توقعت مصادر مطلعة داخل مؤسسة مسجد الحسن الثاني أن يكون عدد المصلين الذين أدوا صلاة التراويح، الليلة قبل الماضية، بمسجد الحسن الثاني والفضاءات التابعة له وصل إلى ربع مليون مصل. وأكدت المصادر ذاتها أن الوصول إلى هذا الرقم الكبير تزامن مع ليلة القدر، التي عرفت هذه السنة ختم القرآن الكريم من طرف المقرئ عمر القزابري، الذي يحرص كثير من البيضاويين من مختلف أحياء المدينة على الصلاة خلفه خلال ليلة الختم. وعاينت «المساء» حالة استنفار غير مسبوقة في محيط المسجد من أجل إنجاح ليلة القدر، إذ دفعت ولاية الأمن بتعزيزات أمنية مهمة لضمان أمن المصلين خلال الليلة التي امتدت إلى صلاة الفجر، كما عرف محيط المسجد وجود ثلاث سيارات إسعاف وفرقة طبية تابعة لوزارة الصحة عملت على توفير الإسعافات الأولية للمصلين الذين عانوا من حالات إغماء بسبب التعب والذين كان أغلبهم من النساء. وأكدت المصادر ذاتها أن القيمين على المسجد قاموا في إطار الاستعدادات لليلة القدر بفرش حوالي 30 ألف متر مربع من المساحات المحيطة بالمسجد والتي تشمل الساحة المقابلة له والساحات المجاورة، كما فتحت قاعات الوضوء التي تقع في الطابق الأرضي من أجل تلبية طلب العدد الكبير من المصلين الذين تقاطروا على المسجد دقائق قليلة بعد الإفطار. وأغلقت الشوارع المحيطة بالمسجد أمام حركة المرور، إذ وجد المصلون الذين جاؤوا من مناطق بعيدة على متن سياراتهم صعوبات كبيرة في إيجاد مكان قريب من المسجد لركنها واضطروا إلى البحث عن أماكن بعيدة عن فضاء المسجد. وبخلاف السنوات السابقة التي كان يتم فيها ختم القرآن من طرف المقرئ عمر القزابري أيام 23 أو 24 رمضان فإن هذه السنة كانت استثنائية بعدما تم ختمه في ليلة القدر وهو ما جلب مصلين جددا من مختلف أحياء الدارالبيضاء. وأكدت المصادر ذاتها على أنه ولإنجاح ليلة القدر هذه السنة عقد مسؤولو مؤسسة مسجد الحسن الثاني اجتماعات تحضيرية خصصت لتحديد عمل كل شعبة، مضيفا أن مسؤولي المؤسسة يركزون على أعمال الصيانة قبل شهر رمضان، إذ قامت الشركات التي حصلت على الصفقات بمراقبة المعدات الموكولة إليها وفق الشروط المسطرة في دفتر التحملات. وشددت المصادر ذاتها على أن الاستعدادات شملت كذلك التأكد من سلامة الأجهزة الخاصة بالصوت داخل وخارج قاعة الصلاة والكهرباء والإنارة وصيانة الأبواب الميكانيكية للقاعة وتأثيث قاعة الصلاة والباحة، فضلا عن توفير الماء للوضوء والشرب وتنظيف القاعة وباحة المسجد وأماكن الوضوء. كما شملت تجهيز الساحات المحيطة بالمسجد بالأفرشة اللازمة للصلاة ووضع السياجات الحديدية من أجل ضمان دخول وخروج آمن للمصلين خلال ليلة القدر. كما شملت الاستعدادات توفير رعاية طبية للمصلين في حالة وقوع إغماءات أو أي متاعب صحية، عبر التنسيق مع مصالح الوقاية المدنية والمندوبية الجهوية لوزارة الصحة التي وضعت وحدة طبية بمحيط المسجد لتقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات.