يحتفل المغرب اليوم 22 نونبر الجاري من كل سنة، باليوم الوطني لمحاربة داء السرطان، وتأتي كل ذكرى لتضع الأصبع على جرح مرض فتك بعدد من الأشخاص ووضعهم على حافة الموت، إلا أنه بفضل التقدم التكنولوجي والطبي فقد أصبحت فرصة العلاج متاحة وممكنة لدى الكثير من الحالات المرضية، إن كان هناك فحص مبكر وتتبع دقيق للأدوية والعلاجات الطبية بفضل المجهودات الجبارة التي يبذلها المغرب في هذا الصدد لتوفير العلاج لكل مريض بهذا الداء. وشهدت سنة 2019 نقلة نوعية في مجموعة من المراكز الخاصة بمرضى السرطان، حيث تم الارتقاء بظروف التكفل بالمرضى وتحسين وسائل العلاج والتتبع، وذلك قصد الاستجابة إلى الأولويات المسطرة على المستوى الوطني في مجال مكافحة السرطان والاستجابة لانتظارات المرضى وتوفير العلاج لهم. ولهذا الغرض، فقد تم وضع مرضى السرطان ضمن الأولويات الهامة في البرامج الصحية لوزارة الصحة وتم إيلائهم أهمية قصوى بهدف التوعية والتحسيس بأهمية الفحص المبكر والتشخيص خاصة بسرطان الثدي وعنق الرحم، وتصبو كل هذه الاستراتيجية إلى التقليل من الإصابات ومعالجتها في آنها قبل فوات الآوان. ومن بين هذه المشاريع بناء مركز جهوي للأنكولوجيا ودار الحياة بمدينة العيون بتكلفة مالية ناهزت 57 مليون درهم، زيادة على افتتاح معهد البحث في السرطان بفاس، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد الوطني والإفريقي، الذي كلف إنجازه غلافا ماليا بلغ 15 مليون درهم ممولا بالكامل من طرف «مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان» ناهيك عن عدد من مراكز التشخيص المبكر والتكفل بالمرضى والدعم الاجتماعي والتكوين والبحث. وجدير بالذكر أن مرض السرطان من ضمن الأمراض الأكثر خطورة، إذ يمكن أن يصيب الشخص أيا كان وسطه أو نمط عيشه. غير أنه وبفضل التقدم العلمي، وفي حال اكتشاف المرض مبكرا، أضحت معدلات الشفاء ترتفع بشكل مشجع، ومن ثم تبرز الحاجة للتوعية بأهمية الكشف المبكر. ولهذا الغرض، أقر المغرب تخليد اليوم الوطني لمكافحة السرطان من أجل توعية أكبر بالكشف المبكر، وإعطاء الأمل للأشخاص المصابين بهذا المرض.