انطلق زوال اليوم الخميس المؤتمر السابع للحوارات الأطلسية المقامة بمدينة مراكش بحضور كبار الدبلوماسيين وقادة من مختلف ربوع المعمور. وقبل الانطلاقة ، تم صبيحة اليوم تقديم النسخة الخامسة للتقرير السنوي "تيارات أطلسية" الذي يتناول آفاق المنطقة الأطلسية الذي يعده باحثون في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد. وفي اللقاء الافتتاحي ، قدم كريم العيناوي، المدير العام ل "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، المغرب كلمة ترحيبية بالمشاركين ، كما قدم المواضيع المخصصة للنسخة السابعة للمؤتمر ، فيما تمت مناقشة موضوع "النزعة الشعوبية وسياسات ما بعد الحقيقة، الإستياء المناهض للعولمة" في لقاء تمهيدي. وخصصت الجلسة العامة الأولى لموضوع توجهات ديمغرافية متناقضة بين الشمال والجنوب: كيف يمكن لإفريقيا تحقيق عائد ديموغرافي؟، اما الجلسة العامة الثانية فخصصت لموضوع التجارة الأطلسية، منظمة التجارة العالمية في مواجهة تصاعد النزعة الحمائية. وتُنظم الدورة السابعة للمؤتمر العالمي "حوارات أطلسية" في الفترة ما بين 13 و15 دجنبر في مراكش تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، وهو المؤتمر الذي ينظم من قبل مركز التفكير المغربي: "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، وهو الاسم الجديد لمركز الدراسات والأبحاث OCP Policy Center الذي تمت المصادقة عليه في 7 دجنبر. وسيبحث هذا الاجتماع الرفيع المستوى القضايا الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى في الحوض الأطلسي، بحضور 350 مشارك من 90 جنسية مختلفة. ويناقش المؤتمر هذه السنة توجهات هامة مثل صعود النزعات الشعبوية، والانتخابات الرئاسية الأخيرة في البرازيل، والسياسة الخارجية الأمريكية، بحيث أن هذه الأخيرة صارت تشكك في مستقبل معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التجارة العالمية (WTO). وهناك، من جهة أخرى، العديد من القضايا الرئيسية العرضانية المطروحة مثل: تناقض الوضع الديموغرافي بين الشمال والجنوب، والبُعد الإنساني لأزمة الهجرة، وتعبئة الموارد من أجل مواجهة تغيرات المناخ، واحتمال حدوث أزمة مالية دولية جديدة. وتهدف "حوارات أطلسية" إلى بلورة خطاب آخر وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب. إن هدف هذه الحوارات المتجذرة في المغرب، البلد الذي يقع على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، هو تطوير ثقافة التميز الإفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير. من بين السياسيين المنتظر حضورهم، هناك خمسة رؤساء دول سابقين مثل بيدرو بيريس (كاب فيردي)، و15 وزيرا ووزيرا سابقا، مثل أنابيل غونزاليس (كوستاريكا)، الوزيرة السابقة للتجارة الخارجية، وعمرو موسى (مصر)، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ولويد أكسورثي (كندا)، رئيس المجلس العالمي للاجئين، إلى جانب عدة دبلوماسيين محنكين. إلى دبلوماسيين مغاربة كعمر هلال السفير الممثل الدائم للمملكة بالأمم المتحدة، وحسن العمراني المكلف بمهمة بالديوان الملكي واندري أزولاي المستشار الخاص لجلالة الملك. وكما جرت العادة كل سنة، ستفتح "حوارات أطلسية" المجال أمام الشباب، بحيث سيعرف المؤتمر إشراك 46 من القادة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و 35، والذين تم اختيارهم بعد دراسة لملفاتهم. وقد جاؤوا من 25 بلداً، وشاركوا في دورات تدريبية يومي 11 و 12 دجنبر، تحت إشراف خبراء رفيعي المستوى، وبحضور ضيوف بارزين من المؤتمر، وذلك قبل مشاركتهم في "حوارات أطلسية" مشاركة كاملة.