوة جديدة، تخلت جبهة “البوليساريو” الانفصالية عن خطابات التهديد والوعيد والتلويح بحمل السلاح والحرب، ووجهت اليوم الأربعاء رسالة للشعب المغربي في نهاية أشغال مؤتمرها الخامس عشر. وقالت الجبهة الانفصالية في بلاغها الختامي للمؤتمر، إنها توجه نداءا للشعب المغربي والقوى السياسية والجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى المثقفين والإعلاميين، لدعم أطروحتها و”تحمل مسؤوليتهم”. وكانت الوفاة المفاجئة لقائد أركان الجيش الجزائري قايد صالح قد أربكت مؤتمر "البوليساريو"، حيث قالت الجبهة إنها ستمدد مؤتمرها إلى غاية اليوم الأربعاء، معلنة ابراهيم غالي، أمينا عاما “بالإجماع”، بعدما ترشح وحيدا لولاية ثانية في قيادة الجبهة الانفصالية، بأقل من ألفي صوت. وفي السياق ذاته، وصف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، المعروف ب"فورساتين"، إجماع المؤتمرين لتجديد العهدة لإبراهيم غالي أمينا عاما لجبهة "البوليساريو"، قبل الانتخابات، وإعلان الأصوات بال"فضيحة"، التي يتخبط فيها المؤتمرون، الذين اختيروا بعناية فائقة. وقال المنتدى ذاته إنه عاين حالة من الحصار العسكري على محيط المؤتمر، وعسكرة كل الطرق المؤدية إليه، ووقف على منع الزيارات، والتحجج بعدم وجود أسماء الزوار على لوائح معدة مسبقا ممن يسمح لهم بالاقتراب من مكان انعقاد المؤتمر. وتقدم إبراهيم غالي بمقترح نقل ما سماه ب"مقرات السيادة" إلى المناطق العازلة من الصحراء المغربية، مما يعكس رغبة القيادة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والسعي إلى إعمار مناطق التماس الممنوعة دوليا. وعلى الرغم من خطورة الخطوة، التي أقدم عليها غالي، فإنها كانت محط سخرية داخل الجبهة، بعدما رأى فيها الكثيرون محاولة لكسب تعاطف انتخابي، وتكتيك ينفع في امتصاص الغضب، وإثارة حماس المتعاطفين. يذكر أن المغرب كان قد قدم احتجاجا رسميا لدى الأممالمتحدة، قبل أيام، ضد مؤتمر "البوليساريو"، الذي نظمته في منطقة تيفاريتي، التي تنتمي إلى المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، والتي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار.