الخط : إستمع للمقال مع الشمكار الاستقصائي إدريس فرحان، الجميع سيَتعلَّم من هَلوسات عِلمه، والكُل سيَنهل من ضَحالة ثقافته الواسعة ! فلأول مرَّة نَعرف بأن الأممالمتحدة تُصدر "تقارير أمويّة"، نِِسبة إلى بَني أُميَّة، وليس تقارير أُمَمِيَّة كما دأبنا على استعمال ذلك بشكل مَغلوط. ولأول مرة كذلك، نُدرِك أن الشبكات الإجرامية تُصدِّر من المغرب مخدر "الشيشة" وليس "الشيرا" كما اعتادت التقارير الأمنية والإعلامية أن تَكتب ذلك بشكل مَشوب بالأخطاء الفجَّة، والتي لولا إدريس فرحان لما صحَّحنا مفاهيمنا المعتلَّة! وهذه المفاهيم "صحَّحها" إدريس فرحان بشكل شفاهي هذه المرة، لئلا يَتهِم مرة أخرى هاتفه المحمول بتغيير معنى ومبنى الأفكار التي يُخرجها من "جِراب" أميته وأمويته. لكن لحسن حظنا أن إدريس فرحان انبعث رسولا من بيننا، ليشيع فينا الجهل والابتزاز والنصب والاحتيال. ومن حسن طالع المغاربة أنهم يَسترشدون بجذوة النباهة التي تَشتعل في عقل إدريس فرحان، الذي يختمر بعتق النبيذ المُمول بتحويلات حاضنه الرسمي عبد الله بوصوف. فإدريس فرحان هو الشمكار الذي انبلج من أكمَّة جهلنا، ليُصحِّح لنا أخطاءنا ويقول لنا بأن الحموشي لم يَكن رجل استخبارات! وكم هي محظوظة أمريكا اليوم بعدما انبعث إدريس فرحان من ظهر الغيب ليُصحِّح لأفريل هاينز وكريستوفر رايس ووليام بورنز، وقبلهم مايكل بومبيو وجورج تينيت، بأن عبد اللطيف حموشي ليس رجل مخابرات، وأنهم كانوا يُحاورون لسنوات طويلة الرجل الخطأ بشأن أمنهم القومي. كما تَسمعون! فإدريس فرحان هو من اكتشف هذه الحقيقة الفاضحة التي كانت غائبة عن الجميع لردح من الزمن. ولم يَكتشف إدريس فرحان مهنة الحموشي الحقيقية فقط، بل هو من اكتشف أيضا إحداثيات مقر الديستي بالعرائش الذي قال أنه "تُدار منه عمليات التجسس السيبراني"! فقد زعم الشمكار إدريس فرحان أن هذا المقر يُوجد بحي "الرملة" بالعرائش، والحقيقة أن عاصمة الليكسوس لا يوجد فيها حي يسمى "الرملة" وإنما تتوفر فقط على شاطئ خط الرمل. ومع ذلك، لا يُمكن لأحد أن يُماري في علم وثقافة واستقصائية الشمكار إدريس فرحان. فهو الذي اهتدى إلى من قَتل عبد الله باها، ومن صفَّى جسديا عبد الوهاب بلفقيه، ومن اغتال عبد الحق خيام. وبَصِيرة إدريس فرحان لا تَعلم فقط حقيقة جرائم القتل المزعومة، بل تَستقرِئ حتى طلاسم الغيب وتَعاويذ المستقبل. فهو من تَنبأ بقتل محمد زيان، وهو من تَكهَّن بتَوبة محمد حاجب، وهو من انكشفت له أخبار مُستقبلية عن اعتقال حميد المهداوي. ورغم أن إدريس فرحان تَسكنه العرَّافات والمُنجِّمات والشمكارات، ويَستطيع قراءة المستقبل بأعين الماضي، إلا أنه لم يَتكهَّن بفضيحة داعمه المالي عبد الله بوصوف قبل انفجارها. لقد كان حريا بإدريس فرحان أن يُحذِّر "حاضنه الرسمي"، بمدة طويلة، ليَضمَن لنفسه استمرار تَدفُق مبلغ 20 ألف درهم كل شهر في ظرف يَحمل خاتم مجلس الجالية المغربية بالخارج. لكن من سُوء حظ إدريس فرحان أنه أفرط في المدامة، ونَسي أن يَفك طلاسم الغيب، فضاعت منه عشرين ألف درهم شهريا، وضاع منه للأبد المُمول الرئيسي عبد الله بوصوف.