قالت مجلة أمريكية إن المحامي روبرت مولر، الذي يقود تحقيقا حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، يمتلك شهادات تفيد بأن الرئيس ترامب عمل على عرقلة العدالة عندما طرد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جيمس كومي من منصبه. وقال الموقع الإلكتروني لمجلة (The New York Review of Books) في تقرير مفصل، إن مولر لديه شهادات من البيت الأبيض تؤكد أن ترامب كان يعلم بخضوع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين للتحقيق بتهمة وجود علاقات «مشبوهة» له مع روسيا، وأنه طلب من كومي وقف التحقيق معه، ولكن مدير ال «إف بي آي» السابق رفض طلب ترامب، ما دفع الأخير لطرده من منصبه. وخلص التقرير إلى أن ترامب كان يعرقل مسار العدالة بهذا الإجراء. ويشير التقرير إلى أن مولر «استقى أدلته غير المعلنة بما في ذلك السجلات السرية للغاية في البيت الأبيض وشهادات بعض كبار مساعدي الرئيس ترامب تقدم أدلة قوية على تورطه في عرقلة العدالة». وتضيف المجلة أن «بعضا ممن راجعوا الأدلة السرية، يعتقدون أن المحقق مولر بإمكانه استكمال تقرير سري يقدم دليلا على أن الرئيس ترامب انتهك القانون»، لافتة إلى أن رود روزنشتاين نائب المدعي العام والذي يشرف على عمل مولر ربما سيقدم هذا التقرير إلى الكونغرس للنظر في إمكانية اللجوء لإجراءات العزل». ويأتي هذا الكشف بالتزامن مع تصعيد ترامب هجومه على تحقيقات مولر، حيث غرد على حسابه في موقع تويتر الثلاثاء بالقول إن «حملته لم تتواطأ مع موسكو لكن التواطؤ ليس جريمة في كل الأحوال». وشن ترامب هجومه الجديد على مولر قبل ساعات من الموعد المقرر لبدء محاكمة مدير حملته السابق بول مانافورت بتهم التحايل المصرفي والضريبي في ولاية فرجينيا. وقد جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد مزاعمه بوجود «تضارب في المصالح» يحب أن يمنع المدعي الخاص روبرت مولر من متابعة مهامه في التحقيق بالتدخل الروسي في انتخابات عام 2016 الرئاسية، مشيرا إلى وجود علاقة عمل سابقة بينهما. تغريدات لضرب مصداقية المحقق مولر وفي سلسلة تغريدات استهدفت مصداقية مولر، زعم ترامب انه سبق أنه كان بينه وبين مولر «علاقة عمل سيئة جدا ومحل نزاع». وهذه هي المرة الأولى التي يفصّل فيها ترامب بشكل علني ادعاءات سابقة وغامضة حول تضارب مصالح مع مولر. وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر: «هل ينوي مولر يوما الإفصاح عن تضارب مصالحه مع الرئيس ترامب، بما في ذلك حقيقة أنه كانت بيننا علاقة عمل سيئة جدا ومحل نزاع، وأنا رفضت تعيينه على رأس مكتب التحقيقات الفدرالي (قبل يوم من تعيينه مدعيا خاصا)، وأن كومي هو صديقه المقرّب». وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت في يناير أن ترامب حاول في يونيو 2017 طرد مولر، لكنه تراجع بعد أن هدد المستشار القانوني للبيت الأبيض دون ماكغان بالاستقالة في حال أجبره الرئيس على تنفيذ الأمر. وذكرت التايمز أن ترامب أشار إلى تضارب مصالح مع مولر في ثلاثة مواضع، تجعل الأخير غير مؤهل لرئاسة التحقيق في التدخل الروسي. أولا، يزعم ترامب أن هناك خلافا مع مولر حول الرسوم في «نادي ترامب الوطني للغولف»، وثانيا، يقول أن مولر عمل سابقا لدى مكتب محاماة مثّل يوما صهره جاريد كوشنر، وثالثا، فقد أجرى ترامب مقابلة مع مولر لتولي منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي ىي» قبل تعيينه مدعيا خاصا. ويعتير ترامب، الذي يطالب بوقف التحقيق في قضيتي التواطؤ المزعوم بين حملته الانتخابية وروسيا وإعاقته العدالة، هذا التحقيق ملاحقة شخصية له، ادعى أن فريق المدعي الخاص مولر يعج بالديموقراطيين. ومولر جمهوري مثل ترامب وكذلك رود روزنشتاين نائب وزير العدل، الذي قام بتعيين مولر مدعيا خاصا، وأيضا وزير العدل جيف سيشينز. وفي إحدى تغريداته قال ترامب إن التحقيق بدأ من ملف يتضمن إدانة مسبقة جمعه ضابط الاستخبارات البريطاني السابق كريستوفر ستيل، وتساءل ترامب عن السبب الذي يجعل مولر لا يحقق مع ديموقراطيين. وكتب ترامب: «لا يوجد هناك أي تواطؤ! الملاحقة المزوّرة التي يقوم بها روبرت مولر مع 17 ديموقراطيا غاضبا (ارتفع العدد بعد أن كانوا 13 وانضم إليهم محام للبيت الأبيض خلال ولاية أوباما)، بدأ من ملف احتيالي موّلته المخادعة هيلاري ولجنة الحزب الديموقراطي. لذا فإن الملاحقة هي مجرد عملية احتيال غير قانونية». وأضاف: «أيضا، لماذا لا يعين مولر سوى ديموقراطيين غاضبين، بعضهم عمل لصالح المخادعة هيلاري، وآخرون، بينهم هو شخصيا، عملوا لصالح أوباما…ولماذا لا ينظر مولر أبدا للنشاطات الإجرامية والتواطؤ الروسي الحقيقي في جانب الديموقراطيين». ووجه فريق مولر مؤخرا الاتهام إلى أكثر من عشرة عملاء روس لقرصنتهم حواسيب الحزب الديموقراطي، كما اتهم أربعة أعضاء في حملة ترامب ببعض الارتكابات، لكن لم يتم ربطهم مباشرة بعملية التواطؤ مع روسيا. قائمة محاكمة المدير السابق لحملة ترامب وكان المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر قد قدم قائمة تضم 35 شاهدا محتملا لمحاكمة بول مانافورت المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع في فرجينيا وتشمل مصرفيين ومحاسبين من المرجح أن يدلوا بشهاداتهم في اتهامات بالاحتيال المصرفي والضريبي. والقائمة، المُقدمة للمحكمة، تضم ريتشارد غيتس شريك مانافورت التجاري منذ فترة طويلة والذي أقر في فبراير بتورطه ووافق على التعاون مع تحقيق مولر. وكان غيتس وجه له الاتهام في أكتوبر في نفس الوقت الذي وجه فيه الاتهام لمانافورت. وتضم القائمة كذلك تاد ديفاين وهو مستشار عمل مع مانافورت في أوكرانيا وعمل مستشارا استراتيجيا لبيرني ساندرز الذي نافس للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2016. وقالت مؤسسة ديفاين في بيان إنه مجرد شاهد إثبات وإنه تم التأكيد له أنه غير ملاحق قضائيا. ودفع مانافورت ببراءته من 18 اتهاما بالاحتيال المصرفي والضريبي والإخفاق في تقديم تقارير بشأن حساباته في البنوك الخارجية. وغالبية الاتهامات تعود إلى وقائع سبقت فترة الخمسة أشهر التي عمل فيها في حملة ترامب في 2016. وعدد كبير من الشهود مسؤولون تنفيذيون في بنوك أقرضت مانافورت وشركة المحاسبة التي أعدت إقراراته الضريبية، وهناك آخرون شاركوا في تعاملات مالية ويمكن أن تطلب شهاداتهم لتقديم دليل موثق يبرهن على التهرب المصرفي والضريبي صلب القضية. وكان من المقرر أن تبدأ المحاكمة يوم الأربعاء الماضي في واشنطن غير أن قاضيا جزئيا أمريكيا أجلها حتى يوم الثلاثاء ووجه مولر بإعداد قائمة بالشهود. اتهام 12 ضابطا روسيا بقرصنة الحزب الديمقراطي وقد قام القضاء الأمريكي، قبل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتصعيد ضد روسيا، من خلال الاتهام الرسمي ل 12 ضابطا روسيا بقرصنة الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسية السابقة. جاء ذلك وفق ما صرح به نائب وزير العدل الأمريكي رود روزينستاين، الجمعة، موضحا أن المتهمين ال12 هم عناصر استخبارات روسيين قرصنوا الحزب الديموقراطي قبل الانتخابات الأمريكية في 2016. ومن المترقب أن يلتقي ترامب ببوتين بعد ثلاثة أيام في هلسنكي الروسية في 16 تموز/يوليو الجاري. ووضع قائمة الاتهامات المحقق الخاص روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) السابق، الذي يحقق في مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأخيرة. وقال نائب وزير العدل إن الضباط العسكريين الروس متهمون ب»التآمر للتدخل في انتخابات الرئاسة 2016» بما في ذلك قرصنة رسائل إلكترونية للحزب الديموقراطي قبل الانتخابات. وأشار إلى أن «11 من الضباط اتهموا بالتآمر لقرصنة أجهزة كمبيوتر وسرقة وثائق ونشر تلك الوثائق بنية التدخل في الانتخابات». وأوضح أن أحد هؤلاء إضافة إلى المتهم الثاني عشر متهمان بالتآمر لاختراق أجهزة كمبيوتر مؤسسات مشاركة في إدارة الانتخابات. وقال روزينستاين إنه أطلع ترامب على لائحة الاتهام. على صعيد آخر، تبرأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اجتماع ابنه مع الروس، موضحا أنه لا علم له بالأمر، بعد الانتقادات والجدل اللذين صاحبا جلوس نجله مع مسؤولين روسيين خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي فاز بها ترامب، وسط اتهامات بأن روسيا تدخلت فيها لصالح الأخير. وكتب ترامب في حسابه على «تويتر»: «لم أعلم بأمر الاجتماع مع ابني»، وأضاف: «يبدو أن شخصا يحاول اختلاق القصص». ويقصد ترامب بكلامه هذا محاميه السابق مايكل كوهين، الذي أكد أن الرئيس الأمريكي كان يعلم مسبقا باجتماع عقد بين نجله ومساعدين له أثناء الحملة الانتخابية ووفد روسي في عام 2016. ويعتقد أن الروس عرضوا خلال الاجتماع مساعدة حملة ترامب بإعطائها معلومات عن منافسته هيلاري كلينتون، التي خسرت لاحقا في الانتخابات. ويزعم كوهين أنه كان حاضرا عندما أخبر دونالد ترامب الابن أباه بشأن الاجتماع، إلا أن ترامب نفى صحة هذه المزاعم، مؤكدا أنه لم يكن يعلم بالأمر. ويخضع كوهين، الذي لم توجه إليه أي اتهامات رسمية حتى الآن، للتحقيق في تهم تتعلق بالاحتيال الضريبي والبنكي، إلى جانب انتهاكات محتملة لقانون الانتخابات. وسبق أن نشرت تقارير لشبكتي «سي أن أن»، و»أن بي سي»، أن كوهين لا يملك تسجيلا يدعم ما قال، لكنه أبدى استعداده للشهادة بما صرح به لوسائل إعلام، في إطار التحقيق الجاري حول التدخل الروسي في الانتخابات. وانتقد ترامب الأسبوع الماضي محاميه السابق لتسجيله سرا محادثة دارت بينهما، ناقشا خلالها دفع أموال لعارضة سابقة بمجلة «بلاي بوي» الإباحية. تدحرجت ردود الفعل الغاضبة والرافضة والمنتقدة لقمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، إلى مستويات مثيرة داخل وخارج الولاياتالمتحدة، فيما تتوجه الأنظار اليوم لجلسة ترامب مع الكونغرس للاستماع لتفاصيل القمة، والتي يتوقع أن تكون جلسة ساخنة مليئة بالانتقادات والاتهامات . سقوط حر لترامب أمام بوتين في المؤتمر الصحافي ومعلوم أنه فور انتهاء المؤتمر الصحفي لترامب وبوتين بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، تواترت الانتقادات الحادة من داخل وخارج الولاياتالمتحدة لطبيعة وتوقيت اللقاء، فضلا عن التصريحات المثيرة التي أطلقها ترامب واتهم فيها شخصيات ومؤسسات أمريكية في معرض دفاعه عن توجهات الرئيس بوتين. وكان لافتا أمام هجوم ترامب على شخصيات ومؤسسات أمريكية ووصفها «بالغباء»، خلو اندفاعه من توجيه أي انتقاد لموسكو عن أي من القضايا التي تسببت في وصول العلاقات بين واشنطنوموسكو إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة. وأثار أداء ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي موجة من الانتقادات في الولاياتالمتحدة، ويسعى البيت الأبيض منذ أشهر جاهدا لتبديد تلميح بأن ترامب غير مستعد للوقوف في وجه بوتين. وهاجم زعيم المعارضة الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، الاثنين، ترامب، وقال إنه تصرف بشكل «غير مسؤول، وخطير، وضعيف» أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن شومر في تغريدة على موقع تويتر، بعد المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين في هلسنكي، «مسألة وحيدة لا تحمد عقباها تطرح الآن على البيت الأبيض: ما الذي يدفع ترامب لتغليب مصالح روسيا على مصالح الولاياتالمتحدة؟». وتابع شومر: «سيستمر ملايين الأمريكيين بالتساؤل عن ما إذا كان التفسير الوحيد لهذا التصرف الخطير هو احتمال امتلاك الرئيس بوتين معلومات تؤذي الرئيس ترامب». واعتبر السيناتور الجمهوري جون ماكين، المؤتمر الصحافي المشترك بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي «إحدى أسوأ لحظات تاريخ الرئاسة الأمريكية». وقال هذا السيناتور الذي يحظى باحترام كبير في الولاياتالمتحدة: «إنه الأداء الأكثر عيبا لرئيس أمريكي» مضيفا أن «من الواضح أن قمة هلسنكي كانت خطأ مأسويا». فيما انتقد مدير سابق للمخابرات المركزية الأمريكية أداء ترامب ووصفه بأنه «خيانة» وندد به سيناتور جمهوري ونعته «بالمشين» لكنّ جمهوريين آخرين كانوا أكثر تحفظا. وقال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية دان كوتس الذي اختاره ترامب ووافق عليه الكونغرس في بيان:»كنا واضحين في تقييمنا بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 وبشأن جهودهم المتواصلة والواسعة لتقويض ديمقراطيتنا وسوف نستمر في تقديم تقييمات مخابراتية واضحة وموضوعية دعما لأمننا القومي». بدوره قال السيناتور الجمهوري لينزي غراهام إن أداء ترامب سيبعث برسالة «ضعف» إلى موسكو، مضيفا أن «الرئيس ترامب أضاع فرصة لمحاسبة روسيا على التدخل في انتخابات عام 2016 وتوجيه تحذير قوي يتعلق بالانتخابات القادمة. ستنظر روسيا إلى رد ترامب على أنه دلالة على الضعف وهذا الرد يخلق مشكلات أكثر مما يحل». فيما قال جيف فيلك وهو سيناتور من أريزونا لترامب: «لم أعتقد أبدا أنني سأرى اليوم الذي يقف فيه رئيسنا الأمريكي على المنصة مع الرئيس الروسي ويوجه اللوم للولايات المتحدة وليس للعدوان الروسي. هذا أمر مشين». وذهب مدير المخابرات المركزية السابق جون برينان إلى أبعد من ذلك وقال إنه يجب عزل ترامب من منصبه. وأضاف: «أداء دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي يرتفع ويتجاوز حد 'الجريمة الكبرى والإثم' لم يكن هذا أقل من الخيانة. لم يكن ترامب معتوها فحسب في تصريحاته بل كان بأكمله في جيب بوتين. أيها الجمهوريون الوطنيون: أين أنتم؟؟؟». وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب على موقع تويتر: «في كل يوم أسأل نفسي: ما الذي يمسكه الروس على دونالد ترامب شخصيا؟ هل هي أمور مالية أم سياسية؟ والإجابة على هذا السؤال هي الشيء الوحيد الذي يفسر سلوكه ورفضه للوقوف أمام بوتين». بدوره، قال بول رايان رئيس مجلس النواب الأمريكي إنه «لا شك» في أن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وإن على ترامب «أن يدرك أن روسيا ليست حليفتنا». وقال رايان في بيان: «ليس هناك تكافؤ أخلاقي بين الولاياتالمتحدةوروسيا التي ما زالت معادية لقيمنا وأفكارنا الأساسية، يجب أن تركز الولاياتالمتحدة على محاسبة روسيا ووضع نهاية لهجماتها الوضيعة على الديمقراطية». ومن جانبه قال بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن تصريحات ترامب «جعلت الولاياتالمتحدة تبدو كما لو كانت لقمة سائغة». وأضاف في تصريحات لمحطة (سي.إن.إن): «عندما أتيحت له الفرصة للدفاع عن أجهزة مخابراتنا التي تعمل لصالحه، أصابتني خيبة الأمل والحزن بالمقارنة التي عقدها بينها وبين ما يقوله بوتين»، وذلك في إشارة إلى استنتاجات المخابرات بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 ونفي بوتين الذي قبله الرئيس الجمهوري ترامب على ما يبدو. وانتقد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، تصريحات ترامب مشيرا في بيان له نشره عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي: «اشتغلت في تدبير الحياة العامة لمدة 6 عقود، ولم يسبق أن رأيت رئيسًا أمريكيًا يقوم أو يقول ما قاله الرئيس ترامب اليوم (الاثنين)، فهذا شيء مؤسف لا يمكن الدفاع عنه». وشدد كيري، على أن «المشكلة لا تكمن في لقاء أحد الخصوم، فقد عقدت العديد من الاجتماعات مع روسيا وكان الكثير منها بناءً لأمريكا، فحتى لو كانت لدينا خلافات عميقة، فهذه هي الدبلوماسية». في مقابل ذلك، أضاف الوزير الأمريكي الأسبق: «استسلم الرئيس ترامب لتضليل بوتين بخصوص الهجمات على الديمقراطية الأمريكية، وقال إنه لا يرى أي سبب لتدخل روسيا في انتخاباتنا». وأردف أن «العرض المروع اليوم (المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب) هو بالضبط السبب الذي جعل روسيا تختار التدخل». وتابع: «تصريحاته (ترامب) ليست كلمات رئيس ينقل قضية أمريكا إلى العالم، ناهيك عن أن يهتم بأوروبا أو سوريا، ويفهم نهج بوتين المعروف جيدا بمهاجمته للديمقراطيات من أجل تعزيز مصالحه». واعتبر كيري أن «المشكلة أعمق من ذلك بكثير»، مستكملًا بأن «الرئيس خلال الأسبوع الماضي انفصل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي بنيناه، وحطم حليفتنا بريطانيا، ووصف أصدقاءنا الأوروبيين بالأعداء». وذكر أن «ترامب وقف إلى جانب بوتين على حساب وكالات الاستخبارات الأمريكية، ووقف إلى جانب زعيم يسجن الصحفيين، كما أنه انتقد وسائل الإعلام الحرة». وشدد كيري على أن «المشكلة ليست في عقد ترامب للقمة، وإنما في نهج سياسة سيئة لأمريكا والحلفاء. هذه السياسة جيدة فقط لفلاديمير بوتين». بدوره قال وزير الخارجية السويدي الأسبق، كارل بيلدت، إن «ترامب بدا ضعيفا لدرجة مقلقة أمام الرئيس الروسي، بينما ظهر بوتين متمكنا من كل شيء». وأردف بأن ترامب لم يوجه أي انتقاد حيال السياسة الروسية، ولم يتفوه بكلمة بشأن أوكرانيا، ولا يوجد شيء بخصوص الوضع في سوريا. أما وزيرة الخارجية السويدية الحالية مارغو والستروم، فقالت إن أداء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره فلاديمير بوتين، كان ضعيفا. وقالت والستروم في تصريح للتلفزيون السويدي: «الجانب الأمريكي لم يقل شيئا حول ضم روسيا للقرم بشكل غير شرعي». ولفتت الوزيرة إلى أن ترامب لم يوجه أي انتقاد إلى روسيا، خلال اللقاء، وأضافت: «نؤيد خفض حدة التوتر المتصاعد من خلال الحوار، لكن للأسف لم يتم طرح أي مشكلة خلال هذا الاجتماع». كيف روّض بوتين ترامب؟.. ثلاث فرضيات خطيرة نشرت صحيفة «فيلت» الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على التقارب الذي يظهره ترامب تجاه روسيا. ومنذ فترة، كشفت أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن اليد الخفية لروسيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وعلى الرغم من الشكوك حول نتائج الانتخابات، لا زال الرئيس الأمريكي يظهر صداقة لا يمكن فهمها نحو روسيا. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته «عربي21»، إنه منذ تولى دونالد ترامب الحكم، لم يوجه أي خطاب عدائي تجاه روسيا، وكأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد روضه بشكل جيد. وفي الأثناء، تستعد الولاياتالمتحدة لتوجيه اتهامات لنحو 12 مسؤولا استخباراتيا روسيا، ما قد يؤدي لانفجار الوضع بين البلدين. وتدور هذه الاتهامات حول التلاعب بنتائج الانتخابات الأمريكية. والجدير بالذكر أن مجموعة من العملاء التابعين لمديرية المخابرات الرئيسية في روسيا باختراق خادم الحاسوب التابع للحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة، ونشر رسائل خاصة بهيلاري كلينتون على صفحات الإنترنت. في الوقت ذاته، طالب دونالد ترامب من الروسيين مساندته علنا في إحدى خطاباته الانتخابية. ومن جانبها، أنكرت روسيا كافة الادعاءات حول تدخلها، كما نفى ترامب أي مزاعم حول وجود تواطئ بينه وبين الروس. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ثلاث فرضيات حول تقارب دونالد ترامب الجلي من روسيا. وتحيل الفرضية الأولى إلى أن ترامب وبوتين يتشابهان في سياستهما الخارجية ولديهما مصالح عالمية مشتركة. في الحقيقة، يؤمن ترامب أننا نعيش في غابة، يتصارع فيها الجميع. وبالتالي، يجب التقرب من القوى الكبرى المنافسة للولايات المتحدة، مثل روسيا والصين. كما يميل ترامب عادة إلى الرؤساء الاستبداديين. وأوضحت الصحيفة أن ترامب يقسم دول العالم إلى قسمين، الدول القوية التي يجب أن يؤسس معها شراكات، والدول الضعيفة، التي يجب إجبارها على إبرام اتفاقيات لا تصب في صالحها. وبالطبع، تتعارض تلك النظرة مع النظام التعددي الذي أسسته الولاياتالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، ويرى ترامب أن هذا النظام يكبل القيادة الأمريكية، حيث يرغب في ممارسة ضغوط على الدول الضعيفة للحصول على صفقات أفضل، وبالأخص في المجال التجاري. ولذلك، يبغض ترامب الاتحاد الأوروبي لأنه قوي، بينما يرحب بأن تستقل كل دولة عن الأخرى، حتى تصبح ضعيفة. ويبدو أن كلا من ترامب وبوتين يتفقان في نظرتهما لأوروبا، فشعار «أمريكا أولا»، يعد شبيها بذلك السائد في الكرملين ولكن تحت مسمى «الليبرالية الجديدة». فمن جانب، يطمح بوتين إلى إعادة تأسيس الإمبراطورية السوفييتية مرة أخرى، وبالطبع، تعتبر تلك الفكرة مستبعدة في ظل اتحاد أوروبي قوي. كما يرى ترامب أن الاتحاد الأوروبي عليه أن يكون تابعاً لواشنطن. ويطمح الرئيس الأمريكي إلى تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بينه وبين روسيا والصين. وأبرزت الصحيفة أن ثاني هذه الفرضيات، يشير إلى أن بوتين لديه أدلة مادية قوية تدين ترامب. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، حاول ترامب أن يمد مجال تجارته إلى روسيا ودول الاتحاد السوفييتي سابقا. وخلال التسعينيات، تعرضت بعض شركات ترامب للإفلاس، ورفضت البنوك الأمريكية منحه أية قروض، ولم يجد ملجأ سوى البنك الألماني، وكذلك، روسيا. ففي أحد المؤتمرات العقارية سنة 2008، قال دونالد ترامب الابن، إن «الروسيين يملكون أسهما كثيرة ضمن استثماراتنا، وهناك الكثير من الأموال التي تتدفق من روسيا». وأردفت الصحيفة أن الروس يستثمرون بالفعل في شركات ترامب الموجودة في فلوريداونيويورك، وتحوم حول تلك الشركات شبهات غسيل أموال. ويربط ترامب وأصدقاء بوتين المقربين، على غرار أراس أغالاروف وفيلكس سيتر، علاقات تجارية وطيدة. وعند إجراء تحقيقات مع ترامب حول مصدر أمواله، أعلن بشكل صريح أن الوضع المالي له ولعائلته «خط أحمر». وفي الوقت الحالي، يخشى ترامب أن يبوح محاميه الخاص، مايكل كوهين، بكافة أسرار تعاملاته القذرة مع الروس، وخاصة في ظل ضغط مكتب التحقيقات الفدرالي عليه. وفي حال كان هناك تعاملات قذرة، فمن المؤكد أن بوتين على دراية بها. وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن يكون الكرملين قد قام بجمع بعض الأدلة التي تدين ترامب خلال زياراته التجارية السابقة لروسيا. ففي الغالب، يعد ذلك دأب أجهزة المخابرات الروسية، عند زيارة أي شخصية أجنبية لها، حيث تعمل على جمع الأدلة حوله، لتبتزه في وقت لاحق. وتعتبر التسجيلات الجنسية أشهر تلك الأدلة التي يجمعها الروس حول ضيوفهم. وبالطبع، يجب على ترامب أن يدفع مبالغ طائلة من أجل إخفاء تلك التسجيلات. ومن أشهر ما عرف عن النشاطات الجنسية لترامب، «الدش الذهبي» في أحد غرف فندق ريتز كارلتون في موسكو. وذكرت الصحيفة أن الفرضيات الأولى والثانية قد تكونان أقرب للواقع من الفرضية الثالثة، التي تفيد بأن ترامب يعتبر أحد مصادر المخابرات الروسية. في الواقع، لا توجد أدلة مادية ملموسة على تلك النظرية. ولكن في ثمانينات القرن الماضي، أقنع السفير السوفييتي ترامب بالسفر إلى الاتحاد السوفييتي وإقامة مشاريع تجارية، وفي ذلك الوقت، لم يكن لترامب أي طموحات سياسية. وبعد عودته بشهرين من الاتحاد السوفييتي، أنفق ترامب نحو 100 ألف دولار لنشر بيان سياسي في كافة الصحف الأمريكية، يطالب فيه الإدارة الأمريكية بالتوقف عن تقديم المساعدات لدول أخرى. ومنذ فترة طويلة، تسعى روسيا لفك الروابط بين الولاياتالمتحدة وحلفائها بهدف إضعافها. ويبدو أن ترامب أحد المؤيدين لخطة روسيا، وهو ما أكدته مصادر استخباراتية مطلعة. وأوردت الصحيفة أن هناك مصادر غربية حذرت الأمريكيين أثناء الانتخابات الرئاسية من أن ترامب وقع تمويله من قبل روسيا. في هذا الشأن، قال الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايكل موريل، إن ترامب هو «العميل الخفي» لموسكو. والجدير بالذكر أنه حسب تقارير نشرتها صحيفة «يديعوت أحرنوت»، بعد تولي ترامب الرئاسة، حصل الموساد على توصيات من المخابرات الأمريكية بعدم مشاركة أي معلومات حساسة مع الرئيس الأمريكي. إلا أن عملاء الموساد لم يأخذوا بالنصيحة، وأطلعوا ترامب على معلومات حساسة للغاية، قام الرئيس الأمريكي مباشرة بنقلها إلى وزير الخارجية الروسي في أول لقاء جمع بينهما في البيت الأبيض، ليثبت ولاءه لروسيا، ويخبرهم أنه استحق الأموال التي أنفقوها عليه. وفي الختام، شددت الصحيفة على أن فرضية المؤامرة الأخيرة تعد الأقل ترجيحا من بين الفرضيات الثلاثة، ولكنها الأقرب لتفسير التقارب الروسي الأمريكي. كما تبرر اللقاء الخاص الذي جمع بين الرئيسين في هلسنكي، دون وجود مستشارين.