الخط : إستمع للمقال == الطرف الذي يعمل على تقويض العملية السياسية التي كلف بها مجلس الأمن السيد ديميستورا في الصحراء، هو الطرف الذي أرسل البوليساريو الى الأراضي السورية من أجل القتال الإرهابي، واستقبل الميليشيات الإيرانية فوق ترابه لتدريبها وإفشال أي عملية سياسية لفائدة الشعب السوري..! == لا يربط بين سوريا والمغرب، فقط الفترة المجيدة من دفاع القوات المسلحة الملكية عن سوريا، ومشاركتها في حرب أكتوبر 1973 ومساهماتها في الجولان، بل يربطها أيضا الحسابات الخاطئة التي تورطت فيها الجماعة العسكرية الطائفية التي حكمت بلاد الشام. أول ما يمكن التفكير به عند طرح السؤال حول علاقة ما يحدث في سوريا الآن بنا نحن في المغرب، وبما يمكن أن يحدث في منطقتنا في شمال إفريقيا، هو العلاقة بقضية المغاربة الأولى... قضية الصحراء المغربية. كيف سيكون انعكاس ذلك؟ 1 العلاقة مع البوليزايريو: في عز تسارع الأوضاع في سوريا وقبيل سقوط بشار الأسد، نشر فهد المصري رئيس جبهة الإنقاذ الوطني مقالا عنوانه الفرعي: ماذا تفعل البوليساريو الإرهابية جنوبسوريا؟ وفيها يتحدث عن «المفارقات الجديدة في المشهد السوري، (حيث تم ) إرسال الحرس الثوري الإيراني إلى جنوبسوريا نحو 200 عنصر من جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائروإيران، وتمركزهم بشكل خاص في مطار «الثعلة» العسكري، وكتيبة الدفاع الجوي في السويداء، وفي اللواء 90 البعيد 20 كلم فقط من الجولان، مع ملاحظة أن إيران كانت قد دربت خلال السنوات الثلاث الأخيرة عناصر من البوليساريو في مواقع للجيش السوري في ريف درعا..». وهو ما يقدم الدليل على النشاط الإرهابي تحت إشراف الميليشيات التابعة لحزب الله، كما سبق للمغرب أن برهن على ذلك. والغريب أن الذي كتب هذا المقال، هو الذي صنفته صحيفة الشروق الجزائرية عام 2015 "بنك معلومات متنقل" حسب وصفها في لقاء مطول أجرته معه عن الجماعات الإسلامية والإرهابية، و هو من حذر «يومها من حرب قادمة في الجزائر». في مارس 2023 نشر العديد من المواقع الاستعلاماتية والمجلات المتخصصة خبرا يفيد بأن أن «الجزائر سمحت لمقاتلي البوليساريو بالقتال في سوريا بناءً على طلب الأسد، عبر دولة كوبا». كما أن نظام سوريا قدم تاريخيًا دعمًا سياسيًا لجبهة البوليساريو. في قلب العلاقة هناك إيران. وذراعها اللبناني.. بل يمكن القول بأن إيران شددت من ضغطها على سوريا (التي اعترفت بالجمهورية الوهمية منذ 15 أبريل 1980..!) لاحتضان البوليساريو وفتح أراضيها لتدريب المليشيات الانفصالية في الصحراء. وكان المخطط الإيراني هو تحالف ثلاثي، بين ايرانوالجزائروسوريا، يستخدم ميليشيات حزب الله والبوليساريو من أجل محاربة المغرب. 2 تبون وشنقريحة والإرث الإرهابي.. وواصلت الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد دعمها للبوليساريو.. ضمن ثلاثية إيرانالجزائروسوريا، واتضح أن الجامع السياسي بين الثلاثة، في تقدير الأوضاع في شمال إفريقيا هو فتح الباب للبوليساريو في سوريا، وفتح الأراضي الجزائريةلإيران لتدريبها، ووصل الأمر إلى حد التهديد بتسليم البوليساريو صواريخ من طراز عال ومسيرات حربية (درون) لضرب المغرب. سقوط نظام الأسد يعني سقوط الحلقة الجامعة بين الجزائروإيران. وانكماش الدور الإيراني بعد فقدان الحليف السوري، يعني أيضا تراجعها عن مطامعها في شمال إفريقيا. وهنا تتعرى الجارة الشرقية، ورئيسها عبد المجيد تبون وقائد جيشه سعيد شنقريحة، وتجد نفسها وحيدة مع ملف ثقيل للغاية هو الحركة الانفصالية المستعدة للتحول إلى حركةإارهابية تعمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا! 3 السيد دي ميستورا: ما هي خلاصاتك؟ لا شك أن السيد دي ميستورا قد تابع السقوط المرعب لنظام الأسد. ولا شك أنه تذكر فشله في حل الملف السوري، حيث تولى من 2014 إلى 2019 مهمة مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا خلفًا للجزائري المخضرم الأخضر إبراهيمي، بعدها أعلن في 17 أكتوبر 2018 أنه سيستقيل من هذا المنصب نهاية شهر نونبر من ذات العام. وقد سجل إسم دي ميستورا باعتباره «الأطول بقاء في المنصب بين وسطاء الأممالمتحدة الثلاثة أثناء الأزمة السورية طوال 13 سنة! ومما يبعث على التأمل أن الدبلوماسي الإيطالي-السويدي شدّد كثيرا على أهمية التأكد من تحقيق «العملية السياسية».. ومن المفيد اليوم أن نتساءل: ما رأيه في العملية السياسية مع أطراف في المنطقة تعطل كل مساراتها؟ ونذكر بأن الطرف الذي يعمل على تقويض العملية السياسية التي كلف بها مجلس الأمن السيد ديميستورا في الصحراء هو الطرف الذي أرسل البوليساريو إلى الأراضي السورية من أجل القتال الإرهابي واستقبل الميليشيات الإيرانية لتدريبها وإفشال أي عملية سياسية لفائدة الشعب السوري..! الوسوم الصحراء المغربية بشار الاسد سوريا والعراق