في تحول مثير للقلق في المشهد السوري، تم رصد إرسال الحرس الثوري الإيراني نحو 200 عنصر من جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إلى جنوب سورية.. تمركز هؤلاء العناصر بشكل خاص في مطار الثعلة العسكري وفي كتيبة الدفاع الجوي في السويداء، بالإضافة إلى لواء 90 الواقع على بُعد 20 كم من الجولان. هذا التطور يثير العديد من التساؤلات حول مصالح الجزائر في دعمها للأسد في سورية في تحالف مع إيران. من المعروف أن الجزائر قد قدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا لجبهة البوليساريو في نزاعها مع المغرب، لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت الجبهة تلعب دورًا غير تقليدي في المنطقة، حيث جرى تدريب عناصرها في إيران وتوجيههم للعمل إلى جانب الميليشيات الإيرانية في سورية. هذا الوضع يعزز من المخاوف الإقليمية، خصوصًا مع ما تثيره جبهة البوليساريو من تهديدات أمنية في المنطقة، ليس فقط بالنسبة للمغرب بل بالنسبة لدول الجوار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ما يثير القلق بشكل خاص هو أن البوليساريو أصبحت الآن أداة إيرانية، تتلقى أوامرها من طهران وتشارك في أنشطة عسكرية تهدد الأمن الإقليمي. الوضع في الجزائر يزداد تعقيدًا، خاصة مع تصريحات مسؤولين إيرانيين حول تهديدات متعلقة بمضيق جبل طارق، ما يضع الجزائر في موقف محرج ويجعل من دعمها لبشار الأسد وتحالفها مع إيران موضوعًا مثيرًا للجدل. إقحام جبهة البوليساريو في الصراع السوري يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويضع ضغوطًا إضافية على الجزائر، التي باتت تدرك أن دعمها لجبهة البوليساريو أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. كما يثير هذا التطور الحاجة الملحة لتحرك دولي جاد، لاسيما لتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، باعتبار أنها أصبحت تهدد الوحدة الوطنية للمغرب، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا.