الخط : إستمع للمقال كل من قرأ الحوار الذي دار بين سفير الجزائر لدى واشنطن صبري بوقادوم ومجموعة من الصحفيين بمقر السفارة الجزائريةبواشنطن، لا بد أنه تذكر أغنية لطفي بوشناق: «خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّولي الوطن»! لكن مع تحوير أساسي وجدري يجعل النشيد الوطني الجديد للجزائر يقول على لسان السفير: «خذوا المعادن خذوا الخزائن، خذوا حتى الجزائر ، لكن خلولي .. ابن بطوش!». سياق هذا التقديم هو مضامين الحوار المذكور أعلاه. وفيه أن السفير الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية عند دولة الجيران والممثل الدائم لها لدى الأممالمتحدة صرح ب«إجراء مباحثات (قريبا..!) مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين بما في ذلك إمكانية التوقيع على اتفاق توريد أسلحة أمريكية للجزائر». وهو هنا لا يقدم لنا معلومة ولا حدثا واقعا، بل يعلن عن رغبة وعن نية من طرف واحد. قوامها، أولا: مباحثات قريبة حول التعاون وثانيا: إمكانية استيراد أسلحة من لدن الإدارة الجديدة! السفير بوقادوم، الذي كان قد وقع في نهاية السنة الماضية على عقد تعاون بينه وبين مجموعة ضغط (لوبي) قريبة من إسرائيل، «لم يقدم تفاصيل عن مسألة المشتريات العسكرية الجزائرية من الولاياتالمتحدةالأمريكية» بل اكتفى بالقول إنه «ستقام ثلاث ورشات للحوار بين البلدين لوضع خطة تنفيذ المذكرة الموقعة بين البلدين في 22 يناير الماضي »... وعليه ما زلنا في الأمنيات، لكنها أمنيات تشبه العرض الذي يقدمه كل بائع متجول بين العواصم، لا سيما إذا استحضرنا أنه «باستثناء مشتريات من الذخائر ومجموعة طائرات شحن عسكري ومعدات اتصالات، لا تحصل الجزائر على معدات عسكرية أمريكية متقدمة»، وإذا استحضرنا كذلك أن هذا العرض ما كان له أن يكون لولا أن «المغرب شرع في استقبال طائرات مروحية متقدمة من طراز أباتشي ضمن صفقة تتضمن 24 طائرة مروحية، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية من طراز هيمارس». المهم من كل ذلك أن الجزائر ستفتح خزائنها من أجل شراء السلاح الأمريكي ..! وعلاوة على ما سبق، صرح السفير البائع المتجول أن الرئيس ترامب «يؤمن بإبرام الصفقات، وسنعمل على إبراز الفوائد التي ستجنيها الولاياتالمتحدة من التعاون مع الجزائر»!!!. والمعروضات الأخرى الذي قدمها السفير الجزائري تتمثل في وضع ثروات بلاده على طاولة البيع والشراء، حيث ردد أكثر من مرة «أن بلاده مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجالات الموارد الطبيعية والمعدنية الحيوية التي تتمتع الجزائر بها..». وهو في ذلك يحاول أن يستغل ما وقع بين دونالد ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي بخصوص صفقة المعادن النادرة التي تزخر بها بلاده. وبلغة مباشرة، فإن الجزاير تقول لترامب:«خذ المعادن حتى هي»! ثالثة الأثافي هي أن ممثل نظام العسكر لا يعد أمريكا بما تحت الأرض وما فوق الأرض فقط، بل ذهب به الحماس إلى حد القول:« سقفنا في التعاون هو السماء ..» حرفيا يا سادة! وكل الذين كتبوا في الموضوع أو قاموا بتحليل مضامينه، ربطوا بين هذا الخروج الإعلامي وبين الموقف الذي أعلنه ترامب من دعم سيادة المغرب على صحرائه. ولعله يُمني النفس بتراجع ترامب عن القرار، السيادي الأمريكي، دون أن يدرك بأنه يهين ترامب حيث يتعامل معه مثل «طفل» صغير يلعب الغميضة وأن السياسة الاستراتيجية «لعب دراري»..! لكن هذا العماء العدواني كشف أن دولة العسكر مستعدة لأن تقدم الخزائن والمعادن.. بل البلاد كلها، مقابل أن يبقى ابن بطوش حيا ورئيسا لدولته الوهمية..! الوسوم أمريكاالجزائر بوقادوم ترامب