موازاة مع افتتاح الدورة السابعة لمؤتمر “حوارات أطلسية” في مراكش، يوم أمس الخميس، قام عدد من الكتاب والمؤلفين بتقديم النسخة الخامسة للتقرير السنوي الذي قاموا بإنجازه تحت عنوان: “تيارات أطلسية”، والصادر عن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”. وتبحث هذه النسخة المكونة من 211 صفحة، عددا من المواضيع ذات الأهمية البالغة، مثل: الهجرة، التركيبة السكانية، تغير المناخ، السياسة الخارجية الأمريكية وخطر اندلاع أزمة مالية دولية جديدة، حيث يضم مساهمات عدد من الباحثين والكتاب المنتمين إلى ذات المركز. ويطرح عبد الحق باسو، في بحثه حول “إفريقيا: الأواصر الديموغرافية للهجرة”، أفكارا مجددة، تقوم على حقائق من جملتها أن بلدان شمال إفريقيا هي بلدان يخطو فيها النمو خطوات واسعة. وستكون هذه البلدان مستعدة للترحيب بالمهاجرين الأفارقة في المستقبل لتعويض عجزها الديموغرافي. فيما يتناول رشيد الهودايجي، التحالف الأطلسي: بين نزعة أوروبية متجددة ونزعة أطلسية مضطربة. خريج آخر من “برنامج قادة حوارات الأطلسي الصاعدين” وهو إريك نتومبا، شارك في كتابة دراسة مع البرازيلي أوطافانيو كانوطو، وهو باحث بارز في المركز، حول موضوع احتمال حدوث أزمة مالية دولية جديدة، وهما يؤكدان من خلال مساهمتهما في التقرير “مستويات الديون العالمية إلى جانب المسارات الاقتصادية المتباينة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة، وغيرها من الاقتصاديات الناضجة مقابل اقتصاديات الأسواق الصاعدة والمتاخمة ستتقدم، بالتأكيد، في مشهد الأزمة المقبلة”. ويتضمن التقرير ذاته مساهمة الباحث مصطفى الرزرازي، التي خصصها لمراجعة مفهوم الجنوب “في الفصل الأخير من التقرير”، حيث أكد على أن “الاستخدام الأول لمصطلح “الجنوب العالمي” يعود إلى العام 1969، حينما أعلن كارل أوكلزبي، رئيس تحرير “الكومنولث الكاثوليكي” الليبرالي، أن “قرونا من هيمنة الولاياتالمتحدة على الجنوب العالمي قد تحولت إلى إنتاج نظام اجتماعي لا يحتمل”. جدير بالذكر أن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” هو الاسم الجديد لمركز “الدراسات والأبحاث OCP Policy Center” وهو يصدر تقريره المذكور الذي يتناول عددا من القضايا العالمية الكبرى من منظور جنوبي، وانسجاما مع توجه مؤتمر “حوارات أطلسية”، بحيث يهدف التقرير إلى تسليط ضوء جديد على التحديات التي تواجه المحيط الأطلسي، شمالا وجنوبا، من خلال إبراز وجهات نظر الجنوب على الساحة الدولية.