أصدر 13 قيادياً في حزب الأصالة والمعاصرة "نداء المستقبل لإصلاح اعوجاجات الحزب"، بعد أسابيع قليلة من إطلاق "نداء المسؤولية"، وفي وقت يعيش التنظيم صراعات داخلية غير مسبوقة تهدد استمرار عبد الحكيم بنشماش في القيادة. ووقَّعت هذا النداء فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، وأعضاء المكتب السياسي صلاح الدين أبو الغالي وصلوح محمد ونجوى كوكوس، إضافة إلى الشرقاوي الروداني، عضو المجلس الوطني، والنائب البرلماني رشيد العبدي، والبرلمانية عزيز شكاف، وسليمان التجريني، عضو المجلس الوطني. كما ضمت لائحة الموقعين على "نداء المستقبل"، الذي توصلت به هسبريس، سرحان الأحرش، عضو المكتب الفيدرالي، والنائبة البرلمانية غيثة بدرون، وأعضاء المكتب الفيدرالي للحزب فتاح أخياط وهشام عيروض ومهدي بنسعيد. وقال الموقعون إن هذا النداء "موجه إلى كل طاقات الحزب وأطره"، وتحدثوا عن "إمكانية تدارك الأخطاء وإصلاح الاعوجاجات والقطيعة مع الممارسات الهدامة؛ وذلك بوضع حد للصراع الداخلي الذي تطبعه الانتهازية والهرولة نحو المواقع والمكاسب". واقترح النداء ثلاثة مداخل أساسية للخروج من "الأزمة" التي يعيشها الحزب؛ "أولها إعمال الديمقراطية الداخلية والتدبير الجهوي للحزب كخيار إستراتيجي، ثانيها تجديد النخب الوطنية والمحلية والانفتاح على جيل جديد من القيادات السياسية، وثالثها توحيد الصف الديمقراطي الحداثي كمدخل لتحصين مكتسب الانتقال الديمقراطي". ووصف الموقعون مبادرتهم ب"النداء التاريخي لدعوة الجميع دون تمييز أو إقصاء إلى تفكير هادئ ومسؤول من أجل رؤية إستراتيجية شاملة لانطلاقة جديدة بأفق طموح، تتسع لجميع المكونات الحيوية للحزب من أجل استكمال البناء المؤسساتي الجاد للذات الحزبية". وأشار النداء إلى أن "الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته تحول دون اعتماده أشكالا ديمقراطية في معالجته للخلافات الداخلية، إذ طغت العصبية وتضخمت العوامل الذاتية وهيمنت المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن". وأضاف النداء: "لو كُتب لهذا الحزب أن يستثمر في أساليب حضارية وديمقراطية في معالجة أزماته الداخلية لواصل مساهمته الفعالة في بناء الوطن بقوة أكبر ولجنبنا الكثير من هدر الزمن والطاقات". ويرى الموقعون على النداء أن "الأزمة التي يعيش حزب الأصالة والمعاصرة ليست فقط أزمة تدبيرية وسياسية وتنظيمية شاملة، بل أكثر من ذلك هي أزمة بنيوية تتطلب الشجاعة التاريخية لتفكيكها وتقديم حلول واقعية تستحضر مستقبل أجيال آمنت بهذا المشروع السياسي الوطني الطموح"؛ كما أكدوا أن "الحزب ليس بحاجة إلى العودة في هذه المحطات المفصلية إلى التسويات التكتيكية"، مضيفين: "كما أن السباحة الفكرية في سياق التأسيس لن تحمل حلولاً سحرية جاهزة لتجاوز الأزمة الداخلية للحزب، بقدر ما نحتاج إلى عودة روح التأسيس الأولى". يشار إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعتبر الحزب الثاني من حيث عدد المقاعد البرلمانية، يعيش منذ استقالة الأمين العام السابق إلياس العماري على وقع صراعات داخلية مستمرة، جعلت الأمناء العامين السابقين يتدخلون أكثر من مرة لإصلاح الوضع، لكن دون جدوى.