أصبح المتنقل عبر شوارع وأزقة مدينة الجديدة يجد نفسه بين نقيضان، فمن جهة، يجد نفسه أمام شوارع وأزقة "مزفتة " بالمفهوم الأصلي للعبارة ومن جهة اخرى يجد نفسه أمام شوارع وأزقة "مزفتة " بالمفهوم الحقيقي للعبارة أو المفهوم المناسب بحسب عبارة "مزفت" في القاموس الشعبي وتعني طبعا أتعس وأقل ما يوجد ... فإذا كنت في وسط المدينة وأحيائها الراقية الى حدود شوارع حي "البلاطو" تتنقل بكل راحة سواء كنت مترجلا أو كنت راكبا لعربة أو سيارة، حيث لا تجد إلا الشوارع والازقة المفروشة بالزفت ومناسبة نسبيا للحد الأدنى لتنقل المواطن ... لكن إن كنت سيء الحظ تسكن أو تعمل خارج الحدود المذكورة من قبل أحياء "المويلحة" و"للازهراء" و"درب غلف" فلن تجد إلا الشوارع ' المزفتة ' بالمفهوم المعروف لعبارة "مزفت" ... شوارع مشقوقة من العرض الى العرض من اليسار الى اليمين وأحيانا لا تجد بين الأخدود والأخدود الموالي إلا بضع سنتيمترات وقد تضطر في بعض الأحيان الى ممارسة رياضة "الفانتازيا" الطرقية بالتهرب من الحفر لتنجو من أضرارها ولو بشكل نسبي، ولكن الأكيد أنك لا بد أن تقع في حفرة أخرى في احدى المرات... مشكل لا يمس فقط كرامة المواطن وإنما كذلك سلامته الجسدية وسببا مباشرا للحوادث إذ يرغم كل من يمر من هذه الأحياء المنسية على التهرب من الحفر فيضطر الى السير في اليسار ليصطدم بالشخص الذي يقدم من الاتجاه المقابل ...
هذا ومازال المواطن الجديدي يتساءل عن السر وراء هذا التهميش والإقصاء من إصلاح مسالك السير وليست طرقات، فهي أقرب الى مسالك السير بالبوادي منها للطرقات بالمفهوم الحقيق للطريق ...
نعم من دون شك سيتذرع أصحاب القرار بأن الامر راجع الى أشغال التهيئة والى ما هنالك، ومسبقا سنرد عليهم بأن الأشغال قد انتهت في مجموعة من المناطق منذ عدة شهور، فلماذا توقفت في مناطق أولاد الشعب ؟؟؟ ثم بصرف النظر عن الأشغال التي كانت جارية وتوقفت لأسباب ثارة معلومة وأخرى خفية، فالمواطن، وأمام ما بات واقعا، بقدر ما أنه يطلب إصلاح المسالك المذكورة أو تعبيدها، بات يطالب على الأقل، بتركها على حالها الصلبة وليس حفرها شمالا وجنوبا وشقها بالطول والعرض ثم تركها على حالتها عقوبة لكل من يضطر للسير عبرها او عبر جنباتها ...
لذلك لا مناص من طرح سؤال ان كانت شوارع واحياء للازهراء والمويلحة ودرب غلف تابعة فعلا لبلدية الجديدة ؟؟ أم أنها كذلك فقط في الحملات الانتخابية ثم تترك لمصيرها " مزفتة.."