صحافيون جزائريون يستحضرون مساهمة المغرب في استقلال الجارة الشرقية    زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بهبات رياح عاصفية مرتقبة بعدد من أقاليم الممكلة    "أطباء القطاع العام" يعلنون خوض إضراب وطني عن العمل احتجاجا على حكومة أخنوش    أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل لاعب إفريقي للسنة    المنتخب الوطني يختتم مشواره في إقصائيات كأس إفريقيا بفوز كبير على منتخب ليسوتو    المفوضية الجهوية للأمن بأزرو…استعمال السلاح الوظيفي من قبل شرطي لتوقيف متورطين في اعتراض وتهديد سائق أجرة    أسرة الأمن الوطني تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا    توزيع 10 حافلات للنقل المدرسي على الجماعات الترابية بإقليم الحسيمة    المنتخب المغربي يختتم تصفيات كأس إفريقيا 2025 بالعلامة الكاملة    مشاريع الحسد الجزائرية تواصل فشلها الذريع....    شريط سينمائي يسلط الضوء على علاقات المملكة المغربية والولايات المتحدة منذ مستهل التاريخ الأمريكي    الشرادي يكتب : عندما تنتصر إرادة العرش والشعب دفاعا عن حوزة الوطن وسيادته    حالة ان.تحار جديدة باقليم الحسيمة.. شاب يضع حد لحياته شنقا    العراقي محمد السالم يعود لجمهوره المغربي بحفل كبير في مراكش    إنقاذ سائح وزوجته الألمانية بعد محاصرتهما بالثلوج في أزيلال    مصرع 4 أشخاص في حادث سير مروع    المغنية هند السداسي تثير الجدل بإعلان طلاقها عبر "إنستغرام"    مجموعة العشرين تعقد قمة في البرازيل يطغى عليها التغير المناخي والحروب وانتخاب ترامب    بريطانيا تفرض عقوبات جديدة ضد إيران        دراسة: البحر الأبيض المتوسط خسر 70 % من مياهه قبل 5.5 ملايين سنة    الفرحة تعم أرجاء القصر الملكي غدا الثلاثاء بهذه المناسبة        الحزب الحاكم في السنغال يستعد للفوز    رابطة ترفع شكاية ضد "ولد الشينوية" بتهمة الاتجار بالبشر    هذه هي المنتخبات التي ضمنت رسميا التأهل إلى "كان المغرب" 2025    أجواء غير مستقرة بالمغرب.. أمطار وزخات رعدية وثلوج ابتداءً من اليوم الإثنين    جائزة ابن رشد للوئام تشجع التعايش    فتح باب الترشح لجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الحادية عشرة    محامي حسين الشحات: الصلح مع محمد الشيبي سيتم قريبا بعد عودته من المغرب    انطلاق مهرجان آسا الدولي للألعاب الشعبية وسط أجواء احتفالية تحت شعار " الألعاب الشعبية الدولية تواصل عبر الثقافات وتعايش بين الحضارات"    المغرب يستضيف الملتقي العربي الثاني للتنمية السياحية    مركز موكادور للدراسات والأبحاث يستنكر التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي    الكرملين يتهم بايدن ب"تأجيج النزاع" في أوكرانيا بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو    تزامن بدلالات وخلفيات ورسائل    فاتي جمالي تغوص أول تجربة في الدراما المصرية    فرنسا تقسو على إيطاليا في قمة دوري الأمم الأوروبية    بني بوعياش وبني عمارت على موعد مع أسواق حديثة بتمويل جهوي كبير    "غوغل" يحتفل بالذكرى ال69 لعيد الاستقلال المغربي    المغرب يفتح آفاقاً جديدة لاستغلال موارده المعدنية في الصحراء    ملعب آيت قمرة.. صرح رياضي بمواصفات عالمية يعزز البنية التحتية بإقليم الحسيمة    تنظيم النسخة 13 من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات    بعد صراع مع المرض...ملك جمال الأردن أيمن العلي يودّع العالم    مزاد يبيع ساعة من حطام سفينة "تيتانيك" بمليوني دولار    ارتفاع أسعار النفط بعد تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا    تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    وقفة احتجاجية بمكناس للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماهري يكتب عن شرح العروي لثلاثية عمر‭ ‬هلال: الخيانة‭ ‬والارتزاق‭ ‬والعمالة‭ ‬عند‭ ‬الجزائر‭ ‬؟
نشر في برلمان يوم 13 - 06 - 2024


الخط :
إستمع للمقال
خصص عبد الحميد جماهري، رئيس تحرير ومدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، عموده "كسر الخاطر"، في عدد الجريدة ليوم غدٍ الجمعة 14 يونيو الجاري، للحديث عن البعد التاريخي، لكلمة عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، خلال أشغال لجنة ال24، مشيرا إلى أن هذه الكلمة تحمل في طياتها حقائق تاريخية، حول النزاع المفتعل في الصحراء، مبرزا تورط الجزائر التي لا تؤمن بالتاريخ، في هذا النزاع وتمويله، وخير دليل على ذلك تحملها تكاليف تنقل ثلاثة مرتزقة وتغطية كافة مصاريفهم لاستهداف مؤسسات المملكة في نيويورك.
واختار جماهري لعموده "كسر الخاطر"، المتعلق بهذا الموضوع، عنوان "ثلاثية "المرتزق الخائن والعميل" في هجوم الجزائر على المغرب.. هلال : اشهد يا عالم واشهدوا يا جزائريين على دولة العسكر"، وجاء فيه ما يلي:
أعادت‭ ‬كلمة‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬24‭ ‬الأممية،‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‮.‬‭ ‬وذكرت‭ ‬بالحقائق‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬ببداية‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬للمغرب،‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الجزائر‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬كجبهة‭ ‬لمحاربة‭ ‬المغرب‮.‬‭ ‬
والعديد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬معروف،‭ ‬ولربما‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬التذكير‭ ‬بالمعنى‭ ‬الذي‭ ‬يكتسيه‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬معنى‭ ‬التاريخ‮.‬
الجزائر‭ ‬والتاريخ‭ ‬عقدة‭ ‬مؤلمة‭ ‬وحادة،‭ ‬لا‭ ‬يخفيها‭ ‬كل‭ ‬التمجيد‭ ‬الذاتي‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي،‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬الطغمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الحاكمة‭ ‬اليوم‮:‬‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬الأشياء،‭ ‬نجد‭ ‬بأن‭ ‬الجزائر‭ ‬بنت‭ ‬أطروحاتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬أساس‮:‬‭ ‬
‮=‬‭ ‬التاريخ‭ ‬ليس‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬سقوط‭ ‬الاستعمار‭ ‬‮(‬‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الأربعينيات‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‮)‬،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مؤرخا‭ ‬مثل‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العروي،‭ ‬الذي‭ ‬عايش‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الفعل‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬كما‭ ‬الفعل‭ ‬الوطني،‭ ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬الثنائي‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬ومحمد‭ ‬الحربي‭ ‬مؤرخ‭ ‬المرحلة،‭ ‬إنهما‭ ‬‮«‬كانا‭ ‬يعتبران‭ ‬نفسيهما‭ ‬أبناء‭ ‬وأطفال‭ ‬ثورة‭ ‬لا‭ ‬تدين‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬للماضي،‭ ‬عكس‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يسبح‭ ‬حسبهما‭ ‬في‭ ‬‮»‬الماضوية‭ ‬العتيقة‮».‬
‭ ‬‮=‬‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بَنَتْ‭ ‬أسطورتها‭ ‬التأسيسية‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬الناطقة‭ ‬المتزعمة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬الكولونيالية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬آسيا،‭ ‬وعليه‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانتماء‭ ‬المعلن‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬التفسير‭ ‬لما‭ ‬وجدته‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬آذان‭ ‬صاغية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الدول‭ ‬الشبيهة‭ ‬بها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬القارتين‭ ‬معا،‭ ‬والتي‭ ‬شكلت‭ ‬دولها‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬24‭ ‬الأممية‮.‬
‮=‬‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬مرافعاتها‭ ‬منذ‭ ‬وضع‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬أمام‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬وإلى‭ ‬الآن،‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها،‭ ‬وبوضوح‭ ‬‮«‬فكري‮ ‬وإيديولوجي،‮«‬‭ ‬وريثة‭ ‬القوة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وهي‭ ‬المخولة‭ ‬لتحديد‭ ‬وتقرير‭ ‬مصائر‭ ‬الدول،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‮..‬
‭ ‬ومن‭ ‬عناصر‭ ‬الجدة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬تنعقد‭ ‬حاليا‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الإنصات‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يدافع‭ ‬عنه‭ ‬وتغير‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬تتبناه‭ ‬دول‭ ‬جديدة،‭ ‬بفعل‭ ‬تغير‭ ‬النخب‭ ‬وتغير‭ ‬معطيات‭ ‬الواقع،‭ ‬وكذا‭ ‬انتصار‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬أرادت‭ ‬الجزائر‭ ‬التضليل‭ ‬فيه‭ ‬لربحه والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬التأويل‭ ‬الاستفتائي‮ ‬لتقرير‭ ‬المصير،‮ ‬وكان أهم مظهر في‮ ‬هذا الانتصار هو إنهاء‭ ‬أسطورة‭ ‬الاستفتاء‭ ‬‮).‬
‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬كشفت‭ ‬انتصارا‭ ‬جديدا‭ ‬لأطروحة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬اللجنة،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬عناصر‭ ‬التحليل‭ ‬وقيادة‭ ‬التاريخ‭ ‬تأخذ‭ ‬حيزا‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬الدولي‭ ‬العام‭ ‬والخاص‮.‬‭ ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تمسحه‭ ‬طغمة‭ ‬العسكر‭ ‬انقلب‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬مرافعات‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬هلال‮.‬
ولعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يدركون،‭ ‬اليوم،‭ ‬رهانات‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإرادة‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬المغرب‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مناورته‮:‬‭ ‬واتضح‮:‬‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إجبار‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬نسيان‭ ‬تاريخهم‭... ‬
‭ ‬لأن‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬عنصر‭ ‬مرتب‭ ‬عضوي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬مستمرا‭ ‬عبر‭ ‬قضية‭ ‬تحرير‮.‬‭ ‬الصحراء‭ ‬واسترجاعها‮..‬‭ ‬
‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬أرادت‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬تلغيه‭ ‬أدركها‭ ‬وصار‭ ‬يطاردها‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬القضية،‭ ‬وكل‭ ‬الترسانة‭ ‬الإيديولوجية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تريد‭ ‬‮(‬‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار،‭ ‬الشعوب،‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬‮...)‬،‭ ‬وحدث‭ ‬أن‭ ‬صارت‭ ‬معضلة‭ ‬لديها‭ ‬هي‭ ‬بالذات‮..‬
‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجزيئهما،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وهي‭ ‬منها،‭ ‬وأنها‭ ‬مطالبة‭ ‬بمواجهة‭ ‬نفس‭ ‬المعضلات‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تصدرها‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‮!‬
‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬محكمة‭ ‬لاهاي‭ ‬اعترفت‭ ‬بحق‭ ‬المغرب‭ ‬السيادي‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬البيعة،‭ ‬والمغرب‭ ‬بنى‭ ‬عليه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‮.‬‭ ‬
وتم‭ ‬تحريف‭ ‬الحكم‭ ‬الاستشاري‭ ‬للمحكمة‭ ‬ومال‭ ‬،‭ ‬بفعل‭ ‬حركة‭ ‬الجزائر‭ ‬ومن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬ركابها،‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ ‬البيعة‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬شرح‭ ‬ذلك‭ ‬الأستاذ‭ ‬العروي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الأخير‭ ‬بدقة‭ ‬وأستاذية‭ ‬عالية‭ ‬وحس‭ ‬دبلوماسي‭ ‬دقيق‮.‬
‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬للمغرب‭ ‬ولنا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النقاش،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬فهمه‭ ‬في‭ ‬آليته‭ ‬ودرجة‭ ‬تحريف‭ ‬المفهوم‭ ‬الذي‭ ‬شرعته‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬لسببين‭ ‬على‭ ‬الأقل‮:‬‭ ‬
‮=‬‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬لنا‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬فهمت‭ ‬به‭ ‬مفهوم‭ ‬البيعة‭.‬
‮=‬‭ ‬الفرق‭ ‬الكامن‭ ‬وراء‭ ‬الاستفتاء‭ ‬بين‭ ‬سؤالين‮:‬‭ ‬بين‭ ‬سؤال‭ ‬‮:‬هل‭ ‬تقبلون‭ ‬تأكيد‭ ‬بيعتكم‭ ‬للعرش‭ ‬العلوي‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟‭ ‬والسؤال‭ ‬الآخر‮:‬‭ ‬هل‭ ‬تريدون‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬أم‭ ‬إلى‭ ‬الانفصال؟
‭ ‬وهما‭ ‬السؤالان‭ ‬اللذان‭ ‬يبرران‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬العروي‭ ‬استحالة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاستفتاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬حول‭ ‬الناخبين‭ ‬ولائحة‭ ‬المينورسو‮..‬
‭ ‬العنصر‭ ‬الآخر،‭ ‬والذي‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬الأذهان‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬الهجوم‭ ‬المحموم‭ ‬واللاأخلاقي‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الصحراء‮.‬
لقد‭ ‬تأكد‭ ‬لدى‭ ‬النخبة‭ ‬الجارة‭ ‬أن‭ ‬العرش‭ ‬هو‭ ‬ضمانة‭ ‬وجود‭ ‬البيعة‭ ‬أي‭ ‬السند‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بمقتضي‭ ‬الرأي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬1975‮.‬‭ ‬وهذا‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬والعرش،‭ ‬يجعل‭ ‬الحكام‭ ‬الشرقيين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬النظام‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فك‭ ‬البيعة‭ ‬بين‭ ‬الصحراء‭ ‬والمغرب،‭ ‬ولهذا‭ ‬شكل‭ ‬قلب‭ ‬النظام‭ ‬زاوية‭ ‬ثابتة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الأطروحة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬والتصريحات‭ ‬والأعداد‭ ‬المغرقة‭ ‬في‭ ‬التبشير‭ ‬بسقوط‭ ‬النظام‭ ‬حاليا‮.‬‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تفسر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الخيانة‭ ‬والارتزاق‭ ‬والعمالة،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬استهداف‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬المغرب‮..‬‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬مهاجمة‭ ‬المخزن‮..‬
الوسوم
الأمم المتحدة الجزائر عبد الحميد جماهري عمر هلال مرتزقة نزاع الصحراء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.