مالي تحتج على إسقاط "طائرة مسيرة" بتحرك عدائي للجيش الجزائري    تفاعلا مع الورش الملكي لإصلاح المنظومة الصحية.. مهنيو الصحة 'الأحرار' يناقشون مواكبتهم لإصلاح القطاع    النظام الجزائري.. تحولات السياسة الروسية من حليف إلى خصم في مواجهة الساحل الإفريقي    كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة.. نبيل باها: من أجل التتويج باللقب لابد من بذل مجهودات أكثر    كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة (ربع النهائي).. المنتخب المغربي يواجه نظيره الجنوب الإفريقي يوم الخميس المقبل    روعة مركب الامير مولاي عبد الله بالرباط …    توقيف إفريقيين مقيمان بدول أوروبية بمطار طنجة لحيازتهما ل46 كيلوغرام من المخدرات    ولد الرشيد: المغرب يدافع "بكل حزم" عن احترام الوحدة الترابية للدول    أمم إفريقيا : منتخب U17 يضرب موعدا مع جنوب إفريقيا في ربع النهائي بعد فوزه على تنزانيا    خريبكة تلاقي تطوان بكأس العرش    تحطم طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي.. التحقيقات تكشف إسقاطها بهجوم صاروخي من الجيش الجزائري    توقيف شخص بإنزكان بشبهة السكر العلني البين وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير    الذكاء الاصطناعي في الصفوف الأمامية خلال المؤتمر 23 لجمعية مكافحة الأمراض المعدية    عطاف يستقبل دي ميستورا بالجزائر    الإيطالي 'لوتشيانو دارديري' يتوج بلقب النسخة 39 من جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس    عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها بين طنجة وطريفة بعد تحسن الأحوال الجوية    رولينغ ستونز إفريقيا في قلب صحراء امحاميد الغزلان    عشرات آلاف المغاربة يتظاهرون في الرباط "ضد الإبادة والتجويع" في غزة    وقفة تضامنية حاشدة في الحسيمة نصرة لفل سطين وتنديداً بالعدوان على غ زة    وزير الخارجية الفرنسي يعلن الاتفاق على بناء "شراكة هادئة" مع الجزائر    بيانات: المغرب ثاني أكبر مستورد للقمح الطري من الاتحاد الأوروبي    العربية للطيران تطلق خطا جويا جديدا بين الناظور ومورسيا    بعد انخفاض أسعار المحروقات وطنياً.. هذا هو ثمن البيع بمحطات الوقود في الحسيمة    آلاف المعتمرين المغاربة عالقون في السعودية    جدل الساعة الإضافية : كلفة نفسية على حساب اقتصاد طاقي غير مبرر    "أساتذة الزنزانة 10" يعلنون الإضراب    تأجيل تجمع "مواليد 2000 فما فوق"    الوكالة الوطنية للمياه والغابات تواجه رفضا واسعا للتعديلات القانونية الجديدة    بوزنيقة: المكتب الوطني المغربي للسياحة: افتتاح أشغال مؤتمر Welcom' Travel Group'    المغرب يحدد منحة استيراد القمح    الرصاص يوقف هائجا ويشل حركة كلبه    توقيف مروجين للمخدرات الصلبة بحي الوفاء بالعرائش    لوبن تدين "تسييس القضاء" بفرنسا    لاف دياز: حكومات الجنوب تستبعد القضايا الثقافية من قائمة الأولويات    وزان تحتضن الدورة الأولي لمهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي    الجسد في الثقافة الغربية 11- الجسد: لغة تتحدثنا    الذكاء الاصطناعي.. سوق عملاق يُهدد العدالة الرقمية    سجل عشاق الراكليت يحطم رقمًا قياسيًا في مدينة مارتيني السويسرية    دش الأنف يخفف أعراض التهاب الأنف التحسسي ويعزز التنفس    "قافلة أعصاب" تحل بالقصر الكبير    أوبك بلس تؤكد عدم إجراء أي تغيير على سياسة إنتاج النفط    الرباط تصدح بصوت الشعب: لا للتطبيع..نعم لفلسطين    السفارة الأمريكية توجه تحذيرا لرعاياها بالمغرب    لسعد الشابي: الثقة الزائدة وراء إقصاء الرجاء من كأس العرش    أمن طنجة يوقف أربعينيا روج لعمليات اختطاف فتيات وهمية    توضيحات تنفي ادعاءات فرنسا وبلجيكا الموجهة للمغرب..    توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    ترامب يدعو لخفض أسعار الفائدة: الفرصة المثالية لإثبات الجدارة    المغرب يتوعد بالرد الحازم عقب إحباط محاولة إرهابية في المنطقة العازلة    طنجة .. وفد شبابي إماراتي يطلع على تجربة المغرب في تدبير قطاعي الثقافة والشباب    دعم الدورة 30 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط ب 130 مليون سنتيم    بحضور عائلتها.. دنيا بطمة تعانق جمهورها في سهرة "العودة" بالدار البيضاء    الوديع يقدم "ميموزا سيرة ناج من القرن العشرين".. الوطن ليس فندقا    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سرب الرئيس الأمريكي ترامب معلومات عسكرية سرية لروسيا؟

نفى مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، صحة تقارير إعلامية قالت إن الرئيس دونالد ترامب كشف عن معلومات سرية خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ونقلت شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأمريكية عن ماكماستر، مساء أمس الإثنين، قوله إنه «لا شيء يأخذه الرئيس بجدية بالغة عدا أمن الشعب الأمريكي»، وشدد ماكماستر على أن «كل ما ورد لا أساس له من الصحة».
وأضاف: «حضرت الاجتماع (ترامب لافروف) ولا شي مما يروج له في وسائل الإعلام قد حصل، الرئيس (ترامب) لم يكشف عن أي معلومات عسكرية لم تكن معروفة مسبقًا».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير نشرته أمس الإثنين، إن ترامب «كشف معلومات شديدة السرية تتعلق بتنظيم داعش لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك».

نفى مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، صحة تقارير إعلامية قالت إن الرئيس دونالد ترامب كشف عن معلومات سرية خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ونقلت شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأمريكية عن ماكماستر، مساء أمس الإثنين، قوله إنه «لا شيء يأخذه الرئيس بجدية بالغة عدا أمن الشعب الأمريكي»، وشدد ماكماستر على أن «كل ما ورد لا أساس له من الصحة».
وأضاف: «حضرت الاجتماع (ترامب لافروف) ولا شي مما يروج له في وسائل الإعلام قد حصل، الرئيس (ترامب) لم يكشف عن أي معلومات عسكرية لم تكن معروفة مسبقًا».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير نشرته أمس الإثنين، إن ترامب «كشف معلومات شديدة السرية تتعلق بتنظيم داعش لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك».
ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي أطلع لافروف وكيسلياك على معلومات «شديدة السرية» تتعلق بتنظيم «داعش» حصلت عليها الولايات المتحدة من «شريك» لها عبر نظام لتبادل المعلومات الاستخبارية.
وأشارت، نقلا عن مصدرين لم تسمهما، إلى أن المعلومات التي كشفها ترامب للمسؤولين الروسيين «شديدة الحساسية لدرجة أنه قد تم كتمها عن الحلفاء».
وذكرت أن المصدرين أبلغاها أن الشريك الذي منح ترامب المعلومة السرية «لم يمنحه الإذن بمشاركة المادة مع روسيا، وأن تصرف الرئيس الأمريكي قد يهدد التعاون مع حليف قادر على الحصول على معلومات داخلية عن داعش».
والتقى ترامب، الأربعاء الماضي في واشنطن، لافروف و كيسلياك؛ لبحث سبل إنهاء الأزمتين السورية والأوكرانية، وتحسين العلاقات بينهما.
معلومات حساسة
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن مصدر المعلومات الاستخبارية الحساسة جدا حول تنظيم الدولة والتي زود بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما الأسبوع الماضي في واشنطن.
و ذكرت قناة التلفزة الثانية وصحيفة «هآرتس» اليوم أن مصدر المعلومات هو الأردن، وأن مبادرة ترامب للاتصال الليلة بملك الأردن عبد الله الثاني تدلل على أنه يحاول «تقليص الأضرار الناجمة» عن تسريب المعلومات السرية.
وأشارت «هآرتس» إلى أن خطورة ما قام به ترامب تتمثل في أنه لم يكشف فقط عن «جوهر المعلومات الاستخبارية حول تنظيم الدولة التي زودت بها المخابرات الأردنية الولايات المتحدة، بل إنه كشف أيضا الوسائل والتكتيكات التي اعتمدتها المخابرات الأردنية في الحصول على تلك المعلومات».
وأشارت القناة الثانية إلى أن خطورة ما قام به ترامب تتمثل في أن المعلومات الحساسة التي كشف عنها «ستهدد المصادر الاستخبارية التي يعتمد عليها الأردن في الحصول على معلوماته عن تنظيم الدولة»، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى مصادر بشرية يمتلكها الأردن داخل التنظيم.
وألمحت القناة إلى أنه من غير المستبعد أن يكون ترامب قد كشف أمام لافروف تحركات ميدانية وعمليات سرية نفذها الأردن ضد تنظيم الدولة أو عمليات يخطط للقيام بها.
ونوهت القناة إلى أنه على الرغم من أنه اعتقد في البداية أن الحديث يدور عن إسرائيل كمصدر للمعلومات الاستخبارية، إلا أن الاتصال بالملك يدلل على خشية الأمريكيين من أن يترتب على خطوة ترامب تداعيات سلبية على مستقبل العلاقة مع الأردن.
سخرية الروس
على صعيد آخر، تساءلت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير للكاتبة آمي فيريز روتمان، عن سبب سخرية الروس مما يجري في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فوضى.
ويشير التقريرإلى أن الروس يسخرون من ترامب بطريقة تظهر الشماته، حيث أن قرار الرئيس ترامب الأسبوع الماضي، عزل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «أف بي آي» جيمس كومي، تزامن مع أول زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تظاهر بعدم علمه بالقرار عندما سئل عن رأيه بعزل كومي، قائلا: «هل عزل فعلا؟ أنت تمزح، أنت تمزح».
وتعلق الكاتبة قائلة إن «رده غير الرسمي والحاد أعطى صورة للأمريكيين عن الكيفية التي يرى فيها الروس الأحداث والفوضى التي تتكشف أمامهم في رئاسة ترامب، ويرى الروس، كما يبدو، أنها مثيرة لفرحهم».
وتبين المجلة أنه في الوقت الذي تواجه فيه الديمقراطية الأمريكية أشد امتحاناتها منذ مئات السنين، فإن الروس يعدونها ساعة للتعبير عن مزيد من التشفي، فبعد عقود من البلطجة الأمريكية الممارسة على الروس، فيما يتعلق بالانتخابات المزيفة والرشوة وقمع الصحافة، فإن موسكو تراقب بفرح الفوضى والفضائح التي تلاحق إدارة ترامب، «فكلما بدت واشنطن تعاني من الفوضى، انفجر الروس بالضحك».
ويجد التقرير أنه «عندما كتب ترامب تغريدة الأسبوع الماضي، قال فيها إن الروس يضحكون ملء أشداقهم، فإنه لم يكن مخطئا، والضحك عند الروس على الإدارة ليس ما يعنيه ترامب بالضحك العادي، لكنه يأتي على غرار السخرية في برامج أمريكية مثل (ساتردي نايت لايف)، فالممثل الكوميدي الروسي ديمتري كراشيف، المعروف بتقليده الدقيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقوم بإهالة السخرية لترامب، ففي لقطة تلفازية انتشرت بشكل واسع على الإنترنت، قدم لبوتين هاتفا نقالا، وقيل له إن واشنطن على الخط، فرد قائلا: (أي بيت؟ لا أعرفك)، في رده على قائد العالم المفترض في البيت الأبيض».
وتلفت روتمان إلى أن عددا من الممثلين الذين يقلدون ترامب بدأوا يظهرون على شاشات التلفزة الروسية، التي يبدو فيها ترامب مهرجا وعادة ما يهزمه الذكاء الروسي، مشيرة إلى أنه في مارس، عرض البرنامج «كوميدي كلب»، الذي يبث على القناة الشبابية «تي أن تي»، وقدمه ممثل أدى دور ترامب، وقدم فكرة عن اعتقاد الرئيس أن الأمين العام السابق بان كي مون هو نوع من السوشي، وبعد ذلك كشف عن خوف ترامب من بوتين، فبعد اقتراحه توسيع حلف الناتو في أوروبا، يقوم الرئيس الروسي بإطلاق صاروخ في المحيط يجبر ترامب على التراجع، ويتساءل: «هل تهددني؟»، ويرد بوتين قائلا: «لا»، وكان يتظاهر بالمزاح، ويقول إنها آلة للتعشيب، لكنها سقطت في وسط كوم من الطحين.
وتكشف المجلة عن أنه يتزايد الطلب في الحفلات والمناسبات الخاصة على الذين يقلدون ترامب، ويقول ماكسيم تشادكوف، الذي يدير موقع «أرتست. رو»، الذي يملك قاعدة بيانات لأكثر من 13 ألف ممثل يقلدون المشاهير، من مايكل جاكسون إلى مارلين مونرو، إن «الكثير من الناس طلبوا تقليد ترامب، وقد حان الوقت لوضعه على القائمة»، ويضيف: «سنحاول إظهاره بمظهر ساخر، وتقليده بأنه لا يتعامل مع الناس بجدية».
وينوه التقرير إلى أن التقليد هو جزء من السخرية التي تنتشر في روسيا، فهناك النكات التي يضحك فيها الناس على الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الإعلام الروسي علق على لقاء ترامب مع وزير الخارجية لافروف والسفير الروسي في واشنطن ألكسي كيساليك، حيث سمح لمصورين من وكالة «تاس» للأنباء في وقت منعت فيه الصحافة الأمريكية من دخول المكتب البيضاوي، واستخدمت السفارة الصور ووضعتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث علقت برامج الأحد في روسيا على الصور بتصويرها كأنها مسلسل درامي «أسرار مكتب ترامب في البيت الأبيض».
وتورد الكاتبة أن محللين سياسيين علقوا على «المسلسل» بأنه يعزز من بصمات موسكو، وأن الحلقة المقبلة مثيرة؛ لأنها تزامنت مع عزل كومي، مشيرة إلى أنه حتى بوتين دخل في اللعبة، حيث سئل عن رأيه بأثر عزل كومي في العلاقات الروسية الأمريكية، فرد قائلا إنه «سؤال مضحك».
وتعلق المجلة قائلة إنه «بالتأكيد ليس هذا كله مضحك في موسكو، التي انتظرت تحسنا في العلاقات مع واشنطن، لكن الأحداث الجارية هناك، والاتهامات الموجهة للروس بالتأثير في الانتخابات الرئاسية تجعل من التقارب أمرا بعيد المنال، وربما كانت الضربة الأمريكية لقاعدة جوية في سوريا هي القشة الأخيرة في محاولات روسيا تطبيع علاقاتها مع أمريكا».
وبحسب التقرير، فإن النكات الحالية تظل جزءا من تقاليد السخرية عند الروس، حيث يستخدمون النكتة سلاحا ضد النظام، ففي الفترة السوفيتية أصبحت النكات حول السجون والقيادة في الكرملين ونقص الغذاء جزءا من الحياة اليومية، وكان عملاء «سي آي إيه» يترجمون هذه النكات ويرسلونها إلى مرؤوسيهم؛ لتحليلها وقراءة المزاج العام في البلد.
وتذكر روتمان أن إحدى النكات الشهيرة هي: يدخل رجل بقالة ويسأل: «أليس لديك لحم؟»، فترد البائعة قائلة: «لا، ليس لدينا سمك، لكن المحل الذي على الجانب الآخر من الشارع ليس لديه أي نوع من اللحوم».
وتختم «فورين بوليسي» تقريرها بالقول إنه «رغم اختفاء النكات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قبل ربع قرن من الزمان، إلا أنها عادت من جديد، ومنها نكتة عن بوتين، الذي يقف عند نقطة جوازات على الحدود البولندية، فيسأله الموظف: (ما الجنسية؟)، فيرد قائلا: (روسية)، ويواصل: (المهنة؟)، فيبتسم بوتين ويجيب: (ليس هذه المرة، فقط في مهمة تجارية قصيرة)».
التغيرات المفاجئة
نشرت صحيفة «تسايت» الألمانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التغير المفاجئ الذي طرأ على السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي بدا خلال حملته الانتخابية متطرفا نوعا ما، إلا أن الواقع السياسي دفعه إلى تعديل مواقفه.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن ترامب بدا خلال حملته الانتخابية شخصا مثيرا للجدل، يجمع بين التوجهات الانعزالية والخطاب الهجومي. ففي عدة مناسبات، وعد ترامب أنصاره بتصعيد الخطاب تجاه الصين ومراجعة الاتفاقيات التجارية بما يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب النأي ببلاده عن التدخلات العسكرية. كما تعهد ترامب برفع الدعم عن حلف الناتو بعلة أنه لا حاجة لهذا الحلف البيروقراطي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المواقف المتطرفة لاقت استحسان عدد من أنصار ترامب، الذي رأوا في خطابه عودة بأمريكا للريادة العالمية. ولئن بدت مواقف ترامب غير اعتيادية، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية تبدو إلى حد الآن تقليدية. فقد وجه المسؤولون الأمريكيون رسالة طمأنة لدول حلف الناتو؛ مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية متضامنة معهم. كما أعرب ترامب خلال لقائه بنظيره الصيني، شي جين بينغ، عن استعداد بلاده للتخلي عن سياسة استعراض القوة.
وأوضحت الصحيفة أن اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الأمريكي والصيني كان بداية لنشأة علاقة صداقة بين البلدين. كما بدا الرئيس الأمريكي وديعا وغير عدواني. في المقابل، كان خطاب نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية دبلوماسيا، ولم يخل من توجيه التهديدات لكوريا الشمالية.
وتابعت الصحيفة أن ترامب أشاد في مناسبات عديدة بالحرب «البطولية» التي قال إن النظام السوري وحليفته روسيا يشنانها ضد تنظيم الدولة. ولكنه إثر مجزرة خان شيخون، شن هجوما عسكريا على مطار الشعيرات لاقى استحسان غريمته خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هيلاري كلينتون. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي أقوى قنبلة غير نووية في أفغانستان تعرف باسم «أم القنابل»، موجهة بذلك تحذيرا إلى كل خصومها.
وأفادت الصحيفة أن تغير المواقف المفاجئ أثر على الإدارة الأمريكية برمتها، حيث إن وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، علق على هجوم الشعيرات قائلا إن «هذا الهجوم يعكس سياسة أمريكية أكثر هجومية». ولكنه سرعان ما غير رأيه، ليؤكد أن «الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بمعاقبة كل شخص يرتكب جرائم حرب ضد الأبرياء».
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من المراقبين يرون أن تغير مواقف الرئيس الأمريكي يعزى إلى مجاراته للواقع السياسي، أسوة بأسلافه من الرؤساء السابقين. وعموما، تخلى ترامب عن خطاباته الرنانة بمجرد وصوله إلى السلطة؛ نظرا لأنه اكتشف أن الواقع السياسي معقد بشكل يفوق التوقعات. كما أن المعارضة الشديدة التي لقيها ترامب بشأن بعض القرارات التي اتخذها، على غرار منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، دفعته إلى تعديل مواقفه المتطرفة.
وأوردت الصحيفة أن التغييرات شملت أيضا دائرة مستشاري ترامب. فعلى سبيل الذكر، أطاح الضابط المحنك، هربرت مكماستر، بمستشار الأمن القومي السابق وصاحب نظرية المؤامرة، مايكل فلين. إلى جانب ذلك، أقيل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ستيف بانون، من مجلس الأمن القومي، علما أن بانون كان يعتبر المستشار الأكثر قربا من ترامب، والرجل الذي شجعه على اتباع الخطاب الانعزالي خلال حملته الانتخابية.
وأضافت الصحيفة أن مكماستر عرض على فيونا هيل، التي عرفت بنقدها اللاذع لبوتين، منصب مستشارة للشؤون الروسية والأوروبية في الإدارة الأمريكية. وفي هذا الصدد، أفاد الخبير في شؤون السياسة الخارجية لدى معهد بروكنغس بواشنطن، توماس رايت، أن «المستشارين الذين تم تغييرهم دفعوا ترامب إلى تغيير نهجه السياسي».
وذكرت الصحيفة أن العديد من الخبراء أفادوا أن الرئيس الأمريكي يبقى، رغم تغير نهجه السياسي، وفيا لتوجهاته القومية، وقادرا على تغيير مواقفه في أي وقت. وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الخارجية قائلا: «على الرغم من أن ترامب يواجه صعوبات في تنفيذ مبادئه، إلا أن سياسته الخارجية تعكس بشكل واضح توجهاته».
وأوضحت الصحيفة أن ترامب لم يعترف إلى حد اليوم بالفصل الخامس من معاهدة حلف الشمال الأطلسي، الذي ينص على التعاون الأمني المشترك بين دول حلف الشمال الأطلسي في حال حدوث هجوم مسلح على إحدى الدول الأعضاء بالحلف.
ولئن بدا اللقاء الذي جمع تيلرسون بنظيره الروسي سيرجي لافرف، في موسكو، وديا، إلا أن الاختلافات بشأن الحرب السورية ما زالت قائمة.
وبحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، فإن التغير المفاجئ الذي طال السياسة الخارجية الأمريكية لا يعكس وعي الرئيس الأمريكي بالواقع السياسي، بل يدل على أن هذا الرجل لا يستقر على رأي، حيث إنه قادر على تغيير مواقفه في وقت قصير. وبالتالي، إن دل ذلك على شيء، فإنه يدل على أن ترامب عاجز عن اتخاذ مواقف حاسمة.
وقالت الصحيفة الألمانية إن آخر شخص يجلس مع ترامب يؤثر في قراراته. وفي هذا الإطار، قال رايت: «على الرغم من أن بانون تأثيره فُقِد، إلا أنه لا زال يعد ضمن الدائرة الموسعة لدونالد ترامب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.