ازال “الباميون” تائهون وهم يحاولون تلمس الطريق نحو إيجاد التوليفة المناسبة للخروج من الأزمة السياسية والتنظيمية التي يجتازها حزب الأصالة والمعاصرة، منذ أن توالت الأعطاب على “الجرار” عقب الانتخابات التشريعية لسنة 2016، وما تلاها من انتكاسات أفقدت هذا الحزب القدرة على المبادرة ولعب دوره كأول قوة سياسية في المعارضة، وثاني حزب في المشهد السياسي بالمغرب. وبعد فشل نداء الأمناء العامين السابقين في خلق الرجة المطلوبة لتصحيح الوضع، أطلق مجموعة من قياديي ومنتخبي الأصالة والمعاصرة نداء ثانيا أطلقوا عليه اسم “نداء المستقبل” قالوا فيه “ارتأت مجموعة من مناضلات ومناضلي الحزب… بلورة هذا النداء التاريخي من أجل دعوة الجميع دون تمييز أو إقصاء إلى تفكير هادئ ومسؤول من أجل رؤية استراتيجية شاملة لانطلاقة جديدة بأفق طموحة تتسع لجميع المكونات الحيوية للحزب من أجل استكمال البناء المؤسساتي الجاد للذات الحزبية. ووضع الموقعون على “نداء المستقبل” الأصبع على النزيف الذي يعاني منه حزب “الجرار” حين أكدوا على أن “الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكالا ديموقراطية في معالجته للخلافات الداخلية، إذ طغت العصبية وتضخمت العوامل الذاتية، وهيمنت المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن.. ولو كتب لهذا الحزب أن يستثمر في أساليب حضارية وديموقراطية في معالجة أزماته الداخلية ليواصل مساهمته الفعالة في بناء الوطن بقوة أكبر وليجنبنا الكثير من هدر الزمن والطاقات”. وأشار أصحاب النداء إلى أن “الأزمة التي يعيشها الحزب، ليست فقط أزمة تدبيرية وسياسية وتنظيمية شاملة، بل أكثر من ذلك هي أزمة بنيوية تتطلب الشجاعة التاريخية لتفكيكها وتقديم حلول واقعية تستحضر مستقبل أجيال آمنت بهذا المشروع السياسي الوطني الطموح”. وخلص هؤلاء إلى أن “الحزب ليس بحاجة إلى العودة في هذه المحطة المفصلية إلى التسويات التكتيكية كما أن السباحة الفكرية في سياق التأسيس لن تحمل حلولا سحرية جاهزة لتجاوز الأزمة الداخلية للحزب، بقدر ما نحتاج إلى عودة روح التأسيس الأولى مع تجديد أنفسنا بتجديد بنيات الحزب والارتقاء بها تبعا للتطورات والتحولات العميقة التي باتت تحكم بناء المجتمع”. وأجمع أصحاب “نداء المستقبل” على 3 مداخل أساسية للخروج من الأزمة، أولها الديموقراطية الداخلية والتدبير الجهوي للحزب كخيار استراتيجي، وثانيها تجديد النخب الوطنية والمحلية والانفتاح على جيل جديد من القيادات السياسية، فيما تتعلق ثالثتها بتوحيد الصف الديموقراطي الحداثي كمدخل لتحصين مكتسبات الانتقال الديموقراطي المنشود. وللإشارة، فقد وقع “نداء المستقبل” كل من فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب، وصلاح الدين أبو الغالي عضو المكتب السياسي، وصلوح محمد عضو المكتب السياسي، والشرقاوي الروداني نائب برلماني سابق وعضو المجلس الوطني، ورشيد العبدي نائب برلماني، ونجوى كوكوس عضوة المكتب السياسي، وعزيزة شكاف نائبة برلمانية، وسليمان التجريني عضو المجلس الوطني، وسرحان الحرش عضو المكتب الفيدرالي، وغيثة بدرون نائبة برلمانية، وفتاح اخياط عضو المكتب الفيدرالي، وهشام عيروض عضو المكتب الفيدرالي بالإضافة إلى مهدي بنسعيد عضو المكتب الفيدرالي.