في الوقت الذي أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتخذ فيه القرارات الاستراتيجية بشكل انفرادي وفق ما تمليه مصالحها، وتفرض على حلفائها التقليديين اتباع سياساتها وتوجهاتها بالرغم من كونها تضر بمصالحهم، انتفض رئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلين ضد هذا النهج الأمريكي الجديد الذي يحاول الرئيس دونالد ترامب فرضه في علاقات واشنطن الخارجية تحت شعار “أمريكا أولا”. وطالب الرئيس النمساوي في تصريح أدلى به لجريدة “دي فيليت” الأوروبيين ب”عدم الرقص على مزمار ترامب”، وبضرورة نهج سياسة أكثر استقلالية عن واشنطن. وأعاد فان دير بيلين إلى الأذهان اتفاق إيران النووي، الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه ومنع الشركات الأوروبية من العمل مع الإيرانيين تحت طائلة العقوبات الأمريكية. وقال فان دير بيلين: “برأيي، هذا يعتبر تجاوزا لكل الحدود… على الأوروبيين الكف عن الرقص على مزمار ترامب”، مشددا على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ممارسة سياسة أكثر استقلالية في مسائل خلافية أخرى أيضا، كي لا تتحول أوروبا إلى ملحقة للولايات المتحدةالأمريكية وتفقد مصالحها الاستراتيجية مع الصين وروسيا وعدد من القوى الأخرى الصاعدة. هذا وسبق لفان دير بيلين ان وجه انتقادات لاذعة لسياسية الإدارة الأمريكية بسعيها لعرقلة مد أنابيب “السيل الشمالي-2” لضخ الغاز الروسي إلى دول أوروبا الغربية. علما أن واشنطن لا تقدم بالمقابل لحلفائها في القارة العجوز بدائل تغنيهم عن الارتهان للغاز الروسي.