1. الرئيسية 2. المغرب الكبير السفير الجزائري في واشنطن: ترامب يؤمن بالصفقات، والجزائر تحاول بيع امكاناتها للإدارة الأمريكية ومستعدة للتحدث عن مواردها المعدنية الوفيرة الصحيفة من الرباط الأحد 9 مارس 2025 - 15:20 أعرب السفير الجزائري لدى واشنطن، صبري بوقادوم، عن الرغبة الكبيرة لبلاده في تحقيق تعاون عسكري متقدم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يشير إلى وجود توجه سياسي جزائري جديد يهدف إلى تقريب الجزائر إلى المعسكر الأمريكي وتجاوز الصورة النمطية التي تُصنفها كأحد الدول الشريكة والحليفة لموسكو من زمن "الاتحاد السوفياتي". وأفصح بوقادوم عن هذا التوجه الجزائري في تصريحات لصحيفة "ديفانس سكوب" الأمريكية، حيث أشار إلى مذكرة التفاهم العسكرية التي تم توقيعها بين الجزائروالولاياتالمتحدة، أسابيع قليلة من تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا، حيث اعتبر أن هذه الاتفاقية تفتح "الباب أمام العديد من الفرص الأخرى في المستقبل." وفي إشارة إلى آفاق التعاون العسكري بين الجزاائر والولاياتالمتحدة، قال السفير الجزائري في تصريحه للصحيفة الأمريكية: "السماء هي الحد"، بمعنى أن الجزائر ترغب في تعميق علاقات التعاون العسكرية مع واشنطن بدون أي حدود، وهو ما يؤكد بالفعل وجود تحول في السياسة الجزائرية تُجاه واشنطن التي كانت تتسم سابقا بنوع من التحفظ. وأكد السفير الجزائري بأن بلاده مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في كافة المجالات، وليس التعاون العسكري فقط، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يؤمن بالصفقات، لذا سنحاول إظهار فوائد التعاون مع الجزائر". مشيرا إلى أنّ الجزائر "مستعدة للتحدث" مع الولاياتالمتحدة بشأن مواردها المعدنية الوفيرة والحيوية التي تحظى بطلب عالمي". وعلى الرغم من أن مذكرة التفاهم الجديدة جاءت إلى حد كبير في ظل إدارة بايدن، إلا أنه أعرب عن ثقته في أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر ستظل قوية خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب. وقال السفر الجزائري في واشنطن: للصحيفة الأمريكية، "اسمحوا لي أن أقول بوضوح شديد، بصفتي دبلوماسيًا أجنبيًا، لا تنسوا إننا لا نملك تفضيلات. لذلك نحن نعمل مع [كل] إدارة. بالطبع، نحاول بيع إمكاناتنا للإدارة الجديدة. مع الرئيس ترامب، قال إنه يؤيد الصفقات. لذلك، سنحاول [مساعدة الإدارة] على رؤية المزايا التي تقدمها الجزائر" هذا، ويأتي تصريح السفير الجزائري بعد تصريح سابق أدلى به لصحيفة "بيزنيس فوكوس" الأمريكية، والتي أكد من خلالها على رغبة الجزائر في علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، مما يشير إلى أن الجزائر رفعت من تحركاتها الدبلوماسية في واشنطن تفاديا لأي موقف أمريكي معاد لها. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أنه بعد أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، في يناير الماضي، سارعت الجزائر إلى توقيع اتفاقيتين هامتين، عسكرية واستثمارية، مع نظيرتها أمريكا، تزامنا مع إعلان ترامب العديد من القرارات الجريئة على مستوى العلاقات الخارجية، وعزم إدارته استصدار مواقف مضادة لمن يعارض التوجه السياسي الخارجي لواشنطن. واستقبلت الجزائر أنذاك بحفاوة كبيرة، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، الفريق أول مايكل لانغلي، حيث استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنفسه، إضافة إلى رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، حيث أعربت الجزائر بهذه المناسبة عن رغبتها في تعزيز علاقات التعاون العسكري مع واشنطن. ووفق ما أوردته الصحافة الجزائرية، فإن زيارة لانغلي إلى البلاد، شهدت توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري بين الجزائروالولاياتالمتحدة، وقعها من الجانب الأمريكي قائد "أفريكوم"، ومن الجانب الجزائري، السعيد شنقريحة، واتفق الطرفان على الرفع من مستوى التعاون العسكري، والعمل المشترك على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة. وتزامنا مع زيارة قائد "أفريكوم" إلى الجزائر، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية استثمارية، بين الوكالة الجزائررية لتثمين موارد المحروقات "النفط، وشركة "شيفرون" الامريكية، لإنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية تقوم بها الشركة الأمريكية المذكورة. وبحسب الصحافة الجزائرية، فإن هذه الاتفاقية التي تمتد لسنتين، تهدف إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية، وتعزيز التعاون في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية، من أجل تمهيد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية. ووفق ما أوردته تقارير إعلامية دولية بخصوص الاتفاقيتين، فإن الجزائر قررت اتخاذ خطوة التقارب مع واشنطن، لعدة عوامل، أبرزها لتفادي أي مواقف مضادة أو تتعارض مع مصالحها، من طرف إدارة ترامب، خاصة أن الإدارة يُمثل سياستها الخارجية، الوزير ماركو روبيو، وهو الدبلوماسي الأمريكي الذي سبق أن طالب بفرض عقوبات على الجزائر بسبب تعاونها وتحالفها من روسيا. وفي هذا السياق، أشارت نفس المصادر، أن الجزائر ترغب أيضا في بعث رسائل تهدف إلى تحسين صورتها وإسقاط صورة "تحالفها مع روسيا"، خاصة أن علاقات الجزائربموسكو شهدت في السنوات الأخيرة نوعا من "الاضطراب" بسبب التوسع الروسي في منطقة الساحل وتسبب موسكو في خلق مشاكل وتحديات أمنية للجزائر في حدودها الجنوبية. ويتوقع مراقبون أن يساهم هذا التقارب الذي ترغب فيه الجزائر مع واشنطن، في أن يُعمق التباعد الذي بدأ يطبع علاقاتها مع روسيا، وبالتالي يجعل سيناريو الوضع في منطقة الساحل غير واضح المعالم، خاصة إذا أرادت موسكو مواصلة توسعها وبسط نفوذها في المنطقة.