أفادت السلطات الكندية الخميس بأنها ستخفض بنسبة "كبيرة" تصل إلى 21% الحصص المخصصة للإقامة الدائمة في البلاد وذلك ابتداءا من العام 2025. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن "الهجرة ضرورية لمستقبل كندا لكن يجب السيطرة عليها"، مشددا على أن هذا الانخفاض سيؤدي إلى "توقف مؤقّت في النمو السكاني خلال العامين المقبلين". كما أوضح ترودو أن الهدف من ذلك هو "تحقيق استقرار في نمونا الديموغرافي لإعطاء الحكومة، على كل مستوياتها، وقتا كافيا للحاق بالركب وتنفيذ الاستثمارات الضرورية في مجالات الرعاية الصحية والإسكان والخدمات الاجتماعية". ومن جهته قال وزير الهجرة مارك ميلر إن "هذه الخطة هي على الأرجح الأولى من نوعها حتى الآن"، مؤكدا أنها تستجيب "لقدر كبير من الانتقادات" التي وردت في الماضي. هذا، وبحسب استطلاع أجرته "Abacus Data" في بداية تشرين الأول/أكتوبر الجاري، يعتقد كندي واحد من كل اثنين أن "الهجرة تضر بالأمة". وللمرة الأولى منذ ربع قرن، يعتقد 58% من الكنديين أن هناك هجرة أكثر من اللازم، وقد تعزز هذا الرأي بشكل كبير للعام الثاني على التوالي، وفقا لاستطلاع آخر أجراه "Environics". ويمثل هذا الإعلان نقطة تحول جذري بالنسبة إلى كندا، البلد الذي لطالما اشتهر بكونه وجهة للمهاجرين، خصوصا للمهاجرين الاقتصاديين من البلدان النامية الذين يبحثون عن ظروف معيشية أفضل. وإلى ذلك، شدد وزير الهجرة على أن الخطة ستساعد في التخفيف من حدة أزمة الإسكان التي تعانيها البلاد حاليا، من خلال تقليل عدد الوحدات الجديدة التي سيتم بناؤها. لكنّ، قالت أكثر من 120 منظمة من المجتمع المدني في رسالة مفتوحة إن "المهاجرين ليسوا مسؤولين عن أزمة السكن في كندا، أو عن النقص في الوظائف، أو عن عدم كفاية الرعاية الصحية أو غيرها من الخدمات العامة"، معتبرين أن السبب في هذه الأزمات يعود إلى "عقود من السياسات الفدرالية والإقليمية." ومن جهتها، اعتبرت غرفة التجارة الكندية أن هذا الخفض المُعلن "مخيّب للآمال بالنسبة للشركات في كل أنحاء البلاد" والتي تعتبر الهجرة "محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي ومصدرنا الوحيد لنمو القوى العاملة على المدى القصير". أما زعيم حزب المحافظين المعارض بيار بوالييفر فاعتبر أن ترودو "دمّر نظام الهجرة" وأن "تغيير الموقف اليوم هو اعتراف بالفشل". وفي السياق، رد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الذي جعل الهجرة موضوعا محوريا في حملته الانتخابية، على إعلان الحكومة الكندية، قائلا "حتّى جاستن ترودو يريد إغلاق حدود كندا". وكان ترامب يشير إلى خطّته الخاصة لتنظيم المهاجرين على حدود الولاياتالمتحدة. ويأتي قرار السلطات الكندية عقب سلسلة قيود تهدف إلى احتواء مستويات قياسية من الهجرة بعدما ارتفع عدد السكان إلى أكثر من 41 مليون نسمة في بداية العام، مقارنة بحوالي 35 مليون نسمة قبل عشر سنوات.