الخط : إستمع للمقال تُذكرنا "تحليلات" علي لمرابط بما قاله عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي "كلما ازداد الإنسان غباوة كلما ازداد يقينا بأنه أفضل من غيره في كل شيء". وبالفعل، فقد تفوَّق على لمرابط على نفسه، وتَخطى حدود الهَذيان عند إدريس فرحان، وهو يَسبر أغوار "البنية السرية" التي ادعى أنها نَقلت تطاحناتها المزعومة إلى الشبكات الافتراضية. ولم يُمسك علي لمرابط بناصية الغباء فقط، بل أشهر ذؤابة الجهل وامتشق نصل الشر لتكتمل لديه أركان العداء للوطن والمؤسسات والأشخاص، كما لخصها جون بول سارتر في قوله "الشر يتطلب غباء ومحدودية في التفكير". ومن تجليات الغباء عند علي لمرابط أنه تَوهَّم إمكانية تَطويع ولملمة شظايا فضيحة عبد الله بوصوف وإدريس فرحان لضرب سِرب من الحمام بحجر طائش واحد. فهو كان يَنشد الرُّكوب على إشاعات إدريس فرحان وهلوساته للمساس بصورة المخزن، كما حاول تلطيف فضيحة بوصوف وتقديمها على أنها مُجرد صراع مُعلن لتَطاحُن خفي بين الأجهزة، وأخيرا حاول أن يَظهر بمظهر المُحلِّل الاستقصائي الذي يَرنو بسط الحقيقة أمام الرأي العام الوطني. غباء فاضح رغم أن علي لمرابط نَزع وراء أسلوب الإيماء والإيحاء، وأسهب في استخدام الضمير المستتر، إلا أنه تَورَّط، من حيث لا يَدري، في التشهير بأصدقائه قبل أعدائه! فقد كشف علي لمرابط، بجهله وأسلوبه التقاطعي في الحديث، أن إلياس العماري هو الذي كان يُزوِّد إدريس فرحان بالأخبار والإشاعات التي تستهدف الذمة المالية والأخلاقية لصديقه مراد بورجى! كما لهج لسان علي لمرابط من حيث لا يَحتسب بأن مقالات إدريس فرحان تَنهَل من معين الانتقام، وتُحرِّكها في الغالب الرغبة في التشهير والانتقام بإيعاز من جهات تربطها عداوة وحزازات مع الشخصيات المستهدفة! لكن كيف تم استنباط هذه النتائج القطعية من كلام علي لمرابط دون أن يُفصِح عنها صراحة؟ فالعبرة هنا بجهل الرجل وغبائه! فقد أومأ علي لمرابط بأن إدريس فرحان هاجم صديقه الحميم واتهمه بترويج الكوكايين، وذلك ردا على ثلاث مقالات كان قد نشرها هذا الصديق المجهول في حق شخصية سياسية سابقة، ليَخلُص بأن مقالات إدريس فرحان كانت تُغذيها الرغبة في الانتقام!!. وبالرجوع إلى أرشيف التراشق الإعلامي الذي يَخوضه إدريس فرحان منذ مدة، نَجده أنه هاجم مؤخرا مراد بورجى في مقال تشهيري خطير، وقال فيه ما لم يَقُله مالك في الخمر. ولتكتمل حلقات "البوزل"، وتتضح الرؤيا أكثر، نجد أن مراد بورجى كان قد نشر بدوره ثلاث مقالات ضد إلياس العماري، منها مقال السخافة والسياسة والهلوسة ومقال "البياع الذي أصبح مخبرا" ومقال الشقيقان الخائنان. وبإعمال الترابط العرضاني بين هذه المعطيات، يَقودُنا غباء علي لمرابط إلى نتيجة ساطعة مفادها أن إلياس العماري مُتورِّط في تحريض إدريس فرحان في الهجوم على مراد بورجى، انتقاماً من المقالات الثلاثة التي نشرها هذا الأخير، كما يُنوِّر لنا جهل علي لمرابط الطريق كذلك لنُدرٍك أن ما يَكتُبه إدريس فرحان هو مُجرَّد "تصريف لرغبات انتقامية بعيدة عن الصحافة وقريبة أكثر من التشهير والابتزاز". تحليل.. اضطراب ثنائية القطب بدا علي لمرابط انتقائيا في مَعرض حديثه عن مقالات إدريس فرحان، وكأننا أمام تحليلات موسومة باضطراب ثنائية القطب bipolaire. فعلي لمرابط انبرى يُنزِّه كلام إدريس فرحان عن كونه قرآنا مُنزَّلا، بل لم يُماري في اعتباره يَنشر أخبارا زائفة عندما كان يَتحدَّث عما نشره هذا الأخير في حق صديقه الحميم المجهول (مراد بورجى)، وكذا شريكه في مزاعم البنية السرية محمد حاجب، أو عندما كان يتحدث بنون المتكلم في إشارة إلى الأخبار التي نشرها إدريس فرحان ضد علي لمرابط شخصيا. لكن سُرعان ما أسدل علي لمرابط المصداقية على إشاعات وهلوسات إدريس فرحان، واعتبرها تَتَضَمَّن مُعطيات خطيرة تَطفح بالسبق الصحفي، لكونها تُهاجم المخزن والحموشي والديستي وإدارة الأمن الوطني. فمقالات الشروق نيوز هي مُجرَّد "فايك نيوز"، متى تَعرَّضت لسُمعة علي لمرابط وأصدقائه ومعارفه، لكنها تُصبِح قرآنا مُنزَّلا وحقائق لا يأتيها الباطل كلما هاجمت من يَعتبرهم علي لمرابط في هلوساته "سَدَنَة البنية السرية" بالمغرب. والسبب في هذا الارتداد العكسي يَكمُن في تقاطع هلوسات إدريس فرحان مع استيهامات علي لمرابط! فكلاهما مأجوران على مُهاجمة المخزن ورموزه وتَمظهراته الطبيعية والمعنوية. صفة "صحفي" في الميزان. سذاجة علي لمرابط جعلته يَتورَّط بشكل مباشر في ممارسة التمييز بين إدريس فرحان وغيره من مُمتهني التدوين الافتراضي في اليوتيوب وباقي الشبكات التواصلية. فقد وَصف علي لمرابط في كثير من المناسبات إدريس فرحان ب"الصحفي"، في كرم وسخاء لم نَعهَدهُما فيه عندما بَخَّس حميد المهداوي حقه في حمل صفة "صحافي"! فعلي لمرابط أسدل هذه الصفة المهنية على إدريس فرحان، رغم أن هذا الأخير ليس له مُؤهلات عِلمية ولا أكاديمية، ولا حتى رَصيد مهني، بل إن المعني بالأمر هو من يَستكثِر على نفسه حمل صفة الصحفي وغالبا ما يُقدِّم نفسه للناس "كخبير في الشؤون الدينية والروحية للجالية المغربية بالخارج". وهذا السخاء من جانب علي لمرابط في علاقته مع إدريس فرحان، يُقابله جُحود وَشُح في مواجهة حميد المهداوي الذي غالبا ما يُخاطبه علي لمرابط بصفة "اليوتيوبرز" عوضا عن صفته الصحفية التي يَحمل بطاقتها المهنية. صحافي استقصائي أم شاهد زور؟ كثيرا ما تَباهى علي لمرابط بأنه صحافي استقصائي من المستوى الأول. وكثيرا ما تَظاهر كذلك بأنه يَتعاطى بحذر شديد مع مصادر معلوماته، التي لا يُسدِل عليها طابع الوُثوقِيَّة إلا بعد تَمحيصها وتَدقيقها وإدخالها في "مخراط الحقيقة". لكن علي لمرابط وهو يَتحدث اليوم عن إدريس فرحان شَهد له زورا بأن "هذا الأخير كان يُنجِز تقارير حول النشاط الإسلاموي في إيطاليا لصالح السلطات المغربية"، بل قَدَّمه كمتعاون مع المخابرات المغربية. والمفارقة هنا، أن علي لمرابط استند فقط على حديثه مع إدريس فرحان، دون أن يَعضُد كلامه بأي مُعطى مادي أو دليل واقعي، مُكتفيا فقط بتَرديد كلام إدريس فرحان الذي طالما نشره في مقالاته السابقة وخرجاته الإعلامية المتواترة. ولم يَتعامل علي لمرابط مع كلام ادريس فرحان بمنطق "المأموم" الذي يُردِّد ما يَسمعه، بل انخرط في تَرديد نفس المزاعم التي ساقها إدريس فرحان للتَنصُّل من شظايا فضيحة التمويلات التي كان يَتقاضاها بشكل غير مُستحق من عند عبد الله بوصوف وسعيد الفكاك. فعلي لمرابط بدوره انتهى، بغبائه الاستقصائي، إلى تكوين قناعة واهمة مؤداها أن انفجار فضيحة عبد الله بوصوف وإدريس فرحان كانت نتيجة صراعات بين الأجهزة الأمنية، مُرَدِّدا نفس مزاعم إدريس فرحان التي اعتبرها "تصفية حسابات مؤسساتية"، كما اجتر مزاعم أخرى مُماثلة تَتحدَّث عن استهداف عبد الله بوصوف "لقطع الطريق أمام توليه حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية". أكثر من ذلك، تَجاهَل علي لمرابط الحكم القضائي الصادر عن محكمة بريتشيا، والذي أدان إدريس فرحان بالحبس النافذ والتجريد من بعض الحقوق المدنية، رغم أن مَنطوق الحكم مَنشور ومُتوفر في شبكة الأنترنت، واكتفى في المقابل بِتَرديد مزاعم النفي التي رَوَّجَها إدريس فرحان ودَحَض فيها إدانته في قضايا التشهير والابتزاز بإيطاليا. والملاحظة المستخلصة هنا هي أن العديد من اليوتوبرز كانوا أكثر ذكاءً ونباهة من علي لمرابط، الذي ساقه جهله ليَكون شاهد زور في قضية إدريس فرحان. فمثلا صاحب قناة فسحة كان أول من احتضن إدريس فرحان، ورَكب على مقالاته، قبل أن يَفطِن إلى أنه "داوي خاوي" ويَقطَع مع العلاقة بشكل نهائي! حوار بأثر رجعي اعترف علي لمرابط أنه تَواصل مع ادريس فرحان قبل أن يَرفَع السِرِّيَة عن خرجته الإعلامية الأخيرة. لكن القراءة المُتَأَنِيَة للمعلومات التي نَشرها علي لمرابط، تَكشِف أن إدريس فرحان إما أنه تَلاعب بمخاطبه وزوده بمُعطيات قديمة وباهتة، أو أنهما معا يَستَمتِعان بنشر الأسمال البالية والأخبار المُتقادمة. فقد أضاع علي لمرابط حيزا كبيرا من كلامه في ترديد هَلوسات إدريس فرحان القديمة، من قبيل نشر التسجيلات الصوتية المنسوبة للمغنية لطيفة رأفت، ولماذا تم تَقطيعُها بشكل يَحول دون الاطلاع عليها بشكل سليم، ومنع عبد الله بوصوف من شغل منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكذا اجتماعات إدريس فرحان المزعومة مع وزير الخارجية لأكثر من ساعتين ولقائه بالرجل الثاني في المخابرات الخارجية. مبدئيا لم يأت علي لمرابط بأي جديد، وإنما اكتفى فقط بترديد حواره الذي أجراه مع إدريس فرحان بأثر رجعي. والنتيجة كانت هي الإغراق في نشر "البالي" مع بعض الأخطاء التي لا يُفترض أن يَسقُط فيها من يَتَدَثَّر بصفة الصحفي الاستقصائي. فقد جَزَم علي لمرابط أن أحد السائقين المتورطين في فضيحة بوصوف تم إيداعه بالسجن، بدعوى أنه الحَلقة الأضعف في هذه القضية، والحال أن النيابة العامة لم تَعتَقل لحد الساعة أي مُتابع في هذا الملف، والذي لا يَزال يَخضَع لخِبرات رقمية وحِساباتية مُعَمَّقة، وفق ما أكدته مصادر قضائية. وفي المُحصلة، لا بد من التأكيد أن علي لمرابط خرج اليوم ليُحقِّق هدفا واحداً هو دَعم إدريس فرحان في عُزلته المادية والافتراضية، بعدما تَلَطَّخَت سُمعَتُه بسبب شظايا فضيحة التمويلات المشبوهة التي كان يَتَوَصَّل بها من عبد الله بوصوف وسعيد فكاك. فقد تَقمَّص علي لمرابط دور "خالة العروسة" التي خَرجت لتُجمِّل قُبح إدريس فرحان، لكنه سقط من حيث لا يَدري، مَدفوعا في ذلك بغبائه، في فخ فَضح شراكته الخبيثة مع هذا الأخير، وفي فَضح مَصادر إدريس فرحان التي يُحرِّكُها فقط الانتقام والعداء للوطن. الوسوم الابتزاز الالكتروني التجسس الخونة علي لمرابط