تناولت ندوة علمية نظمها مختبر الدراسات النفسية والاجتماعية والثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز بفاس، الخميس، موضوع "الفلسفة في العصر الوسيط: إشكاليات نظرية وقضايا علمية"، وذلك في رحاب قاعة الندوات القرويين التابعة للكلية ذاتها. وفي مستهل هذا اللقاء العلمي، رحب محمد أبركان، أستاذ التعليم العالي شعبة الفلسفة بالكلية نفسها، بالحضور، موردا أن "المختبر دأب على تنظيم مثل هذه الملتقيات التكوينية الهامة التي نرجو أن تصبح تقليدا مستمرا". وأبرز أبركان ما لهذا الملتقى "من أهمية علمية، من حيث تكوينه لطلبة الدكتوراه ليصبحوا باحثين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومؤهلين على المستويين المنهجي والأخلاقي"، مشيرا إلى أن هذه الملتقيات العلمية ما كان لها أن تنجح لولا دعم المؤسسات التي تحتضنها، وعلى رأسها رئاسة الجامعة وعمادة الكلية والمختبر وباقي الجهات المنظمة". من جهته، تحدث عميد الكلية، الأستاذ محمد مبتسم، عن "البعد العلمي والتكويني لهذا الملتقى"، مؤكدا أنه "يشكل، بالفعل، منصة لتبادل المعلومات والخبرات بين جميع المتدخلين، مما يساهم في إثراء المسيرة العلمية والأكاديمية وتطوير المناهج". وأوضح المتحدث أن للملتقى أيضا "بعدا إنسانيا، باعتباره يشكل منصة فعالة لبناء علاقات أكاديمية مستدامة تخدم شبكة تواصلية بين جميع الأطراف"، وقال: "نتطلع من خلال مثل هذه الملتقيات إلى جلسات علمية ثرية ومناقشات بناءة تساهم في رقي المشهد العلمي بالكلية". وفي أشغال الجلسة العلمية الأولى للندوة، التي قام بتسييرها الأستاذ محمد أبركان، تناول الباحث يوسف المطازي موضوع "أخلاقية مهنة الطب من خلال كتاب [أخلاق الطبيب] للرازي"، تلته مداخلة الباحثة إيمان العمراني في موضوع "أخلاق مسكويه بين الإلزام والالتزام"، وأخيرا مداخلة الباحثة سناء القرار الموسمة ب"منزلة الطب عند ابن میمون.. سم وترياق". وفي الجلسة العلمية الثانية، التي سيرها الأستاذ محمد أيت حمو، قدمت الباحثة بهيجة الماضي ورقة بحثية تحت عنوان "فلسفة الدين عند الفارابي بين دين الملة ودين العقل"، تلتها مداخلة الباحث اشريف مزور في موضوع "الكتابة الظاهرية-الباطنية استجابة للتوتر القائم بين الفلسفة والمجتمع حسب ليو شتراوس"، ثم مداخلة الباحث يوسف المرابط "ابن الهيثم وفكرة الحداثة". وفي الفترة المسائية، استمرت أشغال الندوة مع الجلسة الثالثة التي قام بتسييرها الأستاذ مصطفى الرويجل، وتناول فيها الباحث فتاح المكاوي موضوع "الإيديولوجيا والعلم في السياق الإسلامي.. علم الفلك عند ابن رشد نموذجا"، وتطرق الباحث عبد العالي زيان لموضوع "التلقي السينوي لموجهات أرسطو"، تلاه عزيز بيمعاردان بمداخلة في "المنطق وتقريبه في الثقافة الإسلامية.. الغزالي نموذجا"، ثم عرض الباحث بن علي حنين تحت عنوان "ابن رشد بين الفعل الإنساني والإرادة الإلهية". يذكر أن أشغال الندوة ستستمر في يومها الثاني، الجمعة، بجلسة رابعة سيسيرها الأستاذ عبد القادر زريق وستتناول مواضيع: "إشكال العلاقة بين العلم الطبيعي وما بعد الطبيعة.. ابن رشد في مواجهة ابن سينا" للباحث محمد مزيان، و"الشر في العمران البشري عند ابن خلدون" للباحث يوسف غازي، و"نقد علم الكلام في ضوء العمران البشري عند ابن خلدون" للباحث مراد الكديوي، و"علم الكلام التربوي.. ملامح النظرية التربوية وتطبيقاتها عند القاضي عبد الجبار" للباحث عبد الله الحمداوي.