قضى 300 شخص ممن شاركوا في المسيرة الاحتجاجية لسكان قبائل دادا موسى، التابعة لقبيلة آيت إلياس، قيادة عين اللوح، جماعة واد إفران، والتي نظمها أزيد من 600 شخص، ليلة أمس، في مدينة آزرو، في العراء أو داخل المقاهي، بعد رفض رئيس الدائرة تمكينهم من المبيت في أحد المرافق التابعة للمدينة (دار الطالب...)، حسب مصدر حقوقي. واستطاع المحتجون الوصول إلى آزرو، رغم عملية المنع التي قام بها رجال الدرك، حسب مصدر«المساء»، بعد أن سلك المحتجون الجبال، إلى أن وصلوا إلى الطريق الرئيسية الرابطة ما بين آزرو والراشيدية، حيث دخل المحتجون في اشتباكات أخرى مع رجال الدرك وعناصر من القوات المساعدة، والتي انتهت بانسحاب القوات الأمنية. وانتقل المحتجون عبر وسائل النقل إلى آزرو، بعد أن فتحت القوات الطريق في وجه السكان، الذين كانت تحركهم العزيمة. وكانت قوات المساعدة ورجال الدرك الملكي (أكثر من 200 دركي، 5 سيارات للقوات المساعدة، و5 سيارات رباعية الدفع) عرقلت، في الحادية عشرة من صباح أول أمس (الثلاثاء)، بمنطقة احجير، المسيرة الاحتجاجية التي كان يعتزم السكان تنظيمها سيرا على الأقدام نحو عمالة إفران، بعد اشتباكات عنيفة ما بين رجال الدرك الملكي، مدعومين بالقوات المساعدة، حسب مصدر موثوق ل«المساء»، غير أن إصرار السكان على القيام بمسيرتهم الاحتجاجية جعلهم يعبرون الجبال، بعد أن طوقت السلطات الأمنية طريق احجير، وهي الطريق الوحيدة بالمنطقة. وتأتي هذه المسيرة لتنبيه السلطات المسؤولة بخصوص الأوضاع «اللاإنسانية» التي يعيشها سكان هذه المناطق، حسب أحد السكان، الذي أكد أنهم يفتقرون إلى أبسط شروط الحياة، جراء العزلة التي فرضت عليهم، مؤخرا، والتي دامت ثلاثة أشهر، شهرا واحدا منها قضوه في عزلة تامة عن العالم الخارجي، بفعل التساقطات الثلجية، وتجرعوا فيها مرارة الإقصاء الاجتماعي بأبشع صوره، إذ أن وعورة المنطقة، وانعدام الطرقات، حالا دون تنقلهم نحو أقرب جماعة مهمشة، كما وصفها مصدر»المساء» تمحضيت، التي تبعد عنهم بثلاثة كيلومترات. وشاركت في المسيرة الاحتجاجية، إلى جانب السكان، مجموعة من الجمعيات الفاعلة، منها جمعية الكونغرس العالمي الأمازيغي، وتنسيقية الجمعيات الأمازيغية بالأطلس المتوسط، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع آزرو، وفرع جمعية سكان جبال العالم الدولية بالمغرب (A.P.M.M )، وبعض الجمعيات الأخرى من مكناسوإفران. وسبق أن نظم سكان هذه القبائل، مؤخرا، مسيرات مماثلة، غير أن السلطات، التي وعدت السكان بالاستجابة لملفهم المطلبي، لم تحرك ساكنا، حسب مصدر موثوق، وتركتهم وحدهم في مواجهة قساوة الطبيعة، الثلوج. وتحدث أحد السكان عن وفاة سيدتين، في وضعية حمل، توفيتا في الطريق أثناء نقلهما إلى تمحضيت، عبر الجبال، وكانتا محمولتين على الأكتاف، ناهيك عن حالات نفوق الماعز والمواشي لانعدام الكلأ وانعدام أي وسيلة لجلب العلف، المادة الوحيدة لتغذية المواشي في المنطقة. وأكد مصدر» المساء» أن أعوان السلطة (شيوخ، مقدمون) طرقوا أبواب السكان ومنعوهم من الالتحاق بنقطة انطلاق المسيرة، غير أن أزيد من 600 شخص، من جميع الفئات العمرية، استطاعوا بلوغ نقطة الانطلاق، وأضاف المصدر نفسه أن منع السلطات (رجال الدرك، القوات المساعدة) وتدخلاتهم «العنيفة»، لم ينل من عزيمة السكان تشبثهم بالقيام بمسيرتهم «السلمية»، على حد وصف أحد السكان، إذ أن أغلب المحتجين صعدوا الجبال ( يبلغ علوها ما بين 1400 و1600 فما فوق)، للوصول إلى عمالة إفران، ولكنهم لم يسلموا من مطاردة القوات المذكورة ومن العنف، حسب مصدر «المساء»، بقوله «الناس كلاو العصا مزيان».