مشاهد مسيئة لمدينة تحمل من التراث المادي واللامادي الشيء الكثير، تلك الواقعة بشرق المغرب. إنها تاوريرت التي باتت تشتكي حالها للمارين عبرها، وبات معها مواطنون وغيورون عن المدينة يعبرون عن عدم رضاهم مما اعترى البنية التحتية لمدينتهم، خاصة حين ينفضح أمرها في فصل الشتاء. فقد أصبحت أحياء متعددة بالمدينة عنوانا لمظاهر هشاشة بنيتها التحية، وتماطل عدد من مسؤوليها المنوط بهم السهر على تأهيلها، أدى إلى تجلي صورة سيئة عن أزقة هذه الأحياء التي امتلأت ب”الغيس”، ذاك التراب المختلط بالماء، والذي يتشكل على شاكلة أوحال يصعب معها الانتقال بين هذه الأزقة، في فضاء حضري يصرح أحد الناشطين ل”برلمان.كوم” أنه “فضاء تنفضح عورته مع تهاطل كميات قليلة من الأمطار”. وتكشف الأحياء العشوائية حسب ما أضافه المصرح عن هذا الوضع المزري، مشيرا بسخرية “أن أزقة تاوريرت غير المزفتة وغير المبلطة لا تصلح إلا أن تكون مكانا خصبا لتصوير فيلم تاريخي عن حياة شعوب العصر الحجري…”، معتبرا “أن المخرج في مثل هكذا حالة لن يكون مضطرا البتة لتغيير الديكور أو تكبيد عناء إضافة روتوشات على المنظر العام لفيلمه مادامت المدينة عبارة عن هوليودية طبيعية”. ودعا ناشطون من تاوريرت المجلس الجماعي للمدينة إلى التدخل والإسراع بإيجاد حلول واقعية لعدد من الأحياء الهامشية والعشوائية، التي باتت البرك المائية موزعة عبر أزقتها.