تسبب ارتفاع منسوب مياه واد بهت ليلة الثلاثاء 3 و الأربعاء 4 فبراير 2009 في انهيار 300 منزل طيني بعدد من القرى الواقعة بمنطقة سيدي سليمان (إقليمالقنيطرة). منها ما انهار بشكل كامل، وما هدم بشكل جزئي. وأوضحت السلطات المحلية أن مياه الفيضانات غمرت نحو 1800 منزل طيني بعدد من القرى الكائنة بجماعات، من بينها سيدي سليمان ودار بلعامري وبومعيز، والمناطق المحاذية لـ واد بهت من دون أن تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح. وإلى ذلك تأكد من نائب رئيس المجلس البلدي سيدي سليمان لـ التجديد يونس بشاري، انهيار 20 منزلا في أربع دواوير بالمنطقة، (دوار ورزادقة، أولاد الحيرش، أولاد سي عبد الغياثي،الكرونيات)، وأوضح بشاري أن هذه القرى معزولة منذ ليلة الثلاثاء، متوقعا استمرار حصارها نظرا لغياب تدخل السلطات المحلية لحد الآن. وأشار المصدر ذاته أن 14 منزلا آخر هدمت في دوار أولاد الغازي، وخلف ذلك 3 حالات إغماء في صفوف الساكنة، مضيفا أن السكان المتضررين بهذا الدوار تمت إعادة إيوائهم مؤقتا بمدرسة الساقية الحمراء، والكنيسة. ومن جهة أخرى أكد يونس بشاري أن غزارة الأمطار أتلفت 300 ضيعة فلاحية غمرتها المياه. فيما قدرت مصادر مطلعة حجم الخسائر بأزيد من 100 مليون سنتيم. وعبر السكان المتضررون عن غضبهم جراء الغياب التام للسلطات المحلية، الذين أكدوا أنهم لم يحضروا إلى عين المكان إلا بعد مرور يوم ونصف، واحتجاجا على ذلك لوح بعض المتضررين بمقاطعة الانتخابات الجماعية المقبلة. هذا وارتفعت حصيلة القتلى نتيجة التساقطات المطرية التي تعرفها مختلف مناطق المغرب، إلى ثمانية أشخاص، فيما جرح إثنان آخران وتضررت بنيات تحتية في جهات مختلفة. وأوضحت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بمراكش أن شخصين اثنين لقيا مصرعهما أول أمس الثلاثاء بالمدينة إثر انهيار جزئي لمسكنهما، (أب 75سنة، وابنته 12 سنة)، في حين أصيبت الزوجة بجراح بالغة الخطورة.وكانت الأمطار التي همت مختلف مناطق المغرب خلال اليومين الماضيين خلفت مصرع ستة أشخاص. أربعة منهم بالجماعة القروية بني اموكزن باقليم الحسيمة، وشخصان آخران بقرية أركومي التابعة لملحقة قيادة سكتانة في إقليمتارودانت. وبالمدينة العتيقة بفاس، أصيبت امرأة (28 سنة) بجراح طفيفة إثر سقوط جزء من مبنى مهدد بالانهيار، أوضحت السلطات المحلية أنه يأوي 18 أسرة والواقع بحي واندو. وفي شمال المغرب، بين الرباط وطنجة، تعرضت مناطق شاسعة الى فيضانات. وتشير معطيات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، أن مجموع الأراضي الفلاحية التي غمرتها المياه، على مستوى جهة الغرب الشراردة بني احسن، بلغت 43 ألف و672 هكتارا. ويتعلق الأمر يتعلق بالأراضي المنحدرة والمقعرة بالجهة، ولاسيما عبر الشريط الرابط بين مدن بلقصيري وسيدي علال التازي ومنطقتي المناصرة وبنمصور. وقد تسببت غزارة الأمطار في إتلاف جانب من حقول وضيعات الفلاحين الصغار.وكانت التساقطات الثلجية، قد تسببت في انقطاع العديد من المحاور الطرقية. وحسب مصدر إقليمي فإن أغلب المحاور الطرقية، التي تم قطعها في أقاليم بولمان وإفران بعد التساقطات الثلجية التي شهدتها منطقة الأطلس المتوسط، قد تمت إعادة فتحها، الثلاثاء في وجه حركة المرور، ماعدا الطريق الرابطة بين أزرو وأيت أوفلا. وببولمان، أعلنت المندوبية الاقليمية للتجهيز، أنه تم إلى حدود منتصف الثلاثاء إعادة فتح أغلب المحاور الطرقية في وجه حركة المرور، وخاصة الطريق الاقليمية رقم 502 الرابطة بين بولمان وأوطاط الحاج عبر ألميس مارموشة والطريق الاقليمية رقم 5115 الرابطة بين أيت مخلوف وتالزيمت عبر إيموزار. كما يتعلق الأمربالطرق الاقليمية رقم 5105 الرابطة بين بولمان وسكورة والرابطة أيضا بين ألميرس وسكورة، والطريق رقم 5108 الرابطة بين ميسور وألميرس ورقم 5123 الرابطة بين ميسور وألميرس مارموشة، والطريق رقم 5117 من أيت بازا و ايسيبوتين.وكذا الطريق القروية رقم ,707 في حين مازال المحور الطرقي الرابط بين ايموزار مارموشة وتالزيمت مقطوعا في وجه حركة السير .وتشير إحصائيات مديرية الانتاج النباتي بوزارة الفلاحة، إلى أن وضعية السدود بكل جهات المغرب فاقت كل التوقعات، بحيث بلغ حجم المياه المعبئة المسجلة إلى غاية الثلاثاء 3 فبراير 2009 ، 9,7 مليار متر مكعب، مقابل 6,4 مليار متر مكعب سجلت السنة الماضية، وبلغت نسبة ملـيء حقينة السدود 73 بالمائة مقابل 48 بالمائة كانت قد سجلت في نفس الفترة من السنة الماضية. ومقارنة مع بداية الموسم الفلاحي حيث سجلت نسبة 38,5 بالمائة. وذكرت معطيات المديرية حجم المياه المعبئة بسدود المغرب تختلف من دائرة إلى أخرى. وفي سياق متصل علمت التجديد أن تحذيرات وجهتها المصالح المختصة يوم الثلاثاء 3 فبراير 2009 لسكان شمال المغرب وعلى الخصوص المجاورين للسدود، بالابتعاد عن تلك الأماكن مخافة تجاوز منسوب المياه السدود.