توصلنا بشكاية شفوية، وهي في حقيقة الأمر شكايات متعددة تحمل في طياتها استنكارا واضحا لجموع المصلين لبعض التصرفات المشينة للإمام ، والتي لا تمت -على حد قولهم - إلى أسلوب اللياقة واللباقة بصلة ومن بينها : -- الغياب المتكرر والمبالغ فيه ، للإمام إلى درجة قيام بعض الفقهاء بالنيابة بتعويضه مؤقتا في الإمامة بشكل غريب ( إذ يصلي الفقيه الأول بالناس صلاة الظهر، فيما يقوم الفقيه الثاني بإمامتهم في صلاة العصر، والفقيه الثالث يتكلف بصلاتي المغرب والعشاء ). -- الرفض القاطع للإمام الراتب، لأسلوب الحوار، إذ يستشيط غضبا في وجه كل من يريد استفساره عن سر ظاهرة الغياب المتكرر لسيادته. -- إقامة الصلاة في الباب المؤدي إلى خارج المسجد عوض إقامتها في المحراب....؟؟ هي إذن جملة من الخروقات التي تمتع منها حشود المصلين بالمسجد الأعظم ،والتي قسمت هؤلاء الى طائفتين مختلفتين . الاولى تحمل المسؤولية للامام و تقول : " ألا يعلم إمامنا انه إمام راتب ، ولا يحق له التغيب باستمرار عن أداء واجبه الديني بالمسجد ، وانه لا يحق لأي فقيه كيفما كان نوعه أن يصلي بالناس إلا بترخيص قانوني للإمامة؟". و الثانية تحملها للمندوبية الوصية متسائلة : " لماذا لا تحرك مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية أي ساكن لمعالجة هذه الظاهرة، وبالتالي إرضاء جموع المسلمين المترددين على المسجد ، والمتضررين من تصرفات إمامنا؟" وعلى ذكر هذه المندوبية ، فلماذا لا تتدخل أيضا في حل مشكل الضجيج الذي تحدثه مطارق وآلات الميكانيكيين المكترين لمآرب المسجد، والذين تتحول أصوات آلاتهم وأدواتهم الحرفية إلى نشيد مقرف ، ضجرت منه أذان المصلين المحليين وحتى المسافرين العابرين الذين سيحملون بالتأكيد ، صورة سيئة على المسجد الأعظم والبلدية على وجه العموم ، ينقلونها عن المدينة من فم إلى أذن عبر باقي مناطق المملكة. وفي انتظار إيجاد حل منطقي ونهائي لاشكالية المشاجرات المتكررة مع الامام , وفي انتظار تخليص المصلين من ضجيج قرقعات الآلات الميكانيكية والأدوات الحديدية المجاورة، فإننا نقترح من وجهة نظرنا تمتيع الامام الجليل بمغادرة طوعية ، يريح بها ويستريح , خصوصا وانه قضى في خدمة المسجد سنوات طوال تستلزم تعويضه بعد تكريمه كيفما كانت تصرفاته . و رب مندوبية فهمت القصد والمقصود ، وتحركت لتقوم بالمسجد الأعظم القيام المنشود