ب 04 ديسمبر, 2016 - 06:31:00 اخفق اليمين المتطرف النمسوي الاحد في رهانه على ترجمة الاندفاعة الشعبوية في اوروبا عبر ايصال مرشحه الى الرئاسة، اذ اظهرت التوقعات تصدر المرشح المدافع عن البيئة الكسندر فان دير بيلين الانتخابات الرئاسية متقدما على نوربرت هوفر. وقال هوفر في بيان "انا حزين للغاية لعدم فوزي. اهنىء الكسندر فان دير بيلين بفوزه وادعو جميع النمسويين الى البقاء متضامنين والعمل سوية". وصرح فان دير بيلين للتلفزيون النمسوي العام "منذ البداية، خضت المعركة ودافعت عن نمسا تشكل جزءا من اوروبا"، مؤكدا انه سيدافع عن "قيم المساواة والحرية والتضامن". واظهرت التوقعات الاولى ان فان دير بيلين (72 عاما) العميد السابق لكلية الاقتصاد في فيينا والقيادي السابق في حزب الخضر حصد 53,3 في المئة من الاصوات مقابل 46,7 في المئة لهوفر (45 عاما) نائب رئيس البرلمان والقيادي في حزب الحرية منذ 25 عاما. وتعكس هذه النتيجة تقدما واضحا للمرشح المدافع عن البيئة، اذ لم يحصل سوى على 50,3 في المئة من الاصوات في الدورة السابقة في 22 ماي والتي الغيت بسبب اخطاء في العملية الانتخابية بعد طعن لحزب الحرية. واعلن الحزب اليميني المتطرف الاحد انه لن يشكك في نتائج هذه الدورة. وتشكل هذه النتيجة هزيمة للمعسكر الشعبوي الذي تعززت اسهمه مع تاييد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية قبل نحو شهر. وقال لوثر لوكل مدير حملة فان دير بيلين "نحن جميعا مرتاحون جدا وممتنون جدا". واحتفل انصار المرشح الليبرالي باعلان فوزه في قصر هوفبورغ في فيينا. في المقابل، اقر الامين العام لحزب الحرية هربرت كيكل بهزيمة حزبه، علما بان النتيجة الرسمية لن تعلن قبل الاثنين. واشاد رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني سيغمار غابرييل ب"فوز واضح للعقل على شعبوية اليمين"، معتبرا ان "اوروبا باسرها تشعر بالارتياح". وراى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان "الشعبوية ليست قدرا بالنسبة الى اوروبا" فيما اعتبر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني ان فوز فان دير بيلين "هو حقا خبر جيد لاوروبا". القيم الانسانية رغم ان منصب رئيس الدولة في النمسا فخري، فان فوز هوفر كان سيعتبر اشارة مشجعة بالنسبة الى حلفائه على المستوى الاوروبي مثل الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الحرية بقيادة غيرت فيلدرز في هولندا، البلدين اللذين سيشهدان انتخابات في 2017. وكتبت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن عبر تويتر "اهنىء حزب الحرية الذي خاض المعركة بشجاعة. النصر سيتحقق في الانتخابات التشريعية المقبلة". بدوره، علق فيلدرز ان "حزب الحرية قاتل بشجاعة". وكان فان دير بيلين المؤيد لاوروبا اكد ان الانتخابات الرئاسية ستحدد "الاتجاه الذي تريد النمسا سلوكه" وما اذا كانت البلاد لا تزال ترغب في ان تكون "عضوا وفيا في الاتحاد الاوروبي او لا". ورغم انه لم يدع علنا خلال حملته الى خروج النمسا من الاتحاد الاوروبي، اكد هوفر مجددا الاحد انه يريد تسهيل التقارب مع الولاياتالمتحدة بقيادة ترامب وروسيا بقيادة فلاديمير بوتين. كذلك، تجنب هوفر التعبير عن آراء معادية للاجانب استخدمها باستمرار حزبه الذي اسسه نازي سابق العام 1956، وركز في خطابه على الضمان الاجتماعي والقوة الشرائية والدفاع عن الوظائف. من جهته، شدد فان دير بيلين على القيم الانسانية للجمهورية النمسوية وعلى اهمية العلاقات مع الشركاء في الاتحاد الاوروبي، علما بان اكثر من اربعين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي للنمسا مرتبط بصادراتها. وكان الائتلاف الكبير بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين والذي يتولى الحكم في النمسا منذ 2007 هزم من الدورة الاولى في 24 ابريل. واعلن العديد من قادة الحزبين وفي مقدمهم المستشار الاشتراكي الديموقراطي كريستيان كيرن دعمهم لفان دير بيلين الذي خاض معركته بوصفه "مستقلا". ورغم ان المؤشرات الاقتصادية في النمسا لا تزال ايجابية مقارنة بغالبية جيرانها الاوروبيين، فان فئة من سكانها لا تخفي قلقها من ازمة اللاجئين وتاثيرات توسع الاتحاد الاوروبي نحو بلدان الشرق.