لا أعرف لماذا قد تستهدف "البنية السرية" شخصا مغمورا، أو بالأحرى شخصا مجهولا من طرف السواد الأعظم من المغاربة؟ ولا أدري ماذا ستجني هذه البنية السرية المزعومة إن هي خلقت ماردا فايسبوكيا، كل رصيده الافتراضي أنه كان يحاجج النساء ويجادلهن في مواقع التواصل الاجتماعي؟ لكن إسهال هذا الرجل المجهول في التدوين، بنبرة المعارض الذي تستهدفه بنية "علي لمرابط السرية"، جعلت الكثير من الرفاق يتهامسون ويتسامرون ويتساءلون من يكون هذا الذي يسدل على نفسه وسم "الرقم الصعب الذي لا يساوم ولا يخنع"؟ فالرجل، رغم جهله ومجهوليته، يتجاسر وهو مدفوع بأنا متضخمة، ويصدح في الفايسبوك بأنه سيحاسب هذه البنية السرية المزعومة ، وأنه سيذهب بعيدا في درب مكافحة الأوليغارشية ورجالات الأمن المغاربة! وهذا التناقض الفاضح بين إحساس الرجل وواقعه المادي، جعلنا نبحث عن طيفه في مواقع التواصل الاجتماعي، مادام أن وجوده المادي والعدم سيان، والدليل أنه له لا يتوفر على أي أثر ملموس في النقاش العام للمغاربة. ورغم كثرة النقرات في محركات البحث، ورغم تعدد محاولات التقصي المعلوماتي، إلا أن الرجل يبقى مجهولا ولا يذكر في الفايسبوك إلا وهو مقرون بواقعة اعتداء مفترضة، وبصورة مختارة بعناية لأحمر داكن يتوارى خلف ناظره الأيسر! وما عدا تلك الصورة الدامية، وتلك الواقعة المزعومة، ينتفي أي وجود واقعي لهذا المعارض الصنديد المجهول، فقط هناك ملاسنات وتراشقات فايسبوكية بينه وبين نساء من بينهم المسماة مينة بوشكيوة. وباستثناء مزاعم هذا الاعتداء، الموثق فقط بتصريحات شخصية وصور ذاتية واتهامات مسجلة ضد مجهول، يبقى هذا اليافع المغمور في الواقع، مجرد "صنديد افتراضي" يتضخم بفضل نرجسيته المفرطة في مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا يتساءل بعض النشطاء: كيف لهذه البنية السرية المزعومة أن تصنع من يعاديها في الفايسبوك؟ فإذا كان هذا الرجل مجهولا معدوما في الواقع، لا تسمع أزيزه إلا نفسه، فلماذا إذن تعتدي عليه هذه البنية السرية وتجعل منه رقما صعبا كما يدعي؟ فقد كان حريا ببنية علي لمرابط السرية أن لا تعتدي على هذا المجهول، لكي يبقى نكرة على سجيته في عداد المجهول، اللهم إلا إذا كانت هذه البنية المزعومة تبحث عن قبر مجهول لتضع عليه أكاليل الورود الصفراء في المآتم والجنائز! وكان جديرا أيضا بعلي لمرابط أن ينصح بنيته السرية، التي اختلقها من بنات أفكاره، لئلا تعبث مستقبلا مع النكرات اللائي لا يتوفرن على إحساس صادق بواقعهن المادي! فمثل هؤلاء المجهولين، لهم من اسمهم نصيب، فالجهل عدو صاحبه ويعطيه صورة متضخمة ومغلوطة عن نفسه، مثل ذلك القط الذي يتوهم نفسه نمرا في انعكاس المرآة أو في استدارة الظل في ساعات الهجير. فهذا هو حال من يجلس خلف الحاسوب وحيدا أو شاردا قبالة شاشة هاتفه المشروخ، وهو يستل من غمده سيفا بطارا مصنوعا من خياله المهترئ، ليشرع في مقارعة خصوم وهميين، لا يوجدون إلا في مخيلة علي لمرابط، وذلكم النكرة المسمى يوسف، الذي هو في الواقع ضحية هلوساته ومخالطاته مع محمد زيان.