ولد جاك ريني شيراك سنة 1932 بباريس، وهو ابن مدير بنك والذي أصبح لاحقا مديرا لشركة داسولت للطائرات، اشتغل شيراك في الجيش الفرنسي وشارك في الحرب التي دارت بين الجيش الفرنسي والمقاتلين الجزائريين عام 1954 وكان معجبا بالجنرال شارل ديغول الذي ألهمه الدخول للحياة السياسية، وتلقى شيراك تعليمه في المدرسة الوطنية للإدارة التي كانت مدرسة بارزة في فرنسا، وكان يفكر في اعتناق الفكر الشيوعي والفكر السلمي المناهض للحروب. وفي الستينيات أصبح شيراك مساعدا لرئيس الوزراء جورج بومبيدو، الذي وضعه على طريق المناصب السياسية العليا وعينه وزيرا بلا حقيبة عام 1967، وكان رئيس آخر وهو فاليري جيسكار ديستان الذي منحه رئاسة الوزراء سنة 1974، وهو المنصب الذي شغله على مدى عامين قبل أن يستقيل، وفي سنة 1976 أسس شيراك حزبه الخاص، وهو حزب التجمع من أجل الجمهورية، الذي انضم إلى أحزاب أخرى ليشكل حزب الاتحاد لحركة شعبية. وفي عام 1995 مع احتضار ميتران، فاز شيراك بالرئاسة، بعد أن كان قد ترشح في الانتخابات الرئاسية في عامي 1981 و1988 وخسر في الحالتين. في فرنسا كثيرون من يتذكرون شيراك الرجل الذي اختاره البعض بتردد شديد، لهزيمة جان ماري لو بان في انتخابات عام 2002، عندما أحرزت سياسية أقصى اليمين تقدما كبيرا أمام الاشتراكي ليونيل جوسبان، وفي يوليوز 2002 بُعيد إعادة انتخابه، إستُهدف شيراك فيما يبدو أنها محاولة إغتيال عندما كان يستعرض القوات في يوم الباستيل من سيارة مفتوحة، وكان واحدا من إصلاحاته الرئاسية تقليص الفترة الرئاسية من سبعة إلى خمسة أعوام، حتى تكون مساوية لفترة البرلمان، على الرغم من أن ذلك كان يعني فترة رئاسية ثانية أقل طولا بالنسبة له. أما في الخارج، كان ينظر لشيراك على أنه مركز المعارضة لغزو العراق عام 2003 بزعامة الولاياتالمتحدة، وعلى الرغم من أن ألمانيا كانت أيضا ضد الحرب، إلا أن شيراك كان أكثر وضوحا في معارضته للغزو الأمريكي للعراق وفي تأكيده على أن أي تدخل عسكري دون دعم مجلس الأمن غير قانوني. وعلى الصعيد المغاربي جمعت “شيراك” علاقات صداقة متينة مع المغرب حيث حظي بمكانة خاصة لدى الأحزاب والشخصيات السياسية المغربية خلال الفترة التي تولى خلالها رئاسة فرنسا من 1995 حتى 2007، جمعته علاقات صداقة قوية مع الملك الراحل الحسن الثاني ومع الملك محمد السادس وكانت أول زيارة للرئيس الفرنسي الأسبق إلى المغرب في ال 19 من يوليوز 1995، التقى خلالها الراحل الملك الحسن الثاني، وألقى خطابا أمام الجالية الفرنسية في المغرب، لتبدأ بعدها سلسلة من الزيارات المتبادلة لشيراك والراحل الحسن الثاني، ثم بعده الملك محمد السادس. وبعد وفاة الحسن الثاني، كانت زيارة شيراك الأولى إلى المغرب يوم التاسع من أكتوبر 2003، التقى خلالها الملك محمد السادس، وزار عددا من المدن المغربية وكان اليوم الأخير من زيارته للمغرب، في 11 أكتوبر 2003، مناسبة لإلقائه خطابا أمام البرلمان المغربي بغرفتيه الأولى والثانية. وبالموازاة مع زياراته الرسمية، داوم الرئيس الفرنسي الراحل على زيارة المغرب، فبالرغم من تقدمه في السن ظل يزور مدينة تارودانت التي تعلق بها قلبه رفقة زوجته برناديت، حيث وجد في هدوء المدينة واعتدال طقسها ملاذا للاستمتاع بتقاعده بعيدا عن ضغوط والمسؤوليات السياسية، وتمكن من ربط علاقات إنسانية مع ساكنة المدينة الذين اعتادوا رؤيته بينهم، بدون بروتوكول، متجولا في شوارع وأسواق المدينة.