بعد أيام قليلة على انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين حكومتي المغرب والبرتغال في العاصمة ليشبونة، يستعد نظام العسكر لإرسال الرئيس الجزائري الصوري، عبد المجيد تبون، إلى البرتغال، في زيارة يبدأها غدا الثلاثاء، في محاولة من الكابرانات لعدم تكريس العزلة التي تعيشها الجزائر إقليميا وخاصة على مستوى منطقة شبه الجزيرة الإيبيرية، وتعويض العلاقات التقليدية مع إسبانيا، والضغط على حكومة بيدرو سانشيز الداعمة لمغربية الصحراء والمتشبثة بموقفها رغم الضغوطات وكل المحاولات التي تقودها الجزائر لدفعها للتراجع عن موقفها. وتأتي هذه الزيارة التي روّجت لها أبواق نظام الكابرانات، على بعد أيام فقط من انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال تحت شعار "المغرب والبرتغال: تأكيد على شراكة استراتيجية نموذجية"، الذي تم خلاله التوقيع على حزمة من الاتفاقيات، والتأكيد على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين. ويرى العديد من المتابعين لما يدور بالمنطقة، أن نظام العسكر الجزائري يهدف من خلال هذه الزيارة التي حدّدها لتبون، إلى إيجاد حليف بديل لإسبانيا بحوض البحر الأبيض المتوسط، للتأثير على العلاقات البرتغالية – المغربية التي تشهد زخما إيجابيا كبيرا، مستبعدين أن ينجح الرئيس الصوري تبون في خلق عائق أمام هذه العلاقات، خصوصا وأن لشبونة تدرك بشكل كبير أهمية الحفاظ على علاقة قوية مع الرباط. وقالت أبواق العسكر إن زيارة تبون إلى البرتغال سيتم خلالها إبرام عدة اتفاقيات هامة في مجال الطاقة، والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتنقل وحركة الأفراد، حيث يرى بعض المتابعين لهذه الزيارة المرتقبة أن البرتغال ستحرص على تحقيق مصالحها مع الجزائر خصوصا في ما يتعلق بالغاز الذي أصبح وسيلة الكابرانات لشراء مواقف الدول في ظل أزمة الطاقة، وأيضا في ظل الأزمة بين الجزائر ومدريد، لكن ستحرص في الآن ذاته على عدم اتخاذ أي موقف قد يشكل لها إحراجا مع حليفها المملكة المغربية.