في خضم الحراك الديمقراطي الذي عرفه المغرب ، تم تشكيل ما سمي حينها بتنسيقية الشأن المحلي مكونة من فعاليات المجتمع المدني بالمدينة ،والتي خاضت العديد من الوقفات الاحتجاجية على طريقة تسيير وتدبير الشأن المحلي، بالإضافة إلى مجموعة من المطالب الأخرى. وقد توجت هذه الوقفات بعقد لقاء مع رئيس المجلس االقروي للمدينة في نقاش مفتوح حول مجموعة من الشعارات والمطالب التي جاءت بها هذه التحركات الاجتماعية . النتيجة المباشرة التي خلفها هذا اللقاء، هي انقسام ما سمي بتنسيقية الشأن المحلي إلى طرفين، طرف أوقف شكل التظاهر والاحتجاج وشرع في الإعداد لتأسيس ما سمي لاحقا بجمعية العهد الجديد . والطرف الثاني قرر الاستمرار في خوض حركتة الاحتجاجية تحت ما سمي ب " تنسيقية من اجل محاربة الفساد الأخلاقي " التي استغلت شجارا – وهناك من قال بأنه كان مفتعلا – وقع في زنقة المستشفى ،وهو من ضمن الأحياء الثلاثة في المدينة التي تعرف بإيوائها لظاهرة الدعارة منذ القدم .وقد تعود سكانها على مثل هذه المشاجرات التي تقع بين رواد هذه الدور، حينها تدخل أعضاء "تنسيقية من أجل محاربة الفساد الأخلاقي " وهم بالمناسبة ذوو انتماءات سياسية اسلامية ( العدالة والتنمية ، والعدل والإحسان )اعتبروا ما وقع بزنقة في حي المستشفى موضوعا رئيسا لاحتجاجاتهم على اعتباره نوعا من الفسق والفجور يجب محاربته واستئصاله وتطهير المدينة منه .وتحول الاحتجاج من الدعوة إلى رحيل رئيس المجلس القروي إلى رحيل ممتهنات الجنس بالمدينة ،وفي غياب مطلق لأي سلطة (قضائية، السلطات المحلية، والدرك) أصبحت االقرية تحت إمرة سلطة جديدة .هناك من سماها (إمارة عين اللوح، اللجان الشعبية) يمارسها مواطنون عاديون سمحوا لأنفسهم باتخاذ قرار إجلاء عدد كبير من المواطنات من مقرات سكناهن بالمدينة ،ظنا منهم أنهم وجدوا حلا لهذه الظاهرة الاجتماعية ،التي تعرفها عين اللوح وكل المدن المغربية الأخرى ، نتيجة ظروف وسياسات لا يمكن أن نحمل مسؤوليتها إلا للدولة التي تخلت على دورها حتى في حماية كرامة الإنسان وممتلكاته وحقه في الاستقرار والتنقل داخل الوطن. وبعد توصل المكتب الوطني لجمعية سكان جبال العالم (فرع المغرب) بمكالمات ورسائل إليكترونية من بعض الجمعيات ، والأشخاص الذاتيين يخبرونها بما وقع من أحداث في مدينة عين اللوح ،انتقل الأخ عبد القادر الكاتب العام للمكتب الجهوي ( الأطلس المتوسط ) للجمعية، والأخت لطيفة معدني عن الكونكريس العالمي الأمازيغي الى عين المكان لتقصي الحقائق وانجاز تقرير في الموضوع ، وأثناء قيامهما بمهامهما فوجئا بمجموعة من الأشخاص تتكون من 11 فرد ( تتوفر الجمعية على أسمائهم ) تعترض طريقهما وتطلب منهما بطاقة الهوية ، واستفسارهما عن سبب وجودهما في المدينة والهدف من زيارتهما لبعض المنازل ، رفض الأخ عبد القادر امزيان الإدلاء بأي وثيقة مستفسرا مجموعة الأحد عشر نفرا عن صفتهم وعمن خول لهم القيام بهذه المهمة، وبعد اخذ ورد وتبادل الملاسنات توجه ممثل الجمعية إلى قيادة عين اللوح مرفوقا بجماعة تردد شعارات ليجد القائد غائبا في يوم أربعاء واتجه بعد ذلك إلى سرية الدرك الملكي بعين اللوح لفتح محضر اعتداء من قبل منتحلي شخصية رجال سلطة لكن قائد السرية رفض فتح المحضر على الرغم من إلحاح و إصرار الأخ عبد القادر والأخت لطيفة على ذلك، وغادرا عين اللوح في اتجاه أزرو. وفي لقاء نظمته جمعية حوار بلا حدود حضره برلمانيان من إقليم ايفران بمدينة أزرو فوجئ الحضور بإشادة السيد البرلماني التابع لحزب العدالة و التنمية بما قامت به تنسيقية من أجل محاربة الفساد الأخلاقي أو ما سمي( بمليشيات عين اللوح) معتبرا الطريقة التي تمت بها محاربة ممتهنات الجنس و دور الدعارة بمدينة عين اللوح بالناجعة ويجب الاحتذاء بها وطنيا لاستئصال هذه الظاهرة. منذ تأسيسها و جمعية سكان جبال العالم فرع المغرب تسعى الى اسماع صوت سكان جبال المغرب الذين يعيشون في ظروف صعبة وفي مجال لا تتوفر فيه ابسط الشروط للعيش في غياب للبنى التحتية الأساس و الاستغلال الفاحش للموارد الطبيعية و انتشار للفقر و البؤس و الهشاشة. إن ممارسة الدعارة في عين اللوح و كل المدن المغربية الأخرى سببها الفقر الناتج عن التهميش وعن اقتصاد الريع وعن غياب سياسة وطنية حقيقية تضمن لرجال و نساء الجبل شروط العيش الكريم. لكن بعد استبشارنا خيرا بالتصريح الحكومي الذي أشار إلى ضرورة تنمية المناطق الجبلية بالمغرب نفاجأ بممارسات بعيدة عما جاء في التصريح. ما انتظرناه هو مقاربة تنموية تضمن الحقوق الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية لسكان الجبل لا أن تستغل ظاهرة الدعارة المعروفة أسبابها في الإعداد المبكر للانتخابات الجماعية المقبلة كما جاء على لسان أحد الحاضرين الذين استمعوا لمداخلة السيد النائب المحترم ممثل الشعب و التابع لحزب العدالة و التنمية الحاكم. الحسان حجيج الكاتب العام جمعية سكان جبال العالم فرع المغرب إعداد: لحسن امقران – ( أنمراي) / تنجداد