يعيش اتحاد المغرب العربي جمودا منذ سنوات طويلة، وقد يستفيق بين الفينة والأخرى على تصريحات مسؤولي أحد البلدان المغاربية، لكنه يعود إلى سباته المعتاد دون أن تتحسن الوضعية بشكل ملموس. آخر هذه التصريحات هو ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل عندما اقترح التركيز على التقارب الاقتصادي بين الدول المغاربية الخمس. وصرح المسؤول الجزائري للإذاعة الجزائرية الثالثة قائلا إن الجزائر ستواصل دعوتها إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي بهدف إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل لتعويض التكامل الاقتصادي. وأضاف مساهل في معرض حديثه أن “البناء المغاربي كان خيارا استراتيجيا للجزائر التي قدمت الكثير من أجله”، مضيفا أن “كل اجتماعاتنا عُقدت على مستوى الوزارات واللجان المتخصصة”. وفي رده على سؤال بخصوص إعادة بناء وتفعيل اتحاد المغرب العربي قال “فعلنا ذلك ولا زلنا نظن أنه لا خيار آخر خارج التكامل الإقليمي”. وتابع أنه يأمل في أن يشكل انعقاد اللجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالأمن الغذائي اليوم الخميس بالعاصمة التونسية فرصة “لإيجاد فضاء زمني للاجتماع حتى ولو تم ذلك بشكل غير رسمي بهدف إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي”. وتحتضن تونس اليوم الخميس أشغال الدورة 18 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالأمن الغذائي في المغرب العربي، ويهدف هذا الاجتماع إلى تحديد جملة من البرامج الهامة لتفعيل الجهود المشتركة لتنفيذ برامج عمل مغاربية من شأنها تحقيق الأمن الغذائي وتهيئة الظروف المناسبة لمواجهة التحديات الأساسية كندرة الموارد المائية وتدهور التربة والتصحر، كما تهدف هذه اللجنة إلى العمل على الحد من الآثار السلبية للآفات الزراعية والحيوانية التي تهدد أنشطة القطاع.