الخط : إستمع أن تحتال أمال بوسعادة على زكرياء مومني، وتدفعه لتصديق خُزعبلاتها حول مزاعم نشر مذكرات بحث دولية في حق مسؤولين مغاربة، فهذه مسألة لا تدعو للاستغراب والدهشة، فكلاهما نصّابان مع درجات متفاوتة في الاحتيال. وأن ينساق علي لمرابط مع ترهات الدكتورة "زانزان"، وهو التوصيف الحقيقي لأمال بوسعادة، فهو مُعطى عادي واعتيادي، لأن علي لمرابط مجرد حاقد يَتوسَّم الشر للمغرب، ولو في هلوسات امرأة شمطاء حار أطباء التجميل في سحنتها المتجعدة. وأن تَنطلي أراجيف معتوهة قبرص على صاحب قناة فسحة، وهشام جيراندو الهارب في كندا، فهذه كذلك مسألة غير مُريبة ولا مراء فيها، لأن القطيع ينساق حيث يرتع سارحه، وإن كانا المعنيان بالأمر يشكلان هنا صروف الكلاب وليس قطيع الحملان. وأن يُصدق إدريس فرحان، صاحب الشروق نيوز "قنابل" أمال بوسعادة الصوتية، فهذا هو الأمر الطبيعي، لأن من يَتوهَّم في نفسه صحافيا ومناضلا، وهو مجرد محتال ومتسول، يُمكنه أن يُصدِّق كل شي، بما في ذلك تخاريف أمال بوسعادة. لكن أن تَنطلي تُرهات الدكتورة "زانزان" على دولة لها رئيس تبوني، وجيش شنقريحي ومخابرات إرهابية، وشعب أعزل يُناهز أربعين مليون نسمة، فهذه هي الطامة الكبرى!! فقد خرجت وكالة الأنباء الجزائرية تلوك استيهامات أمال بوسعادة، بكثير من السذاجة والشعبوية، مثلها في ذلك مثل هشام جيراندو وعبد الكبير بلبصير وإدريس فرحان، وكأنها يوتيوبر مارق يقتات من أدسنس الشبكات التواصلية. بل إن لسان حال الجزائر أفرد قُصاصة كبيرة لهذه الهَلوسات وعنونها ب"فضيحة مدوية"، والحال أن فضيحة الجزائر هي من كانت مدوية! فأن يَنساق قطيع الطوابرية مع تعاويذ أمال بوسعادة، فهي مسألة تَسوغها وتُبرِّرُها التقائية الحقد والجهل عندهم جميعهم، لكن أن تَلتحق الجزائر بقطيع الحمير! فهذه مسألة تقتضي بعض الفرز. والفرز هنا يفرض أولا تحييد وتنزيه الشعب الجزائري عن جوقة القطيع. لأن من نشر تلك القصاصة السمجة هي السلطة التنفيذية الجزائرية، بحكومتها وأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية، وهي من يَصدُق فيها وصف القطيع. وللأسف، لقد هوى تبون وشنقريحة بالجزائر إلى قَعر الهاوية! فأن تَسقط دولة في فضيحة ترديد الإشاعات والأخبار الزائفة، بشعبوية مُفرطة وسذاجة مُوغلة في الإسفاف، فهذا هو عنوان الابتذال. فلم تُكلِّف الجزائر نفسها حتى عناء ترجمة الوثائق التي رَدَّدتها أمال بوسعادة، أو التحري في هلوساتها، وهذا النكوص كان إما بسبب حقد أعمى، أو نتيجة جهل مُركَّب. وفي حالة وكالة الأنباء الجزائرية، فالأمر يَتعلق بكلا الفرضيتان: فهناك حقد مَرَضي على المغرب، وهناك أيضا جهل جزائري لا يُضاهيه سوى سذاجة وجهل كل من هشام جيراندو وإدريس فرحان ومعهما باقي كورال الطوابرية الجدد.